الجمعة 29 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024
مسرحية "بيت العنكبوت" الجء الثالث من المشهد الأول - عبدالله الإرياني
الساعة 19:56 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


عتيقة    : صحيح..جاوب.
فرج    : طالع على أمي.
عتيقة    : على أمك؟!..أمك اعتادت بعد عقود من العذاب..وأنت من يوم كنت بحضني.
فرج    : تقولوا ليش؟
بشرى    : هههههه..الكتن بتحبك يا فرج.
عتيقة    : ( تحدجه بنظرة حادة ) أكيد أنها الكتن..تحبك.
فرج    : الحمد لله..نعمة من ربنا.
بشرى    : ليتها تحب أبي..وتحبني.
فرج    : كفاية حبي..والمفاجأة الثالثة.
بشرى    : الثالثه!
فرج    : موقع بيت أبيك في مكان مهم..إذا باعه لي سأهدمه وأقيم مكانه عماره طويله..تطل على البحر.
بشرى    : وتكتبها باسمي.
فرج    : نصفها..فأنا نصفك.
بشرى    : المهم يوافق أبي.
مودف    : وسأهديه شقه بالعماره..أكيد بدون كتن.
( دخلت امرأة منقبة. بدت عيناها جميلتان..كفاية ( أم منصور ) جارتهم البعيدة..عيونهم عليها مدهوشة حتى تقف على طرف السجادة. شدت النقاب عن وجهها، في الستين من عمرها، غير أن وجهها يلمع فيه شيئا من ألق الشباب..)
كفاية    : السلام عليكم.
الجميع    : ( وعين مودف مبهورة على وجهها.) وعليكم السلام.
عتيقة    : ( بغيظ مكتوم ) كفايه ( أم منصور ) كيف دخلتي؟
كفاية    : هههه..من الباب.
عتيقة    : والباب مقفل!
كفاية    : مفتوح..سبحان من لا ينسى.
عتيقة    : أحد منكم تركه مفتوح.
الثلاثة    : لا.
عتيقة    : عجيب..وغريب، دخلتي من الشباك هههههههههه
كفاية    : أنا ضيفتكم..ما يصلحش.
عتيقة    : ما بش ضيفه تكشف وجهها للرجال.
كفاية    : من هم؟! زوجك مثل أخي، وابنك مثل ابني منصور..( تشير إلى بشرى ) من هي ؟
عتيقة    : بشرى مرة ابني. 
كفاية    :أول مره أبصرها..كم لي منكم؟
عتيقة    : أتفضلي..أجلسي.
مودف    : ( واقفا ) وأنا سأخرج.
كفاية    : والله ثم والله ما تخرج.
عتيقة    : هي ضيفتنا وقد حلفت..أجلس.
كفاية    : ما شاء الله على بشرى..جميله وحاليه..الله كم لي منكم؟
عتيقة    : واليوم أيش ذي سرنا.
كفاية    : تشتي الصدق.
عتيقة    : كان أيش أشتي؟
كفاية    : قالوا مقبل قلب اسمه لمودف.
عتيقة    : ( منفعلة ) يقلب وإلا لا قلب..وأنتي مالك.
مودف    : ( يلمح كفاية بطرف عينه..آخ )..مش هكذا يا عتيقة.
عتيقة    : هههـ مش هكذا عينك..اقلبها.
كفاية    : يقلبها..هههـ وأيش عيعجبني بمودف: لا جيب للصرفه ولا ذياك للرقده.
( تتناثر بقع حمراء على وجه مودف..والثلاثة يضجون بالضحك.)
فرج    : ( هامسا بأذن بشرى ) مسكين أبي..عينه على الأرض ولو تكلم.
عتيقة    : خير يا كفاية..أهلا وسهلا.
كفاية    : أيوه هكذا.
عتيقة    : وإذا قلب اسمه..يقلب له.
كفاية    : قلت أطمئن عليه.
عتيقة    : أطمئني..هو ذا قبالك.
( يحك مودف رقبته بدون تعمد.)
كفاية    : ما بلا مودف بين الكتن.
عتيقة    : الحمد لله.
كفاية    : وابني منصور زعلان منك قوي..يا..يا مودف.
مودف    : ( ناكسا ) ..أنا!..ليش؟
كفاية    : أهملت البيت، لا ما أمتلي بالكتن.
مودف    : ( ناكسا ) حكمة الله.
عتيقة    : ( بغيظ مكتوم ) ما بلا أرفع رأسك يا مودف ورد عليها.
كفاية    : أيوه..أرفع رأسك ورد..عيب أحترم ضيفتك.
مودف    : ( يلمح كفاية بطرف عينه.) كفاية.
كفاية    : ههههه..كفاية اسمي، وأنا أم منصور.
مودف    : خلاص.
كفاية    : خلاص..أيش؟..سألته قال خلاص.
مودف    : طيب، بيتي وأنا حر فيه.
كفاية    : كان بيت أبو منصور، وجده..قال حر قال.
مودف    : وأبو منصور باعه لأبي.
كفاية    : وأنت داري كيف باعه.
مودف    : ههه..كيف باعه؟ قال أبي: كان بيت شمات لمن مات، وأبي قام صلحه ورنجه، والأرض بلطها
              والأبواب يا سلام.
كفاية    : ههههه، صلحه! انظر كيف الرنج، الشق الوحد عرضه سع أيدي، تدخل بينه كتن العالم ( ضربت 
            الأرض برجلها..) سمعت مخلخل..وتحتها تسرح الكتن وتمرح.
عتيقة    : ( بغيظ مكتوم ) اللهم طولك يا روح.
كفاية    : ما قد به يا عتيقة.
عتيقة    : أنت ضيفتنا وزوجش قد باع وخلاص.
كفاية    : خلاص أيش؟ عادوه بيت منصور وأبوه وجده.
مودف    : بيت، أنتقل مثل غيره من يد إلى يد، إلى أن وصل إلى يد أبي.
كفاية    : إلا هذا البيت، بيت الأحباب.
( يضجون بالضحك.)
كفاية    : ( منفعلة ) تضحكون ..ليش..ليش؟
مودف    : ضحكتينا..أحباب من ؟ هههههههه..الكتن.
كفاية    : أنتو ذي خليتوه بيت الكتن.
مودف    : ويوم أشتريه أبي كان بينه كتن.
كفاية    : قليل ما حد كان يحس بهن.
فرج    : ذلحين ما يشتي منصور؟
كفاية    : ( ترمقه بنظرة حميمة ) فرج، كم يحبك منصور.
فرج    : ( محرجا ) وأنا ليش، من أين يعرفني؟
كفاية    : أنت فرج بن راجح أو ماشي؟
فرج    : كم يا فرج وكم يا مقبل؟
كفاية    : ( ترمقه بنظرة خبيثة ) والله أنه الصدق، كم يا فرج وكم يا مقبل؟
عتيقة    : ( ترمق فرج بنظرة متفحصة.) ما قد به يا فرج؟
فرج    : ما قد به؟ سألتها أيش يشتي منصور، وإذا هي بخبر ثاني.
كفاية    : وأيش يشتي منصور يا فرج؟
يتبع

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص