الجمعة 29 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024
قصة قصيرة
سحب راقصة - مسعد السالمي
الساعة 13:23 (الرأي برس - أدب وثقافة)

 

تتأمل تلك السحب بشغف لا اخر له، تود الطيران في اللون الازرق اللامتناهي والرقص على ايقاع اوتار الريح، ولألاء تومض خجلا من نور الشمس، لا زالت عيناها تتابع رقصات السحب في سماء البهجة، ذهابا وايابا مع زرقة صافية تبعث حالة شعورية لا مكتوبة، تسبح بهدوء معها الى حيث يريد الله لها مطراً، تتسمر عيناها على تلك الاكوام المتوالدة بطريقة ربانية مدهشة عاكسةً لون الشمس وجمال الازرق الى حدقتي عيناها لتصله بدورها بلمح البصر الى قلب يتراقص طرباً من سحر المشهد وروعته، تتكاتف سحب اخرى لتحاصر ضوء الشمس وتضفي لونا ابيض يتشكل على رقصات الريح سريعاً.. عدى قدميها لا زالت متجمدة مفسحة المجال لرقصات عيناها ونبضات قلبها العامر حباً للإبحار بجمال الله.. لون ازرق وتمدد للون الابيض يعكس لوحة فنية ربانية، وغسيل ذاتي منبعه نعم الله واسرار الكون.. وعلى مقربة منها هبطت عيناها كالمطر لتسقي ورقة بيضاء كادت ان تصفر لمرور الايام، تركض يمناها ولعا متناولة قلما ينضح بالون الازرق، تجثو برهة وتعود لتملئ سحابتها البيضاء أي حديث يذكر..؟ واي قصائد؟

وحكاية حب، ونسيجا من لحظات عشقية كادت ان تمسي في طي النسيان، اعادت الى رئتيها نفساً يملأه شوقا كاد ان يطفئ نور الشمس، وعادت لتحيك اوتار القلب كما يبدو، مبحرةً اعواماً حتى عاد هو ذاته، هو كل الالوان.. الازرق عيناه، الابيض قلبه، والوردي هو اللذة المنبعثة من شفتاه، وطريق الجنة ذكراه.. ولا لغة تسمو منزلة على فلسفة يمطرها قلبه حباً، وصار جميع الاسماء وكل حروف لغات العالم مختصرة في كينونة اسمه.. فقعدت تكتب.. وتكتبه.. بلا مللٍ لتعيد حياة كادت ان تسلبها الايام، لا زالت تكتبه حتى جف القلم وصار اللون الازرق محتلا لمساحة عالمها الابيض، وعلى ايقاع هبوب عطر نسيم الريح ودوي شلال اوردة الدم يتم التحضير لمجيء المطر لتصبح مملكة زرقاء ووطناً ابدياً لا احد غيره يتبجح، ويغني، ويتراقص فيه، ولا يوجد شعب دونه، هبط المطر سريعا، ليعيد القلب ويعيد البسمة وتلك الروح للرقص على ايقاع المطر مع جميع السحب المنسدلة من رحم السماء لتغني معها سيمفونية حب يصبح كل من في الارض مع جميع مكونات السماء قطعة مسك واحدة اصلها ثابت ولا فرع لها سواه.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص