- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
كان لها اثداء مترهلة و جسد فقد كثير من جاذبيتة الطبيعية ؛ بسبب خرائط الوشم المتفرقة على جغرافيته ، الا ان المؤخرة النافرة تجعل منه مشتهى على اي حال ، لم اخبرها بذلك ، كان لها شعر فحمي قصير ، ملامحها تقول انها تجاوزت الثلاثين بقليل ، اي انني اكبرها بعشرين عاما على اقل تقدير ، كان ذلك اليوم هو عيد ميلادي الثاني والخمسين ، نحن لا نحتفل باعياد الميلاد كونها بدعة ، تربينا على ذلك ، التجهم و الصرامة هو اصل الاشياء في ادبيات العربي ، اتذكر في عيد ميلادي الرابع والعشرين كيف قاطعني الاهل لاني اقمت حفل صغير بالمناسبة (كان خارج البيت مع اصدقاء) وتلقيت على اثرها شتائم بالغة من احد اخوتي ، تحول ذلك اليوم الى حجيم بحجة اني امثل مستقبل مخيف للعائلة وتقاليدها ، كان ذلك عامي الاول في الغربة ، وكان منبع خوف اهلي اني سريع التأثر بهذا المجتمع الكافر الذي هربنا من حجيم الحرب اليه . كنت احتضنها عاريا على السرير عندما همست في اذنها انه عيد ميلادي ، على الفور التفتت و على وجهها علامات المفاجأة ، خرجت التهنئة من فمها دافئة وهي تمسح بيدها وجهي وتبعد خصلات الشعر الابيض المتدلية . كانت قاطبة الجبين وهي تسألني لماذا لم اخبرها بذلك ، على الاقل سوف تأتي بباقة ورد لهذة المناسبة . اخبرتها انها اجمل باقة ورد في حياتي ، فابتسمت .
كنت احبها ، ليس لجسدها ، فانا في عقدي الخامس ، وانما لقابليتها للانصات ، اقرب الناس الى نفوسنا هم من يصغون لنا باهتمام ، من لا يضجرون عندما نبوح بمخاوفنا ، افراحنا ، وخيباتنا التي نكدسها في ركن قصي من الذاكرة .
ابتسامتها تلك كانت إشارة واضحة لاستعدادها للاستماع ، حدثتها لماذا كنت مصرا على رؤيتها اليوم ، في الحقيقة كنت اعاني عقدة عيد الميلاد ، ولا اريد ان اكون وحيدا ، لان هذا يذكرني بفجوة هائلة التهمت طفولتي ولا تزال ، الكبت والحرمان الذي نمارسه او يمارس علينا عنوة يجعلنا كائنات مشوهة من الداخل ، اخبرتها انه بعد خمسين عاما اخيرا اكتشفت اني شجاع بما فيه الكفاية لممارسة رغباتي علانية ، ومنها الاحتفال بعيد الميلاد ، وان كان في حضرة امرأة وحيده داخل غرفة مغلقة ابوابها باحكام !
بدأ الماضي ينداح داخلي ، حدثتها ، عن رغبتي الشديدة عندما كنت صغيرا بالاحتفال بعيد ميلادي ، وكيف كنت اقابل برفض صارم من العائلة ، تحول ذلك -فيما بعد- الى رفض داخلي ايضا ، بعد تم صوغه لي دينيا ، وبهذا صرت ممزق بين قوتين عنيفتين ، ان مارست بعض الاحتفاء لارضاء رغبتي الانسانية ، اجلد ذاتي بعدها بسياط دينية وضمير مثقل بالذنوب ، اما ان اصررت على كبت ذلك الشعور الطفولي لارضاء السماء ، كنت اضمحل داخليا ويغدو ذلك التوق والتمرد الى قوة تآكل تهشمني الى الداخل . النتؤات التي تشكل طفولتنا تغدو اعاقة دائمة لا سبيل من الشفاء منها لاحقا ، وها انا بعد الخمسين لا ازال اعاني ذات العقدة . شعرت براحة وانا انهي جملتي الاخيرة وسط اصغائها بخشوع ، ثم قدمت لها ما يشبه النصيحة : اذا كان لديك اطفال ، ما يجعلهم اناس اسوياء هو التعامل اللين ، القسوة مع الاطفال تجعلهم يميلون للعنف في المستقبل . عندما شاهدت علامات الاستغراب في وجهها من نصيحتي ، تذكرت انها لم تأت من مجتمع يعتبر الحرمان والجلافة المادة للاساسية "للرجولة " . ضممتها بقوة ، وطبعت قبلة خفيفة على شفتيها الطرية .
شعرت براحة و رغبت في تغيير الموضوع ، سألتها ، هل تعرف الى ماذا ترمز كل هذه الوشوم على جسدها ؟ فاجأبت بالنفي ؛ لان الوشوم كانت نقوش وايضا كتابات بلغات مختلفة ، وهذا ما كنت اسأل عنه بالتحديد . كان هناك وشم بالعربية اسفل ردفها الايمن من حرفين غير متصلين ، قلت لها هل تعرف ماذا يعني هذا الوشم " ح ب " ؟ اجابت بالنفي ، ولكنها لم تلبث ان ارجعت لي بضاعتي ، سائلة ماذا يعني ؟ قلت لها ساخرا : هذا اكبر عقده يواجهها العربي . كانت تائهة امام اجابتي ، و لكني لم اجد رغبة في ايقاف تدفقي الذي اثاره سؤالها ، طوقتها بكلتا يدي ثم قلت : هناك بشر رفضوا انسانيتهم طمعا بان يكونوا ملائكة ، وعندما فشلوا في ذلك ، تحول الى شياطين ، مهمتها الوحيدة ارسال كل من لا يقع في دائرتهم الى الحجيم .... الجحيم الذي ينتظرهم بكل بهاء ، استطردت ،،، يمكنك اعتباره نوع من البحث العدالة الفاحشة .
سألتني بفزع ، هل هذا معناه حقا ؟ شعرت بحجم الورطة ، فضحكت ، و هززت رأسي نافيا ، و انا ابحث عن مخرج ، حركت يدي بنعومة على ظهرها الناعم ، ثم قلت : هذا الوشم العربي يا عزيزتي ، يعني التأوه عند ممارسة الجنس والعربي يكره ذلك !!
صدقيني ، العربي يشتهي الجنس بشدة و يكرهه في الان ذاته ... ان ورطته التاريخية انه يشتهي ما يعتبره خطيئة !!
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر