الخميس 28 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أَنــا ضـائِعِي فـي كُـلِّ يَـومٍ - يحيى الحمادي
الساعة 11:32 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

أَنــا ضـائِعِي فـي كُـلِّ يَـومٍ.. وخـابِئِي
صَـديقِي, وأَعـدائِي, جِرَاحِي, وناكِئِي
.

 

أَنـا حـاطِبُ الـنارِ الـتي أَنـضَجَت دَمِي
ودَمـعِـي, وأَهـدَتْـنِي إلــى كُـلِّ قـارئِ
.

 

أَنــا حـامِـلُ الـكِـيْرِ الـذي بِـيْعَ مِـسْكُهُ
رَمَـــادًا, ونـــارًا جَـمـرُهـا غَـيـرُ دافِــئِ
.

 

عـلى ذَيـلِ هـذا الـلَّيلِ رُوحِـي تَرَمَّدَت
فــلا تَـسـأَلُونِي عَـن رِجـالِ الـمَطافِئِ
.

 

كَمَا يَشهَقُ المَطعُونُ نادَيتُ: يااا دَمِي
تَـرَيَّـثْ.. ويــا قَـلبُ الْـتَفِتْ غَـيرَ عـابِئِ
.

 

ونَـافَـحْـتُ بـالأَنـفاسِ حـتـى قَـبَـضْتُها
ولـكـنَّ خَـلـفَ الـنَّـارِ مَــن لَــم يُـبَاطِئِ
.

 

يَــقُــولُـونَ إنَّ الـــــدَّاءَ لِــلــدَّاءِ نــافِــعٌ
فَــمَــن ذا يُـدَاوِيـنِـي بـــدَاءٍ مُــنَـاوِئِ!
.

 

ثَـلاثِـينَ صَـيـفًا مِــتُّ.. فــي كُـلِّ لَـيلةٍ
وأَقـبَـلْتُ مِـنـها شـاكِـيًا نِـصـفَ هـازِئِ
.

 

ثَـلاثِـينَ صَـيـفًا مِـتُّ.. عَـن كُـلِّ راحِـلٍ
وآتٍ.. وعَـــن كُـــلِّ احـتِـمـالٍ وطــارِئِ
.

 

ثَـلاثُـونَ أَلـقَـت بــي ومَـرَّت.. ولَـم أَزَل
أُدَارِي بَــقَــايـاهـا بِــصَــبـرٍ مُــمَــالِـئِ
.

 

مِـن الـماءِ حـتى الـماءِ سافَرتُ حامِلًا
تُــرَابـي وأَتــرابـي ومــائِـي وظـامِـئِي
.

 

وهـا عُـدتُ مَحمُولًا على اللَّيلِ لا أَرَى
جِـرَاحِي، ومـا لِـي صـاحِبٌ غَيرُ بارِئِي
.

 

وبـي مِـن جُـنُونِ الـشِّعرِ مـا اللّهُ عالِمٌ
بــهِ, غَـيـرَ أَنَّ الـشِّـعرَ ظِــلُّ الـمَـبَادِئ
..
.
.
.

 

 

عـلـى ذَيــلِ هــذا الـلَّيلِ رِيـحٌ عَـقِيمةٌ
ورُوحٌ نَـــأَت عَـنـهـا حِــبَـالُ الـمَـرَافِـئِ
.

 

إِلَـى أَيـنَ يَمضِي اللَّيلُ؟! لا ثَمَّ مَوطِنٌ
يُـنَـادَى, ولا صَــوتٌ لِـشَوقِ الـمَلاجئِ
.

 

بِـمَـن أُكـمِـلُ الـتّـرحالَ والـقَلبُ قـاربٌ
قَـدِيـمٌ.. وصَـبـرٌ مُـبـحِرٌ دُونَ شـاطِـئِ!
.

 

بــلادِي الـتـي مِـثلِي أَضَـاعَت بـلادَها
رَمَـاها لِأَهـلِ الـسُّوءِ أَهـلُ الـمَسَاوِئِ
.

 

وهَـاجَت عَـليها الـحَربُ مِن كُلِّ صائِبٍ
يَـرَاهـا بــلا أَهــلٍ.. ومِـن كُـلِّ خـاطِئِ
.

 

لَـقد ذُقـتُ مـا يَـكفِي مِن الصَّبرِ بَعدَها
ولاقَــيـتُ مــا لاقَـتْـهُ مِــن غَـيـرِ دارِئِ
.

 

لَـها فِـي دَمِـي طِـينٌ, ولِي في تُرابها
دَمٌ يُــوقِـظُ الــذكـرى بـمَـوتٍ مُـفـاجِئِ
.

 

رَمَــت بـي عـلى لَـيلٍ أُجَـاجٍ ولَـم أَزَل
إِلــى الـيَـومِ أَطــوِي جِـيْـدَها بـاللَّآلِئِ
.

 

هِـيَ الأُمُّ.. مَـهما شَـحَّ بالجُودِ غَيمُها
فَـجَـنَّاتُ عَــدْنٍ مِـنـهُ تَـحتَ الـمَوَاطِئِ
.

 

إِذا كَــافَــأَتْ يَــومًــا رُفَــاتِـي بـدَمـعَـةٍ
وإِلَّا فَــكَـم كــافَـأْتُ مَــن لَــم تُـكَـافِئِ

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص