الثلاثاء 24 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
عــلـى وَجــهِـهِ حُـــزنٌ قَـدِيـمٌ - يحيى الحمادي
الساعة 11:22 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

عــلـى وَجــهِـهِ حُـــزنٌ قَـدِيـمٌ, ووَاقِــعُ
وفــي قَـلـبِهِ شَـوقٌ عـلى الـخَدِّ واقِـعُ
.

 

وفـــي صَــوتِـهِ لِـلـفَـجرِ كَــفٌّ مُـضِـيئَةٌ
وقِــيـثـارَةٌ تَــغـفُـو عَـلـيـهـا الــشَّـوارِعُ
.

 

وفـــي صَـمـتِـهِ نـــايٌ عَـمِـيـقٌ كــأَنَّـهُ
تَـنـاهِـيـدُ جُــــرحٍ كَـمَّـمَـتـهُ الأَصــابِــعُ
.

 

كــأَنَّ انـسِـدادَ الـبَـوحِ فـي صَـدرِهِ ,إِذا
أَبَـى الـصَّمتَ, ذَنْـبٌ حـاصَرَتهُ الشَّرائِعُ
.

 

فَـــمٌ مُـثـقَـلٌ بـالـمـاءِ, قَـلـبٌ بِــلا يَــدٍ
حَـنِـيـنٌ بـــلا ذِكـــرَى, شُـــرُودٌ يُـنـازِعُ
.

 

حَـبـيبٌ إِذا مــا الـلَّـيلُ أَرخَــى سِـتـارَهُ
عــلـى دارِهِ حَــجَّـت إِلــيـهِ الـمَـواجِـعُ
.

 

وعُــمـرٌ بِـــلا رِجـلَـيـنِ يَـسـعـى كَـأَنَّـهُ
ثَــعَـابـيـنُ لَـــيــلٍ فَــرَّقَـتـهـا الــزَّوابِــعُ
.

 

هُـنـا.. حَـيثُ لا إِلَّايَ أُمـسي بِـجانِبي
أَنـــا صَـاحِـبي، والـشِّـعرُ ثَــانٍ, ورابِــعُ
.

 

عـلى قـاربٍ مِـن أَضـلُعِ الـطِّينِ أَرتَـمي
حُـروفـي مَـجَادِيفي, وبَـحري الـمَدامِعُ
.

 

إِلـى لَـستُ أَدري, والغَدُ الأَمسُ مُبحِرٌ
إِذا قُـلتُ عُـد بـي, صـاحَ بي أَنتَ راجِعُ
.

 

ومِـــن حَـيـثُ لا أَدرِي أُنَــادَى, وكـلَّـما
تَـلَـفَّتُّ مِــن حَـولـي أَصَـاخَت مَـسامِعُ
.

 

غَـريـبٌ, وكــلُّ الـنَّاسِ قُـربَى بِـخافِقي
إِذا أَنَّ مَــظــلـومٌ, وإِن نَـــــاحَ جـــائــعُ
.

 

دَمِي شاطِئُ الغَرقَى, ورُوحي غَمامَةٌ
ومــا بـيـنَ مـا أَهـوَى وأَخـشَى أُصَـارِعُ
.

 

وبي ما بِهذي الأَرضِ مِن وَحشَةٍ, ولي
مِــن الأَرضِ مِـثلُ الأَرضِ: حُـلمٌ وقـامِعُ
.

 

أَنــا ذلــكَ الـمَـكظُومُ فـي بَـطنِ حُـزنِهِ
ولــكـنَّ يَـقـطِيني مِــن الـقَـلبِ طـالِـعُ
.

 

كَـمَـا يُــوْرِقُ الـزَّقُّومُ فـي الـنَّارِ أَورَقَـت
ضُـلُـوعِـي, وأَروَتْـهـا الـهُـمُومُ الـقَـوَارِعُ
.

 

تَـرَعـرَعتُ فــي حِـجْـرِ الـمُعَاناةِ صـابرًا
وعُـلِّـمْـتُ أَنَّ الــحُـزنَ لِـلـنَّـفسِ بـاخِـعُ
.

 

وأَنَّ الـــــثَّـــــرَى أُمٌّ رَؤُومٌ, ووَالِـــــــــدٌ
كَــريــمٌ, وأَنَّ الــخَـيـرَ لِــلـشَّـرِّ دَافِــــعُ
.

 

وأَنَّ الــذي يَـسعَى إِلـى الـخَيرِ صـالِحٌ
وأَنَّ الــذي يَـرقَـى إِلــى الـشَّـرِّ ضَـائِعُ
.

 

فَـسَبَّحتُ.. حـتى سَـرْبَلَتنِي مَدامِعي
(زُيُــودًا) وضَـمَّـتني عـليها (الـشَّوافِعُ)
.

 

وصَـلَّـيتُ أَحـزانِـي عـلـى كُــلِّ جـامِـعٍ
إِلـى أَنْ غَـدَت خَـلفِي تُـصَلِّي الجَوامِعُ
.

 

ولـكـنَّـني لَـمَّـا كَــوَى الـشَّرُّ مُهجَــــتِي
تَـيَـقَّـنـتُ أَنَّ الــخَـيـرَ شَــــرٌّ مُــخــادِعُ
.

 

وأَنَّ اقـتِـرَافِ الـجَـهلِ خَـيرٌ مِـن الـهُدَى
إِذا مــا اعـتَلَت ظَـهرَ الـصُّقُورِ الـضَّفَادِعُ
.

 

وأَنَّ اجـتِـنـابَ الــحُـبِّ أَنـجَـى إِذا غَــدَا
حَـبـيبًا _لَــدَى الـمَزرُوعِ_ مَـن لا يُـزَارِعُ
.
.
.
.

 

 

عـلى قـارِبي مـا زِلـتُ أَحـدُو مَواجِعي
سَـــرَابٌ يُـنَـادِيـنِي.. سَـــرَابٌ يُـقَـاطِعُ
.

 

يـــدٌ تـتَّـقي عَــوْدِي, وأُخــرَى تَـشُـدُّهُ
صَـهٍ.. لَـستُ أَدري بَـعدُ مـا اللهُ صـانِعُ!
.

 

سَــمَـاواتُ هــذا الـلَّـيلِ بـاتَـت قَـريـبةً
ورُوحِـي عـلى الـمِعراجِ قَـبلِي تُـسَارِعُ
.

 

أَرى الأَرضَ خَـلـفِي الآنَ يَـخبُو عَـويلُها
وقَـــد هُــدِّمَـت دُورٌ, وخَـــرَّت صَــوَامِـعُ
.

 

أَرَى أُمَّـــةً غَــبـرَاءَ مِـــن ثُــقـبِ فِـتـنَةٍ
تَـهَـاوَتْ, فَـمـا فــي الأَرضِ إِلَّا الـمَدَافِعُ
.

 

أَرَى الـنَّاسَ غَيرَ النَّاسِ, في كُلِّ مَوضِعٍ
جَــدِيـدٌ بـــلا مــاضٍ, ومَــاضٍ مُـضـارِعُ
.

 

أَلَا لا فَــمـي هـــذا, ولا هـــذهِ يَـــدِي
فَــعَـن أَيِّ دِيـــنٍ يـــا إِلــهـي أُدافِـــعُ!
ـــــــــــــ

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً