الخميس 28 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
مطـــرٌ أكثر- وجدان الشاذلي
الساعة 07:25 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


بحنق تصفر الريح في الخارج ،وينقر المطر بعنف على زجاج نافذتي اليتيمة .. تتكاثف العتمة في زوايا غرفتي .. وأغرق تماماً في بحر لجيّ من الظلمات.. ..
يضطرب خافقي لصرير النافذة ،بدا لي كأن أحدهم يحاول فتحها.. 
وأسمع خطوات حذرى تذرع الظلام صوبي .. تتريث عند حافة السرير..
ونسمة باردة تلسع قدمي ، أشد الغطاء إليّ ..فاستشعر أنفاس دافئة تلفح قفاي .. وتسري القشعريرة في جسدي ، كدبيب جيش من النمل..
تماوتت كحشرة حاذقة .. قبل أن يوخزني الصوت هامساً في أذني : 
. - الآن وإلا فلا.
انتفخت رئتي ، تسارعت خفقات قلبي ، وشعرت بالدم المندفع من جميع أجزاء جسدي يصعد إلى رأسي دفعة واحدة. 
أردف الصوت هامساً أيضا :
- الكراهية ياصديقي ؛شعور إنساني متأصل منذ القدم، فقط بعض الحسابات النفعية و الروابط والعلاقات تبقيه مترسباً في الطبقات السفلى منا .. لهذا يأتي المطر....
صمت برهة ، ثم أضاف : 
- نعم لذلك يأتي المطر .. لكي يوقظه ، فينهض دفعة واحدة ، كبيرة جداً،كوحش كاسر . 
- سحبت الغطاء إلى أعلى ،و تكورت على نفسي .. لافا ذراعي حول ركبتي عند مستوى صدري، ومازال الصوت يصلني ، واهنا هذه المرة.. 
- أنت لم تغفر له ، أليس كذلك؟
ثم أنك لست مضطرا أن تغفر له ، حتى الله لا يغفر كل شىء 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص