الخميس 28 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
هناك أنتِ - وجدان الشاذلي
الساعة 14:54 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

(1)

 
هناك أنتِ دائماً شمال اللحظة
بكامل قطبك المتجمد ، فكيف يمكن أن يكدر موتك
كل هذا الصقيع الذي يلفني ..!
وأنا الذي بكامل احتمالات غبائي التي لاتفنى ، أرفض
التنازل عن كامل حقوقي في لامبالاتك ..
فالاشىء في خضم اللاشىء اللامتناهي ، يمكن أن يساوي شيئا..
على كل حال يظل الفراغ دائماً ممتلئ.

 

 

(2)
هناك وجهك دائماً..
وفي الجهة المقابلة أنا وتلك الكومة من الإحتمالات ..!
يروق لي أبداً أن أتدحرج خارجي ، خفيفاً من كل شىء إلا منك.ِ
لا أعرف شيئا عن الاتجاه ، غير أن وجهتي تظل دائماً صوبك ..
وإن كنتِ ذلك السراب الذي أغترف منه ، ولايزيدني إلا عطشا
سأظل أحبك ..

 

(3)
لربما تضحكين الآن ،بفعل دغدغة نكتة قرأتيها للتو
من ذلك الكتيب الذي أهديتك أياه آخر مرة ((أجمل مئة نكتة)).
تزعجني هذه الفكرة ، ليس لأنك تضحكين في أسمى لحظات 
حزني .. ولكن لأنني قررت أن أحزن في أتعس لحظات بهجتك.

 

 

(4) 
في الشطر الأخير من الغياب ..
أقرأ في الهامش .. مالم تقولينه أبداً في جميع فصولك التي عرفتها ...
كنت مجرد محطة يروق لك أحيانا التوقف بها ، لم أكن يوماً وجهتك ..!
هذا مؤلم جداً..
مؤلم لدرجة كفيلة بنشر السواد في كل ماتبق من ردهات ممكنه للسير ..

 

(5)
لدي ألف سبب الآن يدعوني للتعثر بقلب أول فتاة أصادفها ..
لكني أفضل التمسك بذلك السبب الوحيد الذي ينبأني بأنك
ستعودين ذات يوم .
لاشىء يدعوني إلى أن أكون متفائلاً عند هذه النقطة بالذات ،
رغم ذلك يروق لي أن أشيد صرحاً من الترقب ، وأجرب المجموعة
الكاملة من غبائي ..!

 

 

(6)
كرهت جداً ذلك الشاب الهندي ، الذي قرر ذات مساء
أن يحمل حقيبته ويذهب إلى بوليوود..
بغضته كثيراً .. طوال تلك الفترة التي قضاها متسكعاً
مابين استديو التصوير والمعبد ..
كرهته وهو يغمّس البسكويت بالشاي ، يغسل ملابسه
تحت حنفية الماء على ناصية الشارع ، وهو يقف تحت المطر 
في انتظار دوره في تجارب الاداء ..
كرهته أكثر.. وهو يتدرب على أجمل الرقصات ، ويحفظ حوارات
أشهر الممثلين عن ظهر قلب ، وهو يصلي لــ (لكرشنا) ، ويتوسله
أنصاف الفرص ..
كرهت جداً .. عناده ، وإصراره في أن يصبح ممثلاً.
أمقته الآن أكثر من أي وقت مضى ..
لكونك حتماً متسمره هذه اللحظة أمام شاشة التلفاز
منبهره بسحره الزائف ، متجاهله هاتفك الذي لايكف عن الرنين 
بلهفتي وإشتياقي ..!

 

 

(7)
في الجهة المقابلة لمنزلنا، حيث أعتادت أن تتسكع مجموعةمن القطط 
والكلاب الضالة .. يوجد برميل قمامة هناك .. نشأت ما بيني وبينه علاقة 
من نوع ما ..
كنت أتمنى كل يوم لو تواتيني الجرأة اللازمة، وأقطع ذلك الشارع صوبه 
.. وأكب بداخله تلك الكومة من الذكريات ، وأفرغ منكِ تماماً ..
غير أن هذه الفكرة .. لم تراوح أبداً عتبة التمني منذ أربعة أعوام وأكثر .

 

 

(8)
وفقاً لذاكرة الخيبة :
كنتِ الصدفة الأكثر وجعا.
حرريني من تفاصيلك الصغيرة ، لقد بلغ حزني من العمر عتيا .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص