الثلاثاء 24 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
قصيدة - هاني الصلوي
الساعة 10:57 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

لايقبل رقصةَ حفلة ٍ
لا يرتادهُ مجلسُ عزاء 
( مـــرافعة )

" إلى جنوبيـة شرقــًا مازالت توغل في حدائق مولانـــا آتا المتنون عليه الصلوات والانتظارات الحــادة ، وعليها العودة باكرة ، سمراء خالصة "

ماذا يفعل العائد من وطنهِ هنا ؟ 
يقشِّراللب َّ كعادته ِويرمي عظامه

على الرخام ِ مثلاً ؟!! يفتح نوافذه
على بائعات الحامض ِويقايضهن!

يركل مهاراته ويزجها في التعب ِ
.. يلحُّ على القنب الهندي برئتيهِ
لاشيء يفعله !

فقد كلَّت عضلاته صبيحة اصطفته
مهرية درجت ْ على تفنيد خطابها
ــ وهي ترخي الحبل لطفولتها ــ

لاشيء يقيم جموحه غير الجمرِ
فلها فقط تنزع الجبلية الكاكي 

له فقط تفعل طنجة بحيتانها المنازلَ
وترص قطع النرد ِ. 

حل َّ ضيفاً ياقاضي
ــ تدلِّي فصاحتهاــ فنهشت الصاعقةُ

جبَّته ووشتْ الملاحة بخطواته ِ
رغم أنه لم يسوِّس جزرةً . لم يغر
أحداً ــ إذا كنت قادراًعلى التصورــ 

لم يقترف وطناً 
غير تلك التي تزهو بحنوطها 

في الجريدة ِ وتتهادى في الغنيمةِ 
..في المنتهى خطَّ لقواريره رماديةً
لم تصمد لرشفةٍ .

فتشَ بسيجارهِ عن منفى ً..عن جرحٍ
عن نادٍ ..خلوةٍ ولمَّا وجدَ أخيراً موطئاً

على قطارٍ واقفٍ وغفى تحرَّك القطارُ
صوب ــ مامن بلادٍ ساكنةٍ تغشاها ـ

في المحطةِ استقبلتِ الحسانُ أحلامهنْ
والشركات عملاءها وحظوظها 

وبقي يمرِّغُ شباكه في الوجوهِ والفرصِ .
امتطى شجرةً غير أن الريحَ لم تمكنه 

من المجلسِ ..لاعبتْ أغصانه فسقطْ
ألفيته يتهتك في زجاج ٍ ويقلِّبُ الكتبَ

يطفيء بإبهامهِ أسماء المؤلفين 
ـ ربما يلطِّف مبتغاه بالغميضةِ ــ 

ويخلو بالعناوينِ.
يقبل ويتقهقر ويتقهقر ويقبلُ .

أمسكته عند الناصية ِ وقدته إلى السقالة ِ
بفمي هذا الذي لن يأكله الدودُ
ــ وسوف يمضغه العائد بعد طولِ تمنُّعٍ ــ

باحثته بأغادير فالصويرة ..بالحريرة ِ
غير أننا صحونا هنا على مقاعدكم نمجِّدُ

العدالةَ ـ العدالة يامولانا التي ذكرتم أن 
رأس سبارطل قيَّد بمجونها هرقل ـ 

عربة واحدةُ كانت تكفي لتسلية ِ مخيلتنا 
وحشرنا في زاوية ٍ 

لم يوقِّع أدلته ليوغرحشاشتي على جمع ٍ
أو مفرد ٍ ..لم يدفع وحشته في صراعي .

امتشقته عن الزغبِ بعد أن وطَّنتْ أسرابهُ
تهوري على الجريمة ِ

ــ الجريمةُ يا نسَّــاء ُ من ربَّعتك على كرسيكَ
..أقامت أمامك مطرقةً.. ودفعتْ لهاتكَ في 
الإدعاء ِ وحبيبي في القفص ِ ــ 

وللإحاطة ِ : ركبَ في مصابهِ
كرسياً كذلكَ الذي يمتطيهِ الشهداءُ

وأعني الشهودَ الفاعلينَ آنَ قفولهم 
من الواجبِ. 
كرسي من القصبِ السجين ِ

أودى به بمجردِ أن ثبتَ عجيزتهَ
على حشوهِ دون شففقة ٍ 
... وحتى حين ربحَ جزراً في اليانصيبِ

ووزعَ أعضاءه عليها فسكن َ لنزهةِ
غمر هاريكانُ الأرخبيلَ كلَّه .

لم يعد له مأوى .
لايرتاده مجلسُ عزاءٍ 
لا تأنس حفلة لرقصتهِ .

ــ إذا أمكن الرواغُ ــ 
لاقبر يسعه ُ.

ليس خطراً على الدولةِ
إلى حدٍ يقدر معه على تفكيكِ 

المنظومة ِ وسرقة ِ مدافع حائط ِ
المعجازين المهملة ِ

لاتصدقْ ـ ياعدالةُ ــ 
أن ــ الراجعَ ـ يصيب ُ في الغالب ِ

المناطقَ التي لانأبه لطليها بالبرونز ِ 
فقد ذابَ من أزلِ في الجبل ِ .

أحرقْ فؤاده بمزايداتكَ 
فكم أنت محق ٌ ؟!!

كم هي ناشبةُ خمرته .
ماذا أفعل هنا ــ حقاً ــ 

ماذا يفعل العائدُ 
من وطنهِ ونفعل هنا ؟!!

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً