الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
مدينة بلون الروح وطعم الأدب زبيد العلم والعلماء .. وتوءم تريم الغناء - حامد الفقيه
الساعة 14:59 (الرأي برس - أدب وثقافة)


خطت ببنيانها على وجه التاريخ اسمها فكانت «الحصيب» واختط رجالها وعلماؤها زبد الفكر والعلم فكانت «زبيداً».. مدينة حن رجالها إلى الإسلام فكانوا «أرق قلوباً وألين أفئدة» منارتها في صدر الإسلام أبو موسى الأشعري أعلى الأشاعر شأناً في الإسلام فيدخل ذات يوم على النبي صلى الله عليه وسلم وبجواره أبوبكر وعمر وعثمان وعلي خامس الصحب كان أبو موسى الأشعري فيقول صلى الله عليه وسلم «الأشعريون قوم يحبون الله ورسوله ويحبهم الله ورسوله هم مني وأنا منهم" "
 

فعالية للكاتب في مكتبة زبيدالقلم العاشق:عاشق لست إلا يازبيد..فمنذ كنتُ في الصف الخامس الإبتدائي وعلى صفحات المنهج الدراسي «زبيد العلم والعلماء» درس يحاكي عقل الطفل المتعطش لمعرفتك..مدينة هي أول من دخلها الإسلام في اليمن..فنبت في قلبي عشق العشيقة وصرتُ أكبر ويكبر عشقها معي فمنذ العام 98م وهو تاريخ بداية العشق إلى شهر إبريل من العام 2008م وهو تاريخ الزيارة لزبيد المآثر والضياء.عزيزي القارئ زائر لست إلا فقلمي يكتب من هذا المنطلق ولاتحمله مالايطيق فالمادة التاريخية ومايتناول الوصف الصادق قد أحيد عنه.. فدعوا العاشق يروي كما يراها قلبه وكما لمستها روحه..اللهم هل بلغت.. 
 

رحلة العلم والفكر:كنا قد وضعنا الفكرة في جمعة أسبوع وشددنا العزم إلى بلد العزم فبعد صلاة الفجر جماعة بدأ المسير.. من ذمار شرقاً إلى زبيد غرباً فأتى عصر ذلك اليوم ونحن على مشارف زبيد.تبعد المدينة عن الحديدة المحافظة100كم مررنا «بيت الفقيه» وقبائل الزرانيق تلوح لنا عن حجم قوة الصد.. نخيل تلوح في الأفق ولفح الحر يهب كنسيم مدينة المصطفى كيف لا وقد حملت أنسامها قلوب التهاميين الطيبة. زبيد التاريخ والموقع:
 

هاأنا على بساط العشيقة ومن بوابة التاريخ أقف..تعتبر زبيد من أهم المعالم الأثرية في الفترة الإسلامية التاريخية التي مرت بها منذ تأسيسها في بداية القرن الثالث الهجري عندما اختطها محمد بن زياد بأمر من المأمون بن هارون الرشيد عاصمة للدولة الزيادية وقد ظلت عاصمة للدويلات المتعاقبة من النجاحية ثم المهدية إلى الأيوبية والرسولية والطاهرية ثم أصبحت مركزاً ثقافياً وإدارياً منذ قدوم الأتراك وحتى اليوم..ودلت الحفريات والتنقيبات الأثرية التي جرت في مدينة زبيد أنها مرت بفترات تاريخية متعددة ابتداءً من تشييد جامع الأشاعر في عهد الصحابي الجليل أبي موسى الأشعري في السنة الثامنة للهجرة..كما دلت مسوحات أثرية أن الاستيطان البشري بهذا السهل يعود إلى الألف الرابع قبل الميلاد إذ تعتبر قرية الشمية الواقعة غرب مدينة زبيد من أقدم المواقع التي استوطن فيها الإنسان القديم وجمعت الاستدلالات من الملتقطات السطحية مثل الرماح والمكاشط المصنوعة من الصوان التي تعود إلى فترة ماقبل التاريخ.تقع زبيد في سهل تهامة الغربي بين واديين وادي رماع ووادي زبيد وتبعد عن البحر الأحمر 25كم طقسها حار صيفاً ومعتدل شتاءً.. وسميت زبيد نسبة إلى وادي زبيد وكما تسمى بالحصيب نسبة إلى الحصيب بن عبد شمس بن وائل بن حيدان بن عريب بن الهميسع بن سبأ يحدها من الشرق جبال وصاب السافل ومن الغرب مديرية التحيتا ومن الجنوب مديرية حيس ومن الشمال مديرية بيت الفقيه. .
 

 

 

الكاتب مع نخبة من أدباء زبيدمدينة المآثر التاريخيةلعبت زبيد دوراً هاماً في التاريخ الإسلامي وأصبحت مصدر اشعاع علمي وثقافي بلغ تأثيره الأفق الإسلامي كله واكتسبت أهمية كبيرة على المستوى العلمي خصوصاً وكان حكامها حريصين على تنمية دورها العلمي ولقد تميز الطابع الحضاري لمدينة زبيد بالمساجد التي يبلغ عددها «85 جامعاً» من جامع الأشاعر إلى الجامع الكبير والذي يعد ثاني أكبر جامع في المدينة ويعتبر كنزاً من كنوز الحضارة العربية حيث توجد بصمات الدويلات الإسلامية المتعاقبة عليه..كما تتميز بعدد كثير من المدارس العلمية ومن أهمها المدرسة العصامية في العهد النجاحي والدحمانية الهكارية ومدرسة الميلين في العهد الأيوبي والمدرستان المسمتان بالعلويتين للملك المنصور بن رسول.يحيط بمدينة زبيد القديمة سور من الياجور شيد في القرن الثالث الهجري في عهد الأمير سلامة الذي جدد هذا السور وأضيفت إضافات أخرى في عهد الدويلات التي توالت حتى هدم في عهد الدولة العثمانية وأسند بناؤه إلى القاضي الحسين بن عقيل الحازمي قاضي زبيد ويوجد للمدينة أربعة أبواب أثرية قديمة مبنية من الآجر «الطوب» جميلة المنظر تتوزع على السور القديم من جهاته الأربع هي:ــ باب سهام ويسمى نسبة إلى وادي سهام ويقع في الجهة الشمالية وذكر ابن الديبع أنه كان باب المدينة وغرتها.ـ باب الشبارق: ويقع شرق المدينة وسمي بالشبارق باسم التي القرية تقع شرق زبيد.ـ باب القرتب: ويقع إلى الجنوب من المدينة وهو ينفذ إلى وادي زبيد.ـ باب النخيل: ويقع غرب المدينة وسمي نسبة إلى نخيل وادي زبيد وكان يسمى قديماًَ باب الغلافقة نسبة إلى ميناء غلافقة. 
 

 

العلماء والمعلامة:
 

نظراً للمكانة العلمية التي حظيت بها زبيد فقد أصبحت مهوى العلماء والباحثين من كل حدب وصوب ومحط رحالهم الأمر الذي جعلها مرتبطة بالعديد من الأسماء الهامة في مختلف الجوانب العلمية حيث كانت تخرج ولاتزال العلماء والائمة وكبار الأدباء على امتداد الساحة اليمنية والعالم الإسلامي فمن أسد حمزة إلى الوصابي والأهدل ثم مفتي زبيد الحالي الشيخ العالم.محمد علي البطاح حيث كان لنا معه محطة أبحرنا في لجة علمه فقهاً وفكراً وعقيدة ولغة فمن علوم الفقه واللغة والطب والفلك والزراعة والحساب والجبر والمساحة من العلوم حيث أحتلت زبيد مركزاً ثقافي عالي المستوى في الربع الأخير من القرن الثامن الهجري بعد أفول وتضاؤل أهمية المراكز الفكرية في العالم الإسلامي وأحصيت المؤسسات الثقافية في أواخر القرن الثامن الهجري فبلغت «مئتي وثلاثين» على نحو ماصرح به الخزرجي ومن بعده ابن الديبع الشيباني «449 هـ» وهذا العدد يشير بجلاء إلى أهميتها من الناحية الفكرية.ويعتبر معجم «تاج العروس» من جواهر القواميس للمرتضى الزبيدي فكما يقول الباحثون إنه ذروة نتاج المعاجم اللغوية، وإذا ذكرت زبيد ذكر معه «القاموس المحيط» للفيروز أبادي حيث ضمت هذا العالم الجليل أكثر من عشرين سنة وعرّفت بقدره وأعطت منصبه «قاضي الأقضية» ومكنته من نشر مؤلفاته فمنها «القاموس المحيط» إلى «بصائر ذي التمييز في لطائف الكتاب العزيز» «وتسيير فاتحة الأناب في تفسير فاتحة الكتاب» «وتحبير الموشيين في التعبير بالسين والشين» وغيرها من مؤلفاته البديعة.. 
 

 

زبيد وتريم نبع واحد:
 

ومع زيارتنا لازلنا نرى نجم زبيد لامعاً في السماء رغم الغيوم فلا زالت الروابط العلمية المسماة بـ «المعلامة» تنتج وتقوم بدورها الفكري..ففي معلامة الشيخ البطاح كان لنا زيارة ولقاء بطلاب من مختلف الجنسيات فمن الماليزي والباكستاني والبوسني والسوري ومابغيتهم إلا طلب العلم من منابعه في مدينة العلم والعلماء وعلى الطريقة الصوفية ينتهجون الطريق.. أصابتني الدهشة وهم يبحرون في منابع اللغة والفقه والحديث والزهد والورع ولا زالت مصادرها مخطوطة بين أيديهم بخط علماء الطرق والزوايا العلمية لم أر لهذا الجهد مثيلاً ولا يضاهي زبيد في مكانتها إلا تريم حضرموت التي كنت وزبيد على نفس الطرق الصوفية, ومع إحتفائية الأخت الكبرى "تريم" كعاصمة للثقافة الإسلامية تلبس زبيد ثوب الوصيفة بانتظار الفرحة كدرة للثقافة الإسلامية كنبع للصفاء ومد للدين منذ ظهوره. 
أهم المعالم الأثرية في زبيدجامع الأشاعر ويرجع تأسيسه إلى الصحابي أبي موسى الأشعري في السنة الثامنة للهجرة بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم ويعد الجامع الأول الذي تأسس في اليمن بعد دخول اليمنيين في دين الإسلام وهو من المساجد الذي يحظى بالمكانة الروحية والتاريخية ثم قام بتوسيعه الحسين بن سلامة وتعهده سلاطين بني رسول من بعده غير أن الاضافات التي تمت فيه كانت في عهد بني طاهر وظل الجامع على وضعه حتى اليوم وقد أشار إلى ذلك المؤرخ ابن الديبع في كتابه «بغية المستفيد» أما اليوم فالجامع يشغل مساحة مستطيلة «5.35م*5،24م» ويحتوي على صحن مكشوف مقاسه «11*5م»» وتحيط به أربعة أروقة أعمقها رواق القبلة والجدير بالذكر أن المحراب لايتوسط جدار القبلة ويعزى السبب في ذلك إلى الزيادات المتكررة على الجامع والمنبر الخشبي يرجع تاريخه إلى عام «949هـ ـ 1542م» وينسب إلى الوالي العثماني مصطفى باشا النشار.ويغطى الجامع بسقف خشبي مسطح أما مأذنة الجامع فتقع في الرواق الجنوبي وترتكز على قاعدة مربعة يعلوها بدن مثمن تزينه أشكال معينات متكونة من تقاطع الخطوط ويغطي المأذنة من أعلى قبة مقرنصة وهي بذلك تشبه طراز المأذن المنتشرة في زبيد ويلحق بالجامع عدد من المنشآت من أهمها مدرسة الأشاعر في الجهة الغربية وكذلك مكتبتان كانتا تضم نوادر المخطوطات وكذلك مقصورة للنساء وكما يوجد كرس مخصص لقراءة الحديث النبوي الشريف ومازال إلى اليوم من تاريخ صنعه عام «927هـ ـ 1520م» ولقد كان جامع الأشاعر جامعة اسلامية كغيره من الجوامع والمدارس التي عمرت عبر التاريخ وأصبح كعبة للزهاد الذين آموه لماله من قدسية وروحانية حتى قال الشاعر فيه:إذا صليت فرضك في الأشاعروأكثرت الثناء عند المنابرشمت الطيب من جنات عدن ورب العرش كان إليك ناظرقلعة زبيد الكبرىأكبر القلاع الأثرية في المدينة وهي بناء مهيب يتكون من ترابط عدة أبنية ومرافق متكاملة «مسجد ـ بئر ـ مخازن ـ عنابر ـ اسطبلات ـ دار حكم» ويحيط بها سور وحائط وجامع.أظهرت الحفريات التي أجرتها البعثة الكندية أن جدار القلعة بنيت عام «491هـ» وتحتوي القلعة حالياً بعد اجراء الترميم متحفاً اقليمياً وبعض أقسام القلعة مرافق إدارية وحكومية.

 

 

الجامع الكبير في زبيد:
 

يعد من أهم وأكبر المساجد في اليمن بعد الجامع الكبير بصنعاء وأسسه محمد بن زياد عام «225هـ» وقام بتجديده وتوسيعه الحسن بن سلامة عام «393هـ » وأعاد بناءه مجدداً المبارك بن كامل عام «965هـ» وقام بتوسيع مؤخرته وجناحيه السلطان الأشرف إسماعيل بن يحيى ثم تم هدمه وأعاد بناءه السلطان عامر بن عبدالوهاب وزاد في بنائه كما أنشأ له مكتبة.تعددت سقوفه وأعمدة طواريده على يد الإمام المهدي العباس عام «1128هـ» اضافة إلى العديد من المعالم الأثرية التي تتميز بها زبيد كمسجد أويس القرني وجامع ومدرسة الاسكندرية والمدارس الإسلامية التي يصل عددها الآن إلى ثمانين مدرسة كل منها يعد تحفة معمارية وآية في الروعة والجمال تجسد مدى ماوصل إليه الفن المعماري اليمني القديم وعوضاً عن أهميتها العلمية والفكرية في العالم الإسلامي فإنها تعد من أهم مقومات السياحة الثقافية للمدينة وتلقى إقبالاً كثيراًَ من السياح والباحثين والمهتمين.أكبر مكتبة مخطوطات في زبيد:
 

تضم زبيد حالياً أكثر من ستين مكتبة خاصة وتحتوي على مئات المخطوطات العلمية التي لاتقدر بثمن ولاتزال كثير من الأسر العريقة تحتفظ بها ففي مكتبة المرحوم الشيخ الغزي أكبر مكتبة كان اندهاشنا بما رأينا من المخطوطات البديعة فمن فن المعمار إلى الجبر والحساب إلى علوم الدين والدنيا وهي مخطوطات غاية في الأهمية لما تحفظ بين دقائقها من العلوم والآثار والتاريخ يقول ابن المرحوم الغزي إنه يخشى عليها من الاندثار والتلف ويريد أن ترى النور بطباعتها وهو على استعداد بالتعاون لأن الأمر ليس ملكه بل يهم التاريخ والعلم والنفع «والكلام له».مطه الغائب في حضرة الروح:في مقيل في مقر المنتدى الأدبي كان قد مر من الوقت شزراً من كيلوهات اللحظة الذي أحتضنا المنتدى الأبرز في زبيد حتى هلّ علينا رجل ذو وجه بشوش وسيما متواضعة ليجلس في مكان في آخر المجلس لم أكن أعرفه من قبل كان زميلي المجيدي يلقي تراتيله فيما يصل المجيدي إلى خاتمة بيته إلا ويختمها الرجل قبله لتفاعله الشاعري وأخذ يشارك كل من يلقي بما يضفي للمتلقي حافزاً للاستمرار حتى أتحفنا نورس زبيد المهاجر بقصيدته وهو يخيب ظن الفشل في فشل زبيد قائلاً:ـوأهم من يظن أن زبيداًألقت اليوم من يديها الزماماشمسنا لم تزل بواد ضحاهاوبرغم الغيوم تهدي الأناماكان بجواري الأديب فتيني خليل فسألته: من المتكلم والمرحب بنا آنفاً؟ فيرد هذا الأستاذ محمد مطة مدير مكتب ثقافة فرع زبيد.لقد أحببته منذ أول مرة سامرناه في ليلتنا تلك في بيته إلى العاشرة مساء لمست منه حبه لوطنه وأمته متمثلة في حبه للغته العربية أتحفنا بنزر يسير عن كتابه «قلم الكتاب» وعن علوم الإعراب لنختم سمرتنا تلك باستضافة في مكتب الثقافة بصباحية أدبية، يطلع الصباح ويهز مسامعنا خبر مرضه ودخوله في اغماءاته لم يسعفنا الوقت لزيارته لأن أيام زيارتنا انتهت ومنينا أنفسنا بزيارات أخرى هاتفته من مدينتي بعد العودة بعد أن أفاق من اغفاءته.تتوالي الأيام فمن اكرامية الرئيس بمنحة علاجية لمطة خارج الوطن.. ومعانقة للمليك الأعلى فغادرنا النورس المهاجر بجسده لكن روحه الجميلة باقية وأدبه وتراتيل شعره مسكونة بهاز بيدا وخدمته لعلوم اللغة العربية في النحو والإعراب ..وكم أتمنى أن أرى كتبه المفيدة في اللغة وأملي كبير في أبناء زبيد وأخص منهم صاحب الجهود الجبارة الأخ الأستاذ / هشام ورو مدير مكتبة زبيد العامة.. رحم الله الأديب مطة الغائب في أرواح محبيه.مدينة الأدب والفكركانت ومازالت زبيد الأدب والتاريخ فلا زال أبناؤها اليوم على روح الأدب يسقون جدبها ويزرعون ثمرها..فزبيد مفعمة بالحراك الأدبي والثقافة والوعي فمن المنتديات الأدبية إلى الروابط الثقافية فأثناء زيارتنا لم نجد للفراغ موضع سهم فمن مديرية الزريبة بجمعيتها المتألقة إلى نادي السلام الحضن الدافئ لأحلام وإبداعات الشباب إلى منتدى وادي زبيد الثقافي في التريبة في عصرية أدبية إلى صباحية في مكتبة زبيد العامة إلى مقيل في المنتدى الأدبي بزبيد ذي الصيت والفعال إلى مكتب الثقافة بالمدينة إلى جمعية الحصيب للتراث.. فالمنتدى الأدبي الثقافي يحيي فعالية سنوية غير مشهودة في أية محافظة في الوطن الاحتفائية بمهرجان «مائة شاعر وعشرين شاعرة» على مدى ست سنوات والمسيرة مستمرة، إلى نادي السلام الثقافي الرياضي الذي له باع طويل في مد الوعي بالمدينة فمن كتابه الفصلي إلى جريدته الشهرية إلى فعاليته الشبابية إلى المد التوعوي للمكتبة العامة ذي الروح الإدارية الشبابية إلى التراث والفنون الشعبية متمثلة في جمعية الحصيب للفنون والتراث لصاحبها المرحوم المؤسس الحضرمي في كل زقاق في كل شزر من زبيد ستجد علماً ووعياً وأدباً.. إلى اتحاد الأدباء وفصليته «الغراء» وفعالياته المتعددة ماذا أقول إن جذور الأدب قد تعمقت منذ الأزل في زبيد حتى صار أطفال زبيد يرضعون الوعي والأدب أطفالاً وفيهم ذوو الربيع التاسع شاعراً يرسم الخطى إلى المنارة كدت أجزم أن ماء زبيد يصوغ نغماً وحنيناً يصوغ نثراً زلالاً يحكي أقصوصة الزمن البعيد.. جذلات النخيل ترجز أرجوزة التاريخ العريق..لقد أدهشنا ابناء زبيد بتلقائيتهم بانتمائهم بعملهم الرأية والبقاء على أبواب مشرعة في النتاج. وداع يعتصره شوق اللقاء:انتهى موعد زيارتنا فيومنا السادس قد أفل ومع رحيله وددنا لو ندير أوجه الوقت إلى الوراء..كان حتماً أن نرحل ونودع العشيقة بدموع الوعد باللقاء على قارعة الأيام الآتية.. زبيد مهوى القلوب وبساط العلماء سحرنا علمها تراثها فكرها دلالات الحضارة الواضحة على مباسمها رحلنا عنكم أيا أصحاب القلوب البيضاء وكلنا شوق إليكم..مع صحوي ومنامي أرى ابتسامة الأفلج وهو يودعنا واللحظة الآن أرى حفاوة استقبالكم وكرم منزلتكم وسجية أخلاقكم من شعر رأسي إلى أخمص قدمي مغمور بطيبة قلوبكم إليكم بأدبكم كيف لا وأنتم أبناء منارة الإسلام وبلد العلماء الفحول.. كل الحب لكم لمدينتكم زبيد..لأطفالكم لمناداة سمائكم كنت عاشقاً بفعل أحرف تعريفية عن زبيد أما اليوم والصوت والصورة والروح والحضارة باختصار لقد صرت أكثر من عاشق لتكرار الزيارة.

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً