الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
في ذكرى ميلاد الفلسطيني غسان كنفاني.. 36 عامًا في المخيم - محمد فايز جاد
الساعة 13:07 (الرأي برس - أدب وثقافة)

 


36 عاما هو عمر الأديب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني، الذي تحل اليوم، 8 أبريل، ذكرى رحيله. ورغم هذه الحياة القصيرة فإن غساني صنع بحياته ما لم يصنعه من عاشوا ضعف عمره.
كنفاني، الذي ولد في 1936 بعكا، استطاع أن يجمع شتات الأدب الفلسطيني، الذي رغم أنه حوى محاولات عديدة، كان الكثير منها جادا للغاية، ومبشرا بأدب جيد، فإنه لم يجد تعريفا واضحا، يميزه عن غيره، حتى جاء كنفاني، الذي صاغ مصطلح أدب المقاومة، في كتابه الشهير "أدب المقاومة في فلسطين المحتلة".

 

هذا الكتاب الذي نشر عام 1967 قدم تصورا، وتقسيما منهجيا للأدب الفلسطيني في الفترة ما بين عامي 1948 و1966، وصاغ، لأول مرة، مصطلح أدب المقاومة.
تكمن أهمية كنفاني في كونه نقل المقاومة من الشعر، الذي يبدو الأصلح لهذه المهمة، إلى الرواية، ناسجا من رواياته ملاحم قادرة على تصوير القضية بالكيفية نفسها التي يستخدمها الشعر، بل وتبدو أحيانا أكثر قوة.

 

ثم ميزة أخرى لصاحب "رجال في الشمس"، وهي أنه لم يجعل من أعماله بكائيات، تصور بطش المحتل، وتبكي على الأرض المفقود، إنما جعل منها أداة نقد، وسوطا يضرب به المتقاعسين والمتخاذلين عن نصرة القضية، كما في إحدى قصص "أرض البرتقال الحزين"، حيث يفاجأ أحد الأثرياء بشاب بائس يقف أمامه، قاطعا عليه تناول حسائه الساخن، ليخبره بأنه ما جاء ليزعجه، وإنما جاء ليلقي إليه بكلمة، هي كلمة لشعب الذي تعرض للخذلان.
 

على خطا رسام الكاركاتير ناجي العلي سار كنفاني، فقدم في رواياته، القصيرة كحياته، لوحات تضع في إطار فريد صورا للشعب المنكوب، وتنأى عن أن تكون قصيدة بكائية، وإنما صوتا يوقظ الغافلين.
في "عائد إلى حيفا" يستخدم كنفاني الحوار بطريقة جيدة للغاية، معبرا عما يجيش بصدره، ولعل أبرز هذه الحوارات هو الحوار مع أسرة الطفل الذي ترك في حيفا، في يد الصهاينة، ليكبر وقد غدا كصهيوني ينكر أبويه.

 

ينكر كنفاني عليهم عدم التمسك بحق العودة، والاستسلام لاستحالة تحقيق حلم الرجوع إلى الوطن.
سمة أخرى تميز بها كنفاني دون غيره من الروائيين جعلت منه أيقونة للأدب الفلسطيني، وهي تصوير حياة المخيمات، ليس فقط الحياة المادية، وما يعانيه العالقون بالمخيمات من ظلم وقهر، وإنما أيضا نفسية ساكن المخيم، أفقد الهوية والوطن، الذي ينبغي عليه أن يقف في صف بائس، فرجة للسياح ووكالات الأنباء.

 

في 1972، وبعد الإعلان عن ضجرهم لمرات عديدة، قرر الصهاينة التخلص من كنافني، وهو لما يبلغ السابعة والثلاثين بعد، ليقوموا بتفخيخ سيارته، التي انفجرت فأودت بحياته هو وابنة شقيقته، ولكن رغم هذا الموت المبكر يظل كنفاني علامة بارزة في تاريخ الأدب، وتاريخ النضال الفلسطيني، الذي ما زال حتى الآن يجاهد للخروج من المخيم.

منقولة من بوابة الأهرام 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً