الثلاثاء 24 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
أَنــا ضـائِعِي فـي كُـلِّ يَـومٍ - يحيى الحمادي
الساعة 11:32 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

أَنــا ضـائِعِي فـي كُـلِّ يَـومٍ.. وخـابِئِي
صَـديقِي, وأَعـدائِي, جِرَاحِي, وناكِئِي
.

 

أَنـا حـاطِبُ الـنارِ الـتي أَنـضَجَت دَمِي
ودَمـعِـي, وأَهـدَتْـنِي إلــى كُـلِّ قـارئِ
.

 

أَنــا حـامِـلُ الـكِـيْرِ الـذي بِـيْعَ مِـسْكُهُ
رَمَـــادًا, ونـــارًا جَـمـرُهـا غَـيـرُ دافِــئِ
.

 

عـلى ذَيـلِ هـذا الـلَّيلِ رُوحِـي تَرَمَّدَت
فــلا تَـسـأَلُونِي عَـن رِجـالِ الـمَطافِئِ
.

 

كَمَا يَشهَقُ المَطعُونُ نادَيتُ: يااا دَمِي
تَـرَيَّـثْ.. ويــا قَـلبُ الْـتَفِتْ غَـيرَ عـابِئِ
.

 

ونَـافَـحْـتُ بـالأَنـفاسِ حـتـى قَـبَـضْتُها
ولـكـنَّ خَـلـفَ الـنَّـارِ مَــن لَــم يُـبَاطِئِ
.

 

يَــقُــولُـونَ إنَّ الـــــدَّاءَ لِــلــدَّاءِ نــافِــعٌ
فَــمَــن ذا يُـدَاوِيـنِـي بـــدَاءٍ مُــنَـاوِئِ!
.

 

ثَـلاثِـينَ صَـيـفًا مِــتُّ.. فــي كُـلِّ لَـيلةٍ
وأَقـبَـلْتُ مِـنـها شـاكِـيًا نِـصـفَ هـازِئِ
.

 

ثَـلاثِـينَ صَـيـفًا مِـتُّ.. عَـن كُـلِّ راحِـلٍ
وآتٍ.. وعَـــن كُـــلِّ احـتِـمـالٍ وطــارِئِ
.

 

ثَـلاثُـونَ أَلـقَـت بــي ومَـرَّت.. ولَـم أَزَل
أُدَارِي بَــقَــايـاهـا بِــصَــبـرٍ مُــمَــالِـئِ
.

 

مِـن الـماءِ حـتى الـماءِ سافَرتُ حامِلًا
تُــرَابـي وأَتــرابـي ومــائِـي وظـامِـئِي
.

 

وهـا عُـدتُ مَحمُولًا على اللَّيلِ لا أَرَى
جِـرَاحِي، ومـا لِـي صـاحِبٌ غَيرُ بارِئِي
.

 

وبـي مِـن جُـنُونِ الـشِّعرِ مـا اللّهُ عالِمٌ
بــهِ, غَـيـرَ أَنَّ الـشِّـعرَ ظِــلُّ الـمَـبَادِئ
..
.
.
.

 

 

عـلـى ذَيــلِ هــذا الـلَّيلِ رِيـحٌ عَـقِيمةٌ
ورُوحٌ نَـــأَت عَـنـهـا حِــبَـالُ الـمَـرَافِـئِ
.

 

إِلَـى أَيـنَ يَمضِي اللَّيلُ؟! لا ثَمَّ مَوطِنٌ
يُـنَـادَى, ولا صَــوتٌ لِـشَوقِ الـمَلاجئِ
.

 

بِـمَـن أُكـمِـلُ الـتّـرحالَ والـقَلبُ قـاربٌ
قَـدِيـمٌ.. وصَـبـرٌ مُـبـحِرٌ دُونَ شـاطِـئِ!
.

 

بــلادِي الـتـي مِـثلِي أَضَـاعَت بـلادَها
رَمَـاها لِأَهـلِ الـسُّوءِ أَهـلُ الـمَسَاوِئِ
.

 

وهَـاجَت عَـليها الـحَربُ مِن كُلِّ صائِبٍ
يَـرَاهـا بــلا أَهــلٍ.. ومِـن كُـلِّ خـاطِئِ
.

 

لَـقد ذُقـتُ مـا يَـكفِي مِن الصَّبرِ بَعدَها
ولاقَــيـتُ مــا لاقَـتْـهُ مِــن غَـيـرِ دارِئِ
.

 

لَـها فِـي دَمِـي طِـينٌ, ولِي في تُرابها
دَمٌ يُــوقِـظُ الــذكـرى بـمَـوتٍ مُـفـاجِئِ
.

 

رَمَــت بـي عـلى لَـيلٍ أُجَـاجٍ ولَـم أَزَل
إِلــى الـيَـومِ أَطــوِي جِـيْـدَها بـاللَّآلِئِ
.

 

هِـيَ الأُمُّ.. مَـهما شَـحَّ بالجُودِ غَيمُها
فَـجَـنَّاتُ عَــدْنٍ مِـنـهُ تَـحتَ الـمَوَاطِئِ
.

 

إِذا كَــافَــأَتْ يَــومًــا رُفَــاتِـي بـدَمـعَـةٍ
وإِلَّا فَــكَـم كــافَـأْتُ مَــن لَــم تُـكَـافِئِ

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً