الخميس 28 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
بذور في العراء - وجدان الشاذلي
الساعة 11:27 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

"يحدث أن ؛ تطل على نفسك من علو شاهق لفوضاك ، فلا ترى شىء ..سوى الخيبة التي انتعلتك عند نقطة ما من سذاجتك ."

كانت الحياة تمارس معي رتابتها المعتادة ، وأمارس بدوري معها غبائي بكل جدارة .
القدر .. الحظ .. الصدفة .. في انتظار أن يرتطم بي أحد هؤلاء فألتصق به.

لم يكن هناك شيئاً في هذا الصباح ؛ يوحي بأنه كان ذاك الصباح المنتظر..
صيف ساخط .. كآبة تتلبس السماء .. و مجموعة من الكائنات الحية تبذل كل ما بوسعها لجعل الحياة أكثر رداءة.
ومازلت أشعر بثقلي النوعي يبقيني مشدودة إلى الأرض .
كيف لي أن أدرك يومها بأني على وشك السقوط ، أو ربما على وشك التحليق .. ما الفرق ؟
على يقين كنت بأن ما أنا في انتظاره لا يخضع لقوانين الفيزياء.
بينما مازلت مددة في سريري .. 
أحدق في السقف عند نقطة الصفر..
قفزت أختي وفتحت النافذة :
- انظري ؛ يبدو أنه سيصبح لدينا جيران جدد.
- انظري ؛ لقد جاءو بأغنامهم ، ودجاجاتهم ..!!

قفزت بنشاط .. ومن شق صغير في النافذة الأخرى ،ألقيت نظرة:

يقال بأن أشعة الشمس تحتاج ثمان ثوان فقط لكي تلامس سطح الأرض ، ترى كم ثانية تحتاج أشعة الحب لكي تلامس شغاف قلوبنا ؟!
وقفت مشدوهة وأنا أستعيد تلك الملامح التي أحفظها عن ظهر قلب .. تلك التفاصيل الصغيرة لخيالاتي الهاجعة في دهاليز ذاكرتي .. هاهي تتجسد أمامي الأن .. جسداً حياً.. نظراً .. نشطاً.. 
كيف حدث ذلك ؟!
ومثلما يذوب الشمع تحت ألسنة اللهب ، ذابت كل الأقفال التي تركتها على قلبي وسقطت .. فوجدته يقفز إلى الخارج ويأخذ بالرقص .. يرقص .. ويرقص ..ويرقص ..
يهرول صوبه .. يتدحرج .. يلتف حوله .. يقفز في مستو وجهه ويرفع عن إطار نظارته الأنيقة خصلت الشعر تلك التي كانت تزعجه .
وينتشلني صوت أختي عند نقطة حرجة بين الوعي واللاوعي :
- أخيراً. صاحب النظارة الأنيقة .. أليس كذلك ؟

لا أعلم كيف حدث يومها ، وانفرجت شفتي عن إبتسامة ساذجة .. عرتني تماماً أمامها.
ترى كم نافذة فتحت ذاك الصباح ؟!

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص