الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
متواليات البناء الحكائي لدى منير عتيبة في رواية موجيتوس - محمد الغربي عمران
الساعة 09:14 (الرأي برس - أدب وثقافة)


موجيتوس رواية من 270 صفحة.. صادرة في 2015عن مؤسسة حورس الدولية. مصر.. للروائي الإسكندراني المتجدد سرداً ونقداً منير عتيبة. 
الكاتب بمحاولاته ارتياد أساليب سردية مغايرة.. إضافة إلى أن الكاتب عالج فيها عدة مواضيع في غاية الأهمية.. حين يعود بنا إلى الزمن الأندلسي.. مستعرضاً صلة الأخلاق والقيم الإنسانية بالدين. وألبس موضوعه ثوباً سردياً غير تقليدي. من حيث أساليب الحكي وتعدد الأصوات ليصنع بدراية الخبير حبكات حكائية متعددة. 

 

وقد استمعت إلى ما قيل حول الرواية عند حضوري حفل توقع الرواية في الإسكندرية شهر مايو الفارط.. من أكثر من متداخل في هذا العمل.. مشيدين بقدرة الكاتب على الوصف والغوص في عوالم شخصياته. إلا أن كلمة الكاتب أضاءت للجميع جوانب هامة لظروف كتابة الرواية، شارحاً أهمية الموضوع.. وكيفية اختياره.. لتتطابق مع ما نعيشه في أيامنا من رعب انتشار الفكر الإرهابي والجماعات المتطرفة باسم الدين التي اجتاحت دولا وهددت مجتمعات بأكملها.. ليجد العالم نفسه أمام حرب ضد هذا الفكر الذي لا يمت بصلة إلى قيم الخير والعدالة التي جاءت بها الأديان. 
 

موضوع الرواية حدث منسي من أحداث التاريخ. يقدم فيه مجموعة من المغامرين.. من يرون أن الدين مطية يصلون بها إلى غايات غير دينية من أبسطها استعباد الناس باعتبارهم هم وما يملكون غنائم.. ولذلك كان الغزو وسيلتهم.. ومن حصون بنوها لينطلقوا منها يسومون السكان أصناف العذاب والإذلال.. ونهب وسلب وقتل من يخالفهم.. ومن لم يخالفهم.. لم يكن العشرين مغامرا قد خرجوا من الأندلس لغاية نبيلة.. ولم يكونوا الوحيدين فيما يسلكون لكنها سمة وقواعد متعارف بها لشعوب ذلك العصر.. أن للمغلب والقوي كل ما يريد صنعه في الضعيف والمهزوم. 
 

ويهمنا هنا الأسلوب المتميز للكاتب في هذا العمل.. الذي يلفت ويثير الإعجاب وهو ما سنقترب منه في مقاربتنا القصيرة هذه.. حيث يقدم لنا فكرته أو أفكاره بكيفية مختلفة. وهذا ليس جديداً عليه فقد تابعناه في أعماله السردية السابقة وهو يحاول التجريب.. وتقديم أساليب مبتكرة باحثاً عن آفاق جديدة.. وفي هذا العمل قدم لنا ما يمكن أن نطلق عليه أسلوب متواليات البناء الحكائي بأسلوب نسج لوحات سردية تتشكل داخليا في أشكال فسيفسائية أو تشظي حكائي. مستخدما في ذلك عدة رواة لتقديم هذا العمل المتميز.. ففي الوقت الذي تروي كل شخصية حياتها وما تقوم به من أعمال.. يبرز صوت آخر دخل الحكاية الجزئية وكأننا أمام أصوات مرتبة ترتيباً بؤرياً مشوقاً.. وهكذا تتوالى الأصوات لتضج صفحات الرواية بزخم مثير من الأصوات الحكائية المتتابعة والحكايات المتشرنقة.. محولاً تلك الأصوات إلى أصوات تدين عصرها وفكر الغزو الذي تنتهجه.. وذلك ما يمثل جداول حكائية ترفد مجرى نهر الرواية حتى نهاية مصبها.
 

فرواية من 270 صفحة تضم ما يقارب من أربعين شخصية فاعلة.. تتداخل حكاياتها لتغيم الشخصية المحورية وتبرز عدة شخصيات تمثل كل منها عوامل روائية مكتملة.. وهذا العدد من الشخصيات يستحق الوقوف والتأمل فيما صنعه الكاتب وكيف استطاع الإمساك بكل خيوط تلك الشخصيات دون انقطاع أي خيط، ليظفر حكاياتها المتداخلة.. في الوقت الذي يمكن أن نقرأ كل شخصية بشكل مستقل ويمكننا قراءتها ضمن نهر الرواية إجمالاً.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً