الخميس 28 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
قصص قصيرة جدا: لعبة الكلمات - مصطفى لغتيري
الساعة 13:04 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


الكتاب
 

متأبطا كتابي أمضي نحو المدرسة.. في طريقي رأيت امرأة تنوء تحت ثقلها.. هرولت نحوها.. أخذت منها الكيس.. حملته وسلمتها الكتاب في انتظار أن نصل إلى وجهتها.
حين انعطفت نحو اليسار بإشارة منها، مشيت بخطوات واثقة في الزقاق. فجأة التفت نحوها، ففوجئت باختفاء المرأة، وبشكل غريب لا يمكن توقعه وجدت الكتاب تحت إبطي، وأنا ما أزال أنوء تحت حمل الكيس الثقيل.

 

 

طوفان
 

منبهرة تسمرت أعين التلاميذ على السبورة، التي انبلج فيها فجأة ضوء غريب، وفي لحظة ما اننفتحت فيها كوة واسعة وتدفق شلال من الكلمات، تلك التي كتبت عليها منذ سنوات وسنوات.
غمر الفيض جميع التلاميذ. لكن بعد حين امتصت السبورة كلماتها وجرفت معها بعض أولئك الذين تستهويهم لعبة الكلمات.

 

 

مدرسة
 

- الخبز أولى من المدرسة.
قالت أمي. وأضافت بإصرار:
- لقد تعبت..يجب أن تساعدني على إطعام إخوتك.
حزينا رددت عليها:
- لكنني أحب المدرسة وأريد أن أتعلم.
حاسمة أمرها قالت:
- الحياة مدرستك يا ولدي. وستعلمك الكثير.

 

 

وحل
 

على قارعة، بصعوبة كان يتهجى الحروف.
س م ا ء غ ا ئ م ة ل ك ن ه ا ل ا ت م ط ر ف ي أ ر ض ن ا.
حين انتهى من إنجاز واجبه، مرت سيارة فارهة ورشته بوحل الطريق.

 

 

إحساس
 

حين كان الأستاذ يمر ما بين الصفوف متفقدا إنجازات التلاميذ، كنت فخورا بكوني انجزت كل ما طلبه مني، رغم ظروفي الصعبة.
توقف الأستاذ عندي، راقب إنجازاتي ونوه أمام التلاميذ بما قمت به.
مبتهجا ابتسمت، فاحتلت قلبي فرحة، توارى على إثره شعور بالجوع كان إلى وقت قريب ينهش دواخلي.

 

 

لعبة
 

- جميلة لعبة الحروف هذه. تنسيني إلى حين عالما لا يعجبني.
قال الصبي.
مبتهجا قال آخر، وهو يخط كلمات على كراسته.
- كم هي رائعة هذه الحروف. بها أبني عالما يعجبني.

 

 

مداعبة
 

الليلة رأيت في حلم أنني حرف جميل. يشبه طائرا أغراه الفضاء الرحب بتمديد جناحيه، والتحليق بلا توقف.
حين أيقظتني أمي صباحا للذهاب إلى المدرسة، رأيت ذات الحرف الجميل في ابتسامتها.
خجلا قطفت قبلة من خدها وانطلقت مسرعا، لأداعب الحروف في حديقتها.

 

 

ابتسامة
 

- أنت دائما متفوق في دراستك.
قال صديقي، ثم أضاف:
- ما السر في ذلك؟
ابتسمت ورددت عليه:
- أمي.. فكلما تفوقت اتسعت ابتسامتها أكثر.

 

 

كلمة
 

في الفصل مبتهجة انطلقت كلمة من فم الأستاذ وانتقلت من فم تلميذ إلى آخر، ثم حلقت واستقرت على النافذة، أغرتها شجيرة ياسمين في الساحة،فحطت عليها، ثم انتقلت إلى الشارع.
هناك صوب طفل مقلاعه نحوها، فأرداها قتيلة.

 

 

عناد
 

حرب: يمكن حذف الراء.
وأد: يمكن حذف الهمزة.
فأل: يمكن حذف الهمزة.
- يا لهذا القلم لا يطاوعني أبدا. قالت الصبية حائرة. كلما كتبت كلمة أطل الحب معاندا، يشرئب بجيده الأتلع.

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص