الاربعاء 25 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ميلاد.. التاريخ الثاني - عبدالواحد عمران
الساعة 07:25 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



كان الدجى يقري القرى أحقادَهُ 
والظلمُ يُطلقُ في الجهاتِ جيادَه
ُ

والناسُ حيرى.. والحياةُ مريرةٌ
والأرضُ إنسانٌ أضاعَ قيادَه

 

لا شيءَ إلا الظالمون تحمَّلَ ال
ـ إنسانُ سوطَ عذابِهم فاعتادَهُ 

 

والكعبةُ السمراءُ صدرٌ ضاق بالص
نمِ الكبيرِ ولم يطقْ عبَّادَه
ُ

وأنا هناك وقفتُ.. تركضُ داخلي الصحراءُ.. يتلو راهبٌ أورادَه
ُ فإذا الجبالُ السودُ تلمحُ بارقاً 

 

يسري ويقدحُ للضياءِ زنادَه
ُ نورٌ سماويٌّ يشقُّ الليلَ..سب

 

حانَ الذي يهبُ الحياةَ عبادَه
ُ يصغي فؤادي..ثَمَّ ركضُ ولادةٍ

 

يغشى القرى.. فإذا القرى تتنادَهُ ؟
وُلِدَ الهدى".. إيوانُ كسرى تنطفي

 

نيرانه والخوف هز عمادهُ
تتهيأُ الدنيا ويغتسلُ الضحى

 

بالنورِ.. يُطعمُ للرياحِ رمادَهُ 
وُلِدَ الزمانُ وأمُّهُ أُمُّ القرى

 

بالحبِّ تفرش في الضلوعِ مهادَهُ 
شجرُ الضياءِ الآن يكبُرُ..نورُهُ

 

يغشى الدجى ويردُّهُ أغمادَهُ 
تهوي الفؤوسُ عليه..يملأُ عطرُهُ

 

فمَها..فتهدمُ من أرادَ حصادَهُ
وُلِدَ النبيُّ الحبُّ كنتُ أراهُ بال

 

أخلاقِ يُسرجُ للحياةِ جوادَهُ 
الله لقَّنَهُ النبوةَ حكمةً

 

والغارُ أكملَ للهدى إعدادهَ 
جبريلُ ضيفُ الغارِ.. كانَ محمدٌ

 

يقريهِ حكمةَ قلبِهِ ورشادَهُ 
أدنو فتعثرُ في فمي لغةٌ ويس

 

كبُ في دمي القلمُ المحبُّ مدادَهُ 
هذا الكثيرُ على اللغاتِ.. يخونني

 

فيه الكلامُ فلا أفي أبعادَهُ 
هذا الهدى الممتدُّ في أراوحنا

 

بالنور كان محمدٌ ميلادَهُ 
وُلِدَ اليتيمُ أباً لكلِ اليتمِ في الد

 

نيا يخفِّفُ حزنَهُ وسهادَهُ 
هذا الكريمُ يجوعُ..حتى لا يرى

 

بيتاً يجوعُ له يُقدِّمُ زادَهُ 
ويحررُ المظلومَ جاءَ بعدلهِ

 

ويزيح عن أكتافِهِ أصفادَهُ 
وكأنَّ كفَّ الظلمِ لم تبطشْ به

 

يدعو بحبٍّ للهدى جلّادَهُ 
"أحدٌ أحدْ" يشدو بلالُ وعنهُ تس

 

قطُ صخرةٌ تنسي الطغاةَ سوادَهُ 
"أحد أحدْ" وتضيءُ مكةُ..يرفعُ ال

 

بيتُ العتيقُ بنورِها أوتادَهُ 
يتحررُ الطينُ النبيلُ..ويصطفي الر

 

حمنُ مِن ضعفائِها أجنادَهُ 
والعالمُ المدفونُ ينهضُ ملقياً

 

عن ظهرِهِ مَن أدمنوا استعبادَهُ 
عن عرشِهِ سقطَ الطغاةُ كظلمهم

 

ومحمّدُ القرآنُ عدلاً سادَهُ 
وطغاةُ مكةَ وهو فيهم صادقٌ

 

جحدوا هداهُ وصدّقوا حُسَّادَهُ 
(سبحانَ من أسرى) وقلبي صهوة
ٌ

والمسجدُ المطعونُ كان مرادَهُ 
ويؤمُّ كلَّ الأنبياءِ..ضلوعُه

 

حرمٌ وكانت مهجتي سجادَهُ 
(والنجمِ إذ) يهوي..وأحمدُ صاعدٌ

 

واللهُ يفتحُ عرشَهُ وشدادَهُ 
طبقاً على طبقٍ.. أنا معراجُهُ

 

يرقى وأسمعُ روحَهُ وفؤادَهُ 
هم يمكرونَ.. أشمُّ ريحةَ مكرهم

 

والعنكبوتُ تكيدُ قلباً كادَهُ 
الغارُ والصديقُ.. ثَمَّ حمامةٌ

 

وسنابكٌ تقفوهُ كي تقتادَهُ 
وتردُّ هيبتُهُ الخيولَ.. سراقةٌ

 

يدري..فيصرفُ دونهُ أسيادَهُ 
وهناكَ يدَّخرُ الزمانُ مدينةً

 

بالشوقِ تطبخُ للمسافرِ زادَه
ضحكتْ نوافذُها لأكرمِ قادمُ 

 

الله علَّمهُ الطريقَ وقادَهُ
قلبُ المدينةِ يحتفي بقدومِهِ

 

وعيونُ مكةَ لا تطيقُ بعادَهُ 
"بانت سعادُ" فؤادُ مكةَ يشتكي

 

تلك القفارَ متى تردُّ سعادَهُ 
نزلوا.. نزلتُ.. وفي الضلوعِ رواحلٌ

 

كانت تنيخُ به.. وكنتُ عتادَهُ 
مطرُ السلامِ يحلُّ...نهرُ محبةٍ

 

يجري.. أنا أحتاجُ أن أصطادَهُ
وهناك تبتدئُ المدينةُ عمرها

 

والوقت يخلع ذلَّه وفسادَهُ
هذي شوارعها تفوح به.. ودمـ 

 

عُ نسائها يُهدي له إنشادَهُ 
شُرَفُ البُيُوتِ تكادُ تقفزُ.. لا أرى

 

بيتا بها إلا استقلَّ وعادَهُ 
الوقتُ كانَ يمرُّ...أذرفُ مهجةً

 

تهفو إليه فهل يعودُ بلادَهُ 
ويعودُ.. يفرشُ قلبَه بيتاً لمن

 

طعنوا نداهُ وشردوا أولادَهُ 
أرأيتَ جرحاً غيرَ جرحِ محمدٍ

 

يؤوي إليه النازعينَ ضمادَه
وأنا ألوذُ به وأسمعُ حولَهُ

 

الطلقاءَ ظمأى يشربونَ ودادَهُ 
فيهرولونَ إليهِ وحدانيةً

 

للهِ فهو أرادهم وأرادَهُ 
وأنا على عرفاتِ أسقطُ دمعةً

 

وأراهُ يوصي بالهدى أفرادَهُ 
ومضى...أراني الآنَ أشهدُ أمةً

 

ضلَّت خطاهُ وألَّهت أحفادَهُ 
صلى عليكَ اللهُ يا مَنْ كلَّما 
لبَّاهُ إنسانُ ضياءً زادَهُ

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً