- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- تقرير بحثي يحصر الأضرار الاقتصادية للسيول في اليمن
- المبعوث الأممي يتهم الحوثي بتهديد الملاحة وإعاقة جهود السلام
- مقتل طالبتين وإصابة 14 أخريات في انفجار قاعدة عسكرية حوثية في تعز
- فساد الحوثي.. تغريم مواطن مبلغ باهض والسبب!
- طبيب الأسنان مأمون الدلالي ينال درجة الماجستير من جامعة العلوم والتكنولوجيا
- قرية "الوعل" مسلسل درامي يعرض في رمضان
- الجالية اليمنية في مصر ترفض تعيينات السفير بحاح هيئة إدارية ورقابية دون إجراء انتخابات
- سفير اليمن لدى اليابان يبحث مع مسئولي شركة ميتسوبيشي سبل تعزيز الشراكة التجارية
- مبادرة استعادة ترحب بقرارات محكمة الأموال العامة بإدانة عدد من البنوك اليمنية
- مبادرة استعادة تكشف عن عدد من شركات الصرافة الحوثية ضمن الشبكة المالية الإيرانية
الأمر يختلف في إطار تملك قوى أو حواس يحرم منها الإنسان فتشكل حلما يحتاج إلى معجزة ليكون أسطورة الواقع لا وهمه المتخيل.
لا تكاد حالة افتراض نوع من الاستحالة تغيب عن أحاديث الكثيرين في مختلف الأماكن، وذلك في معرض الحديث عن احتمال تحقّق أهداف أو أحلام بعينها، تدور في فلك التعذّر بالعادة، أو رغبة في استعادة الزمن إلى الوراء، أو تجاوز المحن إلى عوالم متخيّلة، بحيث تصبح حالة التمني نوعا من رجاء دون ضفاف، يتغذّى على الأمل والحلم، ويتفكّر بأسطورة ما أو معجزة تساهم في تعبيد درب الخلاص، أو فتح نافذة على حقول الأمنيات.
تتخلل حالة الافتراض المسبقة والمتخيّلة ميادين الحياة جميعها، وربما تكون الفنون والآداب مرتعا خصبا أكثر من غيرها من الميادين الأخرى التي تحتاج إلى مهارات مختلفة، إذ توحي الأنشطة الأدبية والفنية، سواء كانت كتابة أو شعرا أو رسما أو تمثيلا، بأنّها في متناول من دون بذل ما تحتاج إليه من جهد ووقت ومران، ما يشكل صدمة تالية لمَن لا يتمكن من تحقيق ذاته في هذه المجالات، ويبدأ بلعن الظروف والوقائع، ليواسي عجزه أو يبرّر لنفسه أسباب تأخّره أو فشله.
يختلف الأمر في إطار تملك قوى أو حواس يحرم منها الإنسان، فتشكل حلما يحتاج إلى معجزة ليكون أسطورة الواقع لا وهمه المتخيل، وتتحول حالة التمني إلى مرآة لواقع كامل تتنوّع فيه التوجّهات وتتضارب، من ذلك مثلا ما كتبته الأميركية هيلين آدامز كيلر التي وصفت بأنها معجزة القرن في كتابها “لو أبصرت ثلاثة أيّام”، الذي تدعو فيه قراءها إلى وجوب الانفتاح على الحياة بكل ما فيها من أشياء وأصوات ومظاهر وإنجازات والاستمتاع بها، وعدم التعامي عن جماليات الوجود التي من شأنها تجميل الحياة الإنسانية برمتها.
تذكر كيلر أن الأساطير تجعل المرء يفكر ماذا يجب عليه أن يفعل لو عاش ظروف أبطال الأساطير نفسها، والأشياء والتجارب والأعمال التي يختار القيام بها في الساعات الأخيرة من حياته، ونوع السرور الذي سينعم به وهو يعيش هذه الفترة، ونوع الأسى والأسف الذي سيحسه. وتؤكد حقيقة أن فاقد الشيء هو الذي يشعر بقيمته، وتسرد حكاية قصيرة حصلت معها، إذ زارتها صديقة كانت قد رجعت لتوها من جولة طويلة لها في إحدى الغابات المجاورة، سألتها ماذا لاحظت، فأجابتها بالحرف “لا شيء يستحق الذكر”. تقول “لو” أنها لم تكن معتادة على مثل هذا الجواب لداخلها الشكّ في ما سمعت، وتشير إلى أنّها اقتنعت بأنّ هؤلاء الذين يبصرون لا يرون إلا قليلا.
ومن هنا يظل ّالمرء في نوسان بين حالتين تتجاذبانه، افتراض وقوع أحداث أو معجزات بعينها لتعيد إليه اعتباره أو تهبه استحقاقاته، أو صناعة أسطورته الخاصّة بعيدا عن أوهام الواقع التي تحجب عنه قدراته، وتحاصره برغباته الموؤودة نفسها، بحيث يمنح الاعتبار لكلّ ما يحيط به، ويجعله مستحقّا للذكر والتأثير معا.
كاتب من سوريا
منقول من صحيفة العرب.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر