الاربعاء 25 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
بنت الجبل - حميد عقبي
الساعة 11:39 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

يسود الهلع في قرية بنت الجبل التهامية بعد سماع صوت إنفجار ضخم، تحولت إلى رمادٍ، سرعان مابعثرته الرياح، سارع الموج بمد يديه إليها، سحبها لعمق البحر، النساء يندبن ويصرخن، الأطفال يرتعدون من الخوف، يسارع رجال القرية إلى بيت العاقل لعقد إجتماع عاجل، حالة الطورئ والإستنفار، فقيه المسجد يصعد إلى المئذنة لقرائة سورة ياسين لكن الصراخ والعويل يأتي من كل بيتٍ فلا أحد يستطيع فهم صوت الفقيه المتعب.
في مجلس القرية تتعالى الأصوت المنددة
ـــ ليتهم قصفونا جميعاً وتركوها
ـــ لا يعلمون أنها من بقية كرامة ولي الله الصالح أحمد بن عجيل
ـــ فيها تسكن عشرة قبائل من عباد الله الجن منذ سبعمائة سنة يعلم الله كيف ستكون حياتنا الآن.
ـــ والله كارثة على كل الناس من البحر إلى الجبل، لو غضبت قبائل الجن ستسلط شرارهم وسنعود لهم عبيداً
ــ يا ناس بنت الجبل هي سد ياجوج وماجوج خلاص هذه من علامات يوم القيامة..رحمتك بنا يا رب من الفتن
يحاول العاقل تهدئتهم ولكنه يفشل فهو أيضاً يرتعد من الخوف والإرتباك
أحدهم : قصفوها بصاروح من السماء كان لن ذنباً ملتهباً كذنب الشيطان الرجيم
رد الآخر: أنا كنت قرب الساحل قصفوها بقذيفة من البحر
يصرخ الثالث : المهم هلكنا كلنا وعيالنا..يجب أن نترك القرية حالاً، الجن سينقمون منا شر إنتقام.
يوافقه البعض ويعلنون نية ترك كل شيء والهرب سريعاً، لا يملك العاقل حلاً وربما تضغط عليه زوجته 
وتدفعه للرحيل فالأرض ستصبح جرداء، ستموت المواشي ولن يجرؤ أحداً أن يقترب من البحر فهذا سيكون إنتحاراً مهلكاً.
أحدهم يحاول فهم ماحدث، يفكر بصوت مسموع : ربما حسبوها مستودع أسلحة أو قاعدة عسكرية، نحن قرية مسالمة نزرع ونحصد ذرة وشعير ونصيد مايسهل به الله من البحر ونربي على البر الدجاج والماعز  ..لا لنا في السياسة ولا من يكون رئيس 
يكمل رجل ثاني :

كانت ملكية ولم يأتي إلينا منها ريال وأحد ثم قالوا جمهورية لم يزور قريتنا لا رئيس ولا وزير ولا محافظ..أصلاً قريتنا ليست موجودة في خارطتهم..لا مدرسة ولا مستوصف
يقاطعه رجل ثالث :

تكفلت بنا بنت الجبل بركة وكرامة اولياء الله وكنا شاكرين الله على هذه النعمة، عند بنت الجبل دواء من كل داء للناس والدواب وكان يأتيها لها الزوار من كل فج عميق.
يرد العاقل متحسراً :

صدقتم فيها شفاء من كل داء والدعوة عندها مستجابة، بلدنا سهل وساحل مافيها جبل يمسك الأرض من الزلازل والطوفان والريح، فمر ولي من أولياء الله وزار القرية فوجد المرض والتعاسة والجن ترهق الناس فدعاء الله ومد يده فقبض قبضة من جبال الله وركزها جنب البحر وحبس فيها كل قبائل الجن، من يومها ونحن نعيش في سلام وهذا يوم خراب الديار، قصفوها يحسبونها تل أو صخرة كبيرة، هذه بنت الجبل هدية الله وأوليائه للناس كافة.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً