الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
جلال الأحمدي ... وحيد اً - علوان مهدي الجيلاني
الساعة 12:55 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


مرات كثيرة يزيد التأني حيال موضوع مّا عن حده .. فيخرج ذلك الموضوع من أيدينا... كنت اقلب مجموعتيه " أن أخرج الغابة من صدري " و" شجرة للندم أو أكثر " ..أقرأ بشغف وأنوي الكتابة ثم اقول لنفسي : مزيداً من التأني ، إنها تجربة مختلفة تحتاج إلى أن تكتب عنها وأنت في قمة السلطنة .. اقرأ أكثر وتشبع ..عاشر النصوص واعرفها جيداً .. لكن الزمن أخذنا بعيداً .. أخذتنا الأحداث في دوامتها ، سافر جلال .. وانشغلنا بأهوالنا اليومية .. ثم على استحياء تابعت جلال على الشبكة العنكبوتية تتوالى اصداراته " درج البيت يصعد وحيدا " و " لا يمكنني البكاء مع أحد " وفي كل مرة أتحسر لتأخري عن مواكبة تجربة كتجربة بالكتابة عنها أولا بأول ..
 

 

ليس هذا مجرد كلام يكتب على عواهنه فجلال الاحمدي يقف وحيداً متفرداً في ساحة الإبداع ..إنه مبدع يمتلك لغة مختلفة ويخلق عوالم لا تجارى .. ولديه دائما ما يبهرنا ويجعل طعم الحياة مختلفاً في عيوننا وأرواحنا .. هو شاعرنا الحقيقي الذي نستطيع مباهاة العالم كله يإبداعه .. ثم هو مثقف حقيقي ..قارىء ومتابع للفن في تجلياته المختلفة .. لذلك لا تجده مستهلكاً إنه يتجدد باستمرار 
 

وبعد فهذا مجرد تحفيز لنفسي كي أكتب وأواكب شاعرأ كونياً مثل جلال الأحمدي .. وبهذا الحاصل أدعوكم لمشاركتي الاحتفاء به وأرجو أن تتضمن تعليقاتكم كتابات عنه ونصوصا وصورا له 
----------------

 

 

تريد أن تقول للآخرين:
 

أنا أيضاً مثلكم,
لديّ ذكريات سعيدة.
لكن عليك أولاً
أن تخدع ظلّك,
ومشيتك.
أن تفتح صدرك الصّدئ 
بمنشار,
وتفرغ محتويات قلبك
داخل صندوقٍ آمن.
أن تدخل جلدك في آلة غسيل,
ثمّ تمدّده فوق السّرير,
وتملي عليه رائحة امرأةٍ 
من خيالك المحض.
قبل هذا !
لا تنسى أن تنزع وجهك,
انزعه كما هو..
بجفنيه,
ودموعه,
واطبخه على مهلٍ,
حتّى تختفي تماماً نظرتُكَ القديمة.
لا بأس..
يمكنكَ أن تفعل كلّ هذا,
وأكثر,
لكن عليكَ أولاً..
أن تجرب مذاقَ حزن امرأةٍ , تُحبّك,
ويكسرها,
أن تبات أوجاعكَ الصغيرة جائعة,
وهي منذ الأبد
تصلّي,
و تهيئ دموعها,
طُعماً,
من أجل ذلك. 
-------------------

 

 

إنّها تمطر الآن...
 

يد واحدة
تفتح مظلة!
أم تمسح الدموع!
يدي الأخرى.. تلك التي تكتب رسائلي إليكِ
دفنتها بين دفتيّ كتاب،
ستزهر لأجلكِ..
ولو بعد حين.
--------------

 

خسرت كل شيء
حتى نعمة اليأس!
والآن.. على قلبي أن يموت،
ويتفسخ
لأستدل على دمعة.
على يدي أن تمكث ألف شتاء، 
وحيدة
تحت رحمة اسمها
لتقبض على البرد من جديد.
وعلى قدمي أن تصمد
وأن تمضي في الحقول،
وأن تقطع!!!
كما تقطع السكين
الأمل
لأجل غيرها.
-----------

 

أريد الغابة 
والذئب الذي مات هناك البارحة,
أريد البحر
والمناديل التي لوّحت ,
أريد الأرصفة تعبة وحزينة
والأشقياء الذين أوجعوا بدموعهم اللّيل,
دموعهم تحديداً,
أريدها,
اللغة..أيضاً
والقصائد التي صادف أنّها توابيت,
أريد الحمّى
وعيون الأمهات,
تعب القطارات,
وعوادم الذّكرى,
السّجائر,
أعقاب السّجائر,
دخانها وسعالها المزمن,
أريد شعلتها أن تستقرّ بقلبي,
أريد الشّجرة,
والفأس,
والحطّاب,
غفوة الحطأب ...
أريد الوردة,
الفرح الذي لأجله قُطفت ,
والتّجاهل,
أو النّسيان الذي بسببه 
ستموت.
...

 

أريد كلّ هذه الأشياء
الآن
معاً..
أن تملأ فراغ يدكِ
المريض
في سريري.

 

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً