الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
شاعر الحب والجمال - إبراهيم أبوطالب
الساعة 10:33 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


قضى عمره في محراب البيان متبتلا، 
الحرف مهنته
والجمال رسالته
واللطف فضاؤه
وفي لهجته المحلية (لهجة حجة والشرف والمحابشة المتاخمة لتهامة غربا) روح المكان ومكان الروح عزف بها عذب قصائده وأرقها، وعبر أصوات كبار الفنانين اليمنيين أيوب طارش وغيره لامست قلوب المحبين ببساطتها وانبساطها في خيالاتهم المحلقة وآهاتهم البريئة الوديعة...
إنه الشاعر الكبير الأستاذ علي عبد الرحمن جحاف
الذي عاش بعيدا عن الأضواء متواريا بضوء شعره ونور شاعريته عن كل شيء مخلصا للحرف الصادق المحلق...

 


بعد الوحدة اليمنية عام 1990م ظهرت الكثير من الصحف اليومية والأسبوعية في طفرة واضحة حينها، فرأس جحاف -رحمه الله- تحرير صحيفة مختلفة كاختلافه وتميزه أسماها (الكشكول) وصدر منها خمسة أعداد تقريبا ثم توقفت لأسباب غير معروفة، وكانت خاصة بالأدب والشعر والثقافة والكاريكاتير الهادف الذكي...
وحين غابت تسألتُ مع من تساءل عن سر ذلك الاختفاء والغياب، وكتبتُ إليه هذه القصيدة بالعامية - قد يصعب على البعض فهم مفرداتها لخصوصية اللهجة - (وقد نشرتْ في ديواني أنغام الوجدان 2010م)..

 

وأجدها مناسبة أن أتذكرها معكم وأنشرها هنا لأنها تسجل مرحلة من تاريخ اليمن المعاصر، وتتعالق مع أديب رحل عنا بكل ما يحمله من حياة وشعر وبيان وجمال...
******

 

أين سارتْ الكشكولْ؟
############

 

باللهْ يا ناسْ أينْ زِدْ جَا "عَلِي جَحَّافْ"؟
واينْ سارتْ الكَشْكُولْ؟
هل غاب عنَّا حَنَقْ أو ضرّه الحِيرافْ
أو ضيّعه مسؤولْ؟
أو أجدب الفكر بالطنّان والنّشَّافْ 
في سوقه المقفولْ؟
أو غابْ عَنّا لأنّه ما وجد إنصافْ
منّا و لا مأمولْ
فالنّاس قد أصبحوا يعجبهم الـخِرَّافْ
واخبار سوق الفولْ
يعجبهم الجعث والدِّلْكَامْ والرِّعّافْ
كم قتل كم مقتولْ
كمْ قد طِلِعْ في شرا الدولارْ مِنْ آلافْ
في البرِّ في البترولْ
يعجبهمْ اخبارْ "نورا" في بلادْ الكافْ 
وابطالْ " فِلمْ الغُولْ"
وما جرى في بلادْ اللهْ مِنْ سِيخَافْ
والمعتديْ المجهولْ
وكمْ مَعَارِكْ جَرَتْ في الحِزبْ بالخدّافْ
عَنْ نَهْجِهْ المسلولْ
ما قالْ "الاصلاحْ" عن "سالمْ" عن "السَّقّافْ" 
عن سيرةْ المخبولْ
و"الاشتراكيْ" قفزْ كي يدفعْ الإسرافْ
عن عِرْضِه المنحولْ
و"المؤتمر" في الوسط قد قامْ بالإشرافْ
حاملْ لهمْ محمولْ
هذا دَكَمْ ذا، وهذا في يدهْ خُطَّافْ
جميعهمْ مَشْغولْ
واحزابْ مثل الحصى تسعى إلى الإنصافْ
والغايةْ المحصولْ
مائهْ وعشرينْ صحيفةْ نهجها الإرجافْ 
تجنّنْ المعقولْ
في وسطْ هذا الصَّخبْ، والوهمْ، والإجْحَافْ
بَدَتْ لنا الكَشْكُولْ
عصفورةْ الفنِّ والإبداع والإيلافْ
مثل النَّسيمْ معلولْ
قد غرّدتْ في سماءْ الحبْ كالأطيافْ
في ثوبها المرفولْ
وحلَّقَ الفكرْ بالإنتاجْ والأَلْطَافْ 
شعارَها الموْصُولْ
جاءت ببارقْ أمل في الفنّ والأعرافْ
في القولْ والمنقولْ
أَوْحَتْ بأنّ الأدبْ ما ضاعْ في الكِيَّافْ
أو زحمةْ المأكولْ
لا كذبْ لا فُحشْ لا تضليلْ أو أجلافْ 
في روضها المأهولْ
بَلْ زانها الفنّْ بالأعلامْ والأشرافْ
مَنْ بالعُلا مجبولْ
كانتْ لنا خيرةْ الندمانْ والأضيافْ
تنفي ضَنَى المعلولْ
وكم فرحنا بما تحويهْ من أهدافْ
في خَطِّها المصقولْ
كشكولْ مثلْ اسمها في درْبَنَا طَوّافْ
بشكلِها المقبولْ
لكنْ أسفْ فَرْحَنا قد شَلّه الخَطَّافْ 
لا بذلْ لا مبذولْ
مولودْ مخنوقْ بالزحمةْ وبالدِّلْهَافْ
حتى غَدا مقتولْ
ما سرّ هذا الغيابْ ؟ قُلْ: يا ولدْ جَحَّافْ
وضّحْ لنا المجهولْ
واحنا معكْ ندفعْ الإبداعْ والآلافْ
ونواجهْ المسؤولْ
حتى نحلّق معاً؛ واليَدّْ في الأكْتَافْ 
نحقِّقْ المأمولْ
نلقى السرورْ، والمنى، والسُّعدْ، والإتحافْ 
في عودة الكشكولْ...

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً