الخميس 28 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
رحلة الظمأ - فيصل البريهي
الساعة 11:04 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


من غير قانونٍ ولا لائحة 
يأتي اختتامُ العمرِ كالفاتحة

 

في عالَمٍ ثانٍ تعيشُ الرُّؤى 
طوّافةً في الغيبِ كالسائحة

 

تستخلصُ الأنداءَ في طيِّها 
قارورةً عطريةَ الرائحة

 

خمريَّةَ الأقداحِ ما شافهت 
أحكامَ تحريمٍ ولا بائحة

 

عاقرتُها سُكريَّةَ المُشتهى 
في نشوةٍ مقدوحةٍ قادحة

 

كم راودَت نفسي وراودتُها 
عن نفسها كالشهوةِ الجامحة

 

تقتادُني نحوَ الشّذوذِ الذي 
تسعى إلى تحقيقِهِ طامحة

 

لا رغبةً فيهِ ولا رهبةً 
جِدِّيَّةً في الأمر أو مازحة

 

لكنها في طبعها عادةً 
تجتاحُهُ كالقُوّةِ الكاسحة

 

تَغوى وتُغوِي مثل قوّادةٍ 
في لهفةٍ منكوحةٍ ناكحة

** ** **
 

 

يا للأماني الظامئاتِ التي 
في كلّ بحرٍ لم تزل سابحة

 

لم تلقَ حتّى شربةً عذبةً 
أو قطرةً في لُجَّةٍ مالحة

 

كم لهفةٍ نشوى ، وكم نشوةٍ 
عطشى ، وكم من آهةٍ جارحة

 

جرَّعتُ أحلامي كؤوسَ المنى 
ممزوجةً بالخيبةِ الفادحة

 

عاديتُ آلامي وشنَّيتُها 
حرباً...ونفسي للأسى جانحة

 

أحيا وأشواقي بِلا رأفةٍ 
تغتالُني كالمُديةِ الذابحة

** ** **
 

 

مالي ولِلدُّنيا التي ليس لي 
فيها سوى البَكَّائةِ النائحة؟

 

نفسي التي خاضت دروبَ الهوى 
مشبوبةً عن رُشدِها نازحة

 

نحو الملذّاتِ التي أجَّجت 
في عمقها نيرانَها اللافحة

 

تسعى إلى تفجيرِها ثورةً 
في مهجتي راكضةً ناطحة

** ** **
 

آهٍ على قلبي الذي كُلَّما 
وجَّهتُهُ للتَّوبةِ الناصحة

 

لاحت لهُ من دونها فتنةٌ 
سحريَّةٌ كالآيةِ الواضحة

 

يرتدُّ كالشيطانِ في إثرِها 
سعياً لكسبِ الصفقةِ الرابحة

 

سُرعانَ ما تغريهِ أهواؤهُ 
والكُلُّ في إغرائهِ ناجحة

 

يستقرئُ الأمثالَ مُستشهِداً 
(ما أشبَهَ الليلةَ بالبارحة)

 

الجمعة 6 ربيع الثاني 1424هـ 
2003/6/6م

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص