تستعد منتخبات القارة العجوز، لانطلاق نهائيات كأس أوروبا 2016 لكرة القدم مساء الجمعة في فرنسا، وسط توقعات بأن تشهد أرقاًما مرتفعة على الصعيد الهجومي في ظل وجود مجموعة كبيرة من اللاعبين المتعطشين لهز الشباك.

مهاجمون من الطراز العالمي جاهزون لخوض غمار المنافسات.. فمن سيكون الأوفر حظًا في نيل جائزة هداف البطولة؟ هل سيتمكن البرتغالي كريستيانو رونالدو من مواصلة تألقه التهديفي؟ وهل يستطيع روبرتو ليفاندوفسكي المنافسة فرديا في ظل ضعف فرصة منتخب بولندا في المضي قدما؟

التقرير التالي الذي أعدته صحيفة "ميرور" البريطانية ونشرته على موقعها الإلكتروني يستعرض أبرز المرشحين للظفر بلقب الهداف، وأفضل الذين قد يفاجئوا من حولهم رغم عدم ترشيحهم بقوة من قبل النقاد ومكاتب المراهنات.

المرشحون الأبرز

إذا ما ألقينا نظرة على التشكيلات المشاركة في البطولة، فإننا لن نجد من يمكنه التفوق في الترشيحات على البرتغالي كريستيانو رونالدو، مهاجم ريال مدريد الإسباني.

تخطى رونالدو حاجز الخمسين هدفا مع ريال مدريد للمرة السادسة على التوالي هذا الموسم، وتوج هدافًا لمسابقة دوري أبطال أوروبا التي أحرز لقبها برصيد 16 هدفا، لذلك، فإن وقوفه على رأس المرشحين سيكون أمرًا منطقيًا، خصوصًا في ظل ضعف منافسي البرتغال بالدور الأول (النمسا والنجر وأيسلندا).

وأقرب المرشحين من رونالدو هو نجم المنتخب الألماني توماس مولر الذي يملك في رصيده 32 هدفًا في 71 مباراة دولية مع منتخب بلاده، 10 منها في نهائيات كأس العالم العامين 2010 و2014.

أحرز مولر 9 أهداف لألمانيا في التصفيات الأوروبية، وهز الشباك 20 مرة في البوندسليغا، ولا يبدو راغبا في التوقف عند هذا الحد عندما تنطلق البطولة.

ومع غياب كريم بنزيمة وفرانك ريبيري وماثيو فالبوينا عن صفوف المننتخب الفرنسي هذا العام، سيكون لزامًا على الفريق المضيف وضع ثقته المطلقة في أنتوان غريزمان الذي أحرز لأتلتيكو مدريد وصيف دوري الأبطال 32 هدفًا بكافة المسابقات.

فرصة غريزمان ستعزز في تسجيل الأهداف في حال شدد الخصوم الرقابة على رأس الحربة الفرنسي أوليفييه جيرو، واعتمد ديدييه ديشان على هجمات سريعة خاطفة عند التقدم بالنتيجة.

وفي إنجلترا، فإن الآمال المعقودة على هداف من الطراز الكلاسيكي، إنه نجم توتنهام وهداف البريميير ليغ برصيد 25 هدفا هاري كاين الذي يرغب في السير على خطى مهاجمين إنجليز تألقوا في المنافسات القارية على شاكلة غاري لينيكر، وألن شيرر، علما بأن رصيده من الأهداف الدولية يبلغ 5 في 12 مباراة مع منتخب "الأسود الثلاثة".

واستبعاد فرص البولندي ليفاندوفسكي بعد ظلما رغم أنه لا يلعب مع منتخب مرشح للوصول إلى أدوار خروج المغلوب، أرقام "ليفا" تتحدث عن نفسها في الموسم المنقضي حديثا، فليس عدلا أن نتجاهل لاعبا أحرز 42 هدفا في كافة المسابقات.
 
الصف الثاني

وهناك لاعبون قادرون على مزاحمة أبرز المرشحين على الصعيد التهديفي، أبرزهم البلجيكي روميلو لوكاكو، الذي سجل 25 هدفًا مع إيفرتون الإنجليزي، لكن سجله مع منتخب بلاده ضعيف.. 12 هدفا فقط في 44 مباراة.

وسيستغل ألفارو موراتا غياب هدافي العيار الثقيل عن المنتخب الإسباني هذه المرة ليحتل مكانة الهداف الرئيسي للفريق، خصوصًا في حال ابتعد المدرب فيسنتي دل بوسكي عن طريقة اللعب 4-6-0 وأسلوب الـ"تيكي تاكا" الذي بات محفوظا لدى المنافسين.

ولا يبدو سجل موراتا التهديفي، براقا مع يوفنتوس الإيطالي، لكنه يلعب دور البطولة في المنافسات الكبيرة، كما سبق له الظفر بجائزة أفضل هداف في كأس أوروبا تحت 21 عامًا.

ولن يتوقف زلاتان ابراهيموفيتش عن محاولة دك حصون المنافسين؛ لأنه فقط بلغ الرابعة والثلاثين من عمره، خصوصا وأن المنتخب السويدي يفرط في الاعتماد عليه، وظهر ذلك جليا في العام 2015 عندما أحرز 11 هدفا في 10 مباريات دولية.

وسجل الكرواتي ماريو ماندزوكيتش هدفا واحدا فقط لبلاده في التصفيات، لكنه يملك من الخبرة ما يؤهله للتألق، خصوصا وأنه أحرز 3 أهداف في البطولة الماضية قبل 4 أعوام.
 
وسيستفيد ماندزوكيتش من خط الوسط القوي الذي يقف خلفه ويتكون من النجمين إيفان راكيتيش ولوكا مودريتش، وهو الذي سجل ثلاثية في المباراة الودية الأخيرة أمام سان مارينو.

موقع القائد واين روني يبقى مثار تساؤل في المنتخب الإنجليزي، لكن قدراته الفذة تجعل من الصعب علينا إبعاده عن دائرة المرشحين.

ولن يلعب روني دور رأس الحربة الرئيسي في ظل وجود هاري كاين وجايمي فاردي ودانييل ستوريدج، ورغم ذلك يستطيع "الفتى الذهبي" للكرة الإنجليزية تشكيل الخطورة على المرمى بمجرد امتلاكه الكرة.

المفاجآت

وبعيدا عن المرشحين الأوفر حظا، تحتوي البطولة على لاعبين يمكنهم قلب الأمور رأسًا على عقب ومفاجأة النقاد من خلال قدراته الاستثنائية أمام المرمى.

أحد هؤلاء اللاعبين هو النمساوي العملاق ماركو يانكو الذي أحرز 20 هدفا مع بازل السويسري هذا الموسم ويتمتع بإسناد قوي مع منتخب بلاده من نجوم فذة يتقدمها ماركو أرناوتوفيتش ودافيد ألابا.

ويسعى صاحب هدف الفوز الألماني في نهائي كأس العالم 2014 ماريو غوتزه لوضع الموسم المخيب له مع بايرن ميونيخ وراء ظهره، خصوصا في حال نال فرصة المشاركة أساسيا على حساب رأس الحربة الوحيد في تشكيلة "المانشافت" ماريو غوتزه.

أما بالنسبة لغاريث بايل، فرغم حظوظ ويلز المتواضعة في البطولة، فإن سرعته وإمكانياته المميزة تبث الرعب في نفوص المدافعين والحراس، والدليل أنه لا يوجد لاعب في التصفيات سدد نحو المرمى أكثر منه سوى ليفاندوفسكي، وأحرز من تسديداته الوافرة 7 أهداف حققت نقلة نوعية في منتخب بلاده.

ويأمل المنتخب السويسري، أن يكون جناحه الموهوب شيردان شاكيري في قمة مستواه عندما تنطلق النهائيات رغم موسم متذبذب قضاه مع ستوك سيتي الإنجليزي، ومع بلوغه الرابعة والعشرين من عمره، فإن سجله مع بلاده مميز (17 هدفا في 53 مباراة دولية) مع العلم أنه يلعب في مركز الجناح.

وأخيرًا، قد يتمكن التركي هاكان كالهان أوغلو من مفاجأة الجميع، وإحراز أهداف عديدة إذا واصل هوايته في تسديد الركلات الحرة المباشرة والمواجهة لمرمى الخصوم، علما بأن لاعب وسط باير ليفركوزن أحرز 6 أهداف دولية في 19 مباراة.