الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
مقدمة المجموعة القصصية يوم في برواز للقاصة اليمنية نبيهة محظور - سمير حماية
الساعة 13:41 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

عندما طالعت المجموعة القصصية يوم في برواز للأديبة نبيهة محضور وهي باكورة إنتاجها الأدبي وكانت مفاجأة لي على المستوى الشخصي فنادرا أن تجد مبدعا مايشد الإنتباه وليس هذا تقليلا من مواهبنا من المبدعين ولكن هناك نوع من المبدعين   يحتفظ بنكهة خاصة وأسلوب فريد مميز نستطيع من خلال إلقاء الضوء على كتاباته أن نتوقع تميزة وتفرده والأديبة نبيهة محضور من هذا النوع فهي تثبت لنا من خلال تلك المجموعة القصصية موهبتها الأدبية  بإسلوب شفاف جميل يفوح من خلجات القلب والروح والعقل وتنثر لنا من خلال حروفها ولقراءها تجربتها الإبداعية .

 

بساطة في الإسلوب وعمق في المشاعر الداخلية التي تتأرجح حينا بين الشجن تارة وبين الأمل تارة أخرى . تحلق بين عالمين الواقع تارة والخيال تارة أخرى كما في قصة صديق وحلم ورغم كون القصة تندرج تحت القصة القصيرة وقدمتها بإسلوب مشوق إلا أنها تؤكد لنا تلك الموهبة أيضا في القصة القصيرة جدا مستخدمة البعد النفسي والرمزية بألفاظ قليلة  وجمل مختصرة كما في قصصها القصيرة جدا بصير وقبلة و ابحار فقدمت لنا رومانسية من الزمن الجميل مختصرة في سطر واحد يحتاد للتوقف والتأمل  بإسلوب بسيط يحمل الكثير من المعاني والثورة الوجدانية . 

 

والأديبة تحلق بنا مابين القصة القصيرة جدا والقصة القصيرة وتود بنا مرة إخرى للقصة القصيرة بإسلوبها التقليدي ولكن تقدم لنا قماشة مميزة . تخاطب النفس البشرية تتطلع إلى حلم  وتارة نجده قريبا وتارة بعيدا ولكن هي ثورة علي النفس البشرية . تحلم بالتغيير . ترصد خفايا النفس البشرية تمرها . أخطاءها . تتمرد على الواقع بصرخة الحروف . ترصد الظلم . التفكك المجتمعى . جمود االإنسانية . القهر الواقع على النفس .كما في قصة أنين . تتطلع إلى المثالية . جماليات الأشياء . تظهر لنا سطحية الفكر الكامن في النفوس . عدم القدرة على التفكير ,قتل الإنسان للإنسان الذي بداخله كما في قصة عرى وغيرها 
 

..........................الشجن هو الصديق الملازم للحروف وهو ناتج عن رصد خبرات حياتية واقعية مثقلة بالجراح  في ظل إنعدام العدالة . عدم احترام للآخر .

نبيهة محضور تكتب أحيانا بروح ثائرة ومتمردة على الواقع وسلبياته . تحمل سيفا من الحروف تحارب به الظلم . تنشد الحب والسلام وتارة أخرة نجدها تكتب بروح قديسة بأسلوب ملائكي يحلق من بعيد حاملا أغصان الزيتون. تتمرد على الوهم والجهل ولا تتورع في محاربتهما وتارة أآخرى تكتب بإسلوب عاشقة أتت من روح الأساطير لتنثر للقلوب حروف الحب متوهجة بأحاسيس حريرية وفضفاضة . تلملم الوجدان وتصيغة بشكل مرهف وراقي .

 

المجموعة القصصية جاءت متكاملة من حيث البناء والتنوع بين القصة القصيرة التقليدية والقصة القصيرة جدا بحداثتها وتطورها . أديبة واعدة وتستحق التهنئة على باكورة انتاجها .

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً