- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

- بترو أويل تستحوذ على 40% من مشروع مصفاة جيبوتي بالشراكة مع أجيال السعودية
- «الزينبيات».. ذراع حوثية لتكريس القمع وكسر المحرّمات الاجتماعية في اليمن
- مراقبون: استهداف إسرائيل محطة كهرباء حزيز عمل مسرحي يخدم أجندة الحوثي
- ابن اليمن عصام دويد… ظلُّ الزعيم الذي قاتل بصمت من أجل الجمهورية
- الخطوط الجوية اليمنية تشتري طائرة خامسة رغم احتجاز أرصدتها
- طيران اليمنية.. مسيرة نجاح مستمرة رغم الصعاب والتحديات
- أمر جنائي ضد أحمد السقا بعد اتهامه بالسب والضرب لطليقته وسائقها
- الاستخبارات الروسية: بريطانيا تُعدّ لكارثة بيئية في «أسطول الظل»
- مخاوف حوثية من انتفاضة شعبية.. اعتقالات واسعة تطال المؤتمر الشعبي في صنعاء
- نتنياهو: سأصدر تعليمات للجيش حول كيفية المضي قدماً في غزة

الإيمان بالغيب أصل من أصول الإسلام، وهو أول صفات المؤمنين المتقين كما ذكر ذلك القرآن الكريم في مطلع سورة البقرة: "الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ".
لقد امتحننا الله تبارك وتعالى بالإيمان بالغيب؛ فالله بالنسبة لنا غيب لا نراه ولكننا نرى آثار خلقه ونعمته وفضله على سائر المخلوقات. والملائكة غيب واليوم الآخر بسائر مفرداته التي تبدأ بالموت ومنزلة القبر وصولا إلى القيامة والجنة والنار غيب، وحتى إن الأنبياء والمرسلين بالنسبة لمن لم يعاصروهم من البشر - وهم أغلبية البشر - غيب. وحتى إن قضاء الله وقدره بالنسبة لنا غيب لا نكتشفه إلا بعد حدوثه.
عندما نحدّث أطفالنا عن الإيمان بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر والجنة والنار، فإنه ينقدح في نفوسهم سؤالا يبدو منطقيا وهو:
لماذا لا نرى الله تعالى ولا نرى الملائكة والرسل والجنة والنار؟
وبعضهم يبني على سؤاله نتيجة عملية وهي أن رؤية الله وعالم الغيب تحسم الاختلاف بين البشر، وتمنعهم من إنكار الله تعالى، فبعد رؤيته لا حجة لأحد في الكفر. وبهذا يكون كلهم مؤمنون ويعيشون بسلام.
إذا سألكِ طفلكِ عن هذا الأمر فلا تنكري عليه سؤاله، وامدحي ذكاءه، وفي البدء تحدثي عن آثار الله التي نراها في السماوات والأرض والبحار والأنفس والمخلوقات، وتحدثي عن عجائب خلقه في الأزهار والبراعم والطيور ونعمته ورحمته التي نراها في كل حي وفي تسخيره المخلوقات لبعضهم بعضا وفيما أودعه في الآباء والامهات من رحمة بالأبناء وأن هذا الكون الشاسع وما فيه من نظام دقيق لا يمكن أن يأتي صدفة وأن وراء ذلك خالق عظيم مدبر حكيم.
وبعدها يمكنكِ التصدي للإجابة على سؤاله (لماذا لا نرى الله؟) بتقريب المسألة إلى البيئة المدرسية القائمة على امتحان الطلاب لمعرفة من يستحق النجاح ممن لا يستحقه. فالدنيا مدرسة فيها امتحان للبشر جميعا بالإيمان بما لا يستطيعون رؤيته في الدنيا من الغيب. أما لماذا كان مدار الإمتحان والابتلاء هو هذا الأمر؟ فإنه يمكن فهم الأمر بتبسيطه للطفل بهذا المثل:
لو أن معلما طلب من تلاميذه حفظ قصيدة (غيبا) ليمتحنهم فيها، فإن المنطقي عند الامتحان أن يطلب من كل منهم أن يلقيها عن ظهر قلب ولا يمكن أن يمتحن حفظهم والقصيدة المكتوبة ظاهرة أمام عيونهم والكتاب مفتوح، إن امتحانهم بدون كتاب هو الطريقة الوحيدة التي ستظهر من اجتهد ودرس وحفظ ومن لم يحفظ.
فلو أن الله ظهر لعباده فرأوه وظهرت ملائكته ورأوا مشاهد من اليوم الآخر فهل سيكون هناك أي تميز لأحدهم إذا آمن بأمر مُشاهد.
ولتأكيد الأمر استخدمي فكرة النجاح في الامتحان وما يترتب عليه من استلام شهادة التقدير والجائزة التي لا يمكن أن تتم إلا بعد النجاح في الامتحان. ثم اسقطي هذه الفكرة على أن الجنة مغيبة عنا ولا يمكن أن نستمتع بها إلا بعد أن ننجح في امتحان الدنيا.
بعد هذه الأجوبة لابد من التأكيد على الطفل بحسب مستواه إلى أهمية الإيمان بالغيب وأنه فيصل وفارق بين البشر في حياتهم، فصار سعادةً للمؤمن بإيمانه به، وشقاءً للكافر بجحوده ونكرانه له. وأن من أهم ثمرات الإيمان بالغيب على نفس المسلم: الشعور برقابة الله تعالى عليه، وأنه مطلع على جميع حركاته وسكناته، فيبعثه ذلك على الخشية منه. والاستقامة على أوامره واجتناب ما نهى عنه فيصلح الفرد والأسرة والمجتمع. كما أن في الإيمان بالدار الآخرة وثوابها دافعاً إلى الصبر وعدم اليأس.
في زماننا هذا الذي طغت فيه الماديات وتلوث بالإلحاد يجب علينا أن نؤكد كثيرا على أطفالنا أثناء الحديث معهم على الإيمان بالغيب في عصر بات إنكار الغيب من سمات المدنية المادية التي تحكم العالم وتسيطر على مشهد الحياة البائسة للبشر بسبب أن حضارة الإيمان بالغيب لا تحكم الأرض.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر
