الخميس 28 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
عــلـى وَجــهِـهِ حُـــزنٌ قَـدِيـمٌ - يحيى الحمادي
الساعة 11:22 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

عــلـى وَجــهِـهِ حُـــزنٌ قَـدِيـمٌ, ووَاقِــعُ
وفــي قَـلـبِهِ شَـوقٌ عـلى الـخَدِّ واقِـعُ
.

 

وفـــي صَــوتِـهِ لِـلـفَـجرِ كَــفٌّ مُـضِـيئَةٌ
وقِــيـثـارَةٌ تَــغـفُـو عَـلـيـهـا الــشَّـوارِعُ
.

 

وفـــي صَـمـتِـهِ نـــايٌ عَـمِـيـقٌ كــأَنَّـهُ
تَـنـاهِـيـدُ جُــــرحٍ كَـمَّـمَـتـهُ الأَصــابِــعُ
.

 

كــأَنَّ انـسِـدادَ الـبَـوحِ فـي صَـدرِهِ ,إِذا
أَبَـى الـصَّمتَ, ذَنْـبٌ حـاصَرَتهُ الشَّرائِعُ
.

 

فَـــمٌ مُـثـقَـلٌ بـالـمـاءِ, قَـلـبٌ بِــلا يَــدٍ
حَـنِـيـنٌ بـــلا ذِكـــرَى, شُـــرُودٌ يُـنـازِعُ
.

 

حَـبـيبٌ إِذا مــا الـلَّـيلُ أَرخَــى سِـتـارَهُ
عــلـى دارِهِ حَــجَّـت إِلــيـهِ الـمَـواجِـعُ
.

 

وعُــمـرٌ بِـــلا رِجـلَـيـنِ يَـسـعـى كَـأَنَّـهُ
ثَــعَـابـيـنُ لَـــيــلٍ فَــرَّقَـتـهـا الــزَّوابِــعُ
.

 

هُـنـا.. حَـيثُ لا إِلَّايَ أُمـسي بِـجانِبي
أَنـــا صَـاحِـبي، والـشِّـعرُ ثَــانٍ, ورابِــعُ
.

 

عـلى قـاربٍ مِـن أَضـلُعِ الـطِّينِ أَرتَـمي
حُـروفـي مَـجَادِيفي, وبَـحري الـمَدامِعُ
.

 

إِلـى لَـستُ أَدري, والغَدُ الأَمسُ مُبحِرٌ
إِذا قُـلتُ عُـد بـي, صـاحَ بي أَنتَ راجِعُ
.

 

ومِـــن حَـيـثُ لا أَدرِي أُنَــادَى, وكـلَّـما
تَـلَـفَّتُّ مِــن حَـولـي أَصَـاخَت مَـسامِعُ
.

 

غَـريـبٌ, وكــلُّ الـنَّاسِ قُـربَى بِـخافِقي
إِذا أَنَّ مَــظــلـومٌ, وإِن نَـــــاحَ جـــائــعُ
.

 

دَمِي شاطِئُ الغَرقَى, ورُوحي غَمامَةٌ
ومــا بـيـنَ مـا أَهـوَى وأَخـشَى أُصَـارِعُ
.

 

وبي ما بِهذي الأَرضِ مِن وَحشَةٍ, ولي
مِــن الأَرضِ مِـثلُ الأَرضِ: حُـلمٌ وقـامِعُ
.

 

أَنــا ذلــكَ الـمَـكظُومُ فـي بَـطنِ حُـزنِهِ
ولــكـنَّ يَـقـطِيني مِــن الـقَـلبِ طـالِـعُ
.

 

كَـمَـا يُــوْرِقُ الـزَّقُّومُ فـي الـنَّارِ أَورَقَـت
ضُـلُـوعِـي, وأَروَتْـهـا الـهُـمُومُ الـقَـوَارِعُ
.

 

تَـرَعـرَعتُ فــي حِـجْـرِ الـمُعَاناةِ صـابرًا
وعُـلِّـمْـتُ أَنَّ الــحُـزنَ لِـلـنَّـفسِ بـاخِـعُ
.

 

وأَنَّ الـــــثَّـــــرَى أُمٌّ رَؤُومٌ, ووَالِـــــــــدٌ
كَــريــمٌ, وأَنَّ الــخَـيـرَ لِــلـشَّـرِّ دَافِــــعُ
.

 

وأَنَّ الــذي يَـسعَى إِلـى الـخَيرِ صـالِحٌ
وأَنَّ الــذي يَـرقَـى إِلــى الـشَّـرِّ ضَـائِعُ
.

 

فَـسَبَّحتُ.. حـتى سَـرْبَلَتنِي مَدامِعي
(زُيُــودًا) وضَـمَّـتني عـليها (الـشَّوافِعُ)
.

 

وصَـلَّـيتُ أَحـزانِـي عـلـى كُــلِّ جـامِـعٍ
إِلـى أَنْ غَـدَت خَـلفِي تُـصَلِّي الجَوامِعُ
.

 

ولـكـنَّـني لَـمَّـا كَــوَى الـشَّرُّ مُهجَــــتِي
تَـيَـقَّـنـتُ أَنَّ الــخَـيـرَ شَــــرٌّ مُــخــادِعُ
.

 

وأَنَّ اقـتِـرَافِ الـجَـهلِ خَـيرٌ مِـن الـهُدَى
إِذا مــا اعـتَلَت ظَـهرَ الـصُّقُورِ الـضَّفَادِعُ
.

 

وأَنَّ اجـتِـنـابَ الــحُـبِّ أَنـجَـى إِذا غَــدَا
حَـبـيبًا _لَــدَى الـمَزرُوعِ_ مَـن لا يُـزَارِعُ
.
.
.
.

 

 

عـلى قـارِبي مـا زِلـتُ أَحـدُو مَواجِعي
سَـــرَابٌ يُـنَـادِيـنِي.. سَـــرَابٌ يُـقَـاطِعُ
.

 

يـــدٌ تـتَّـقي عَــوْدِي, وأُخــرَى تَـشُـدُّهُ
صَـهٍ.. لَـستُ أَدري بَـعدُ مـا اللهُ صـانِعُ!
.

 

سَــمَـاواتُ هــذا الـلَّـيلِ بـاتَـت قَـريـبةً
ورُوحِـي عـلى الـمِعراجِ قَـبلِي تُـسَارِعُ
.

 

أَرى الأَرضَ خَـلـفِي الآنَ يَـخبُو عَـويلُها
وقَـــد هُــدِّمَـت دُورٌ, وخَـــرَّت صَــوَامِـعُ
.

 

أَرَى أُمَّـــةً غَــبـرَاءَ مِـــن ثُــقـبِ فِـتـنَةٍ
تَـهَـاوَتْ, فَـمـا فــي الأَرضِ إِلَّا الـمَدَافِعُ
.

 

أَرَى الـنَّاسَ غَيرَ النَّاسِ, في كُلِّ مَوضِعٍ
جَــدِيـدٌ بـــلا مــاضٍ, ومَــاضٍ مُـضـارِعُ
.

 

أَلَا لا فَــمـي هـــذا, ولا هـــذهِ يَـــدِي
فَــعَـن أَيِّ دِيـــنٍ يـــا إِلــهـي أُدافِـــعُ!
ـــــــــــــ

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص