- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- تقرير بحثي يحصر الأضرار الاقتصادية للسيول في اليمن
- المبعوث الأممي يتهم الحوثي بتهديد الملاحة وإعاقة جهود السلام
- مقتل طالبتين وإصابة 14 أخريات في انفجار قاعدة عسكرية حوثية في تعز
- فساد الحوثي.. تغريم مواطن مبلغ باهض والسبب!
- طبيب الأسنان مأمون الدلالي ينال درجة الماجستير من جامعة العلوم والتكنولوجيا
- قرية "الوعل" مسلسل درامي يعرض في رمضان
- الجالية اليمنية في مصر ترفض تعيينات السفير بحاح هيئة إدارية ورقابية دون إجراء انتخابات
- سفير اليمن لدى اليابان يبحث مع مسئولي شركة ميتسوبيشي سبل تعزيز الشراكة التجارية
- مبادرة استعادة ترحب بقرارات محكمة الأموال العامة بإدانة عدد من البنوك اليمنية
- مبادرة استعادة تكشف عن عدد من شركات الصرافة الحوثية ضمن الشبكة المالية الإيرانية
في طريقي إلى معرض سبأ القوسي, المعنون "أطلق سراحك منك" والذي استمر لمدة خمسة أيام, جمعتني الصدفة برجل صنعاني, في منتصف الخمسين من عمره تقريباً, كان ذاهباً للتحرير. حدثني عن تجربته الطويلة في الحياة والتي يمكن اختصارها بكلمة واحدة هي السفر. قال بأنه عاصر حصار السبعين يوماً وهو طفل, ثم حكى عن وظيفته في طيران اليمنية التي أتاحت له زيارة أكثر من عشرين بلداً حول العالم. تجربة السفر التي قال بأنها يمكن أن تحل محل القراءة؛ لأن في السفر سبع فوائد منها تلقي المعرفة. وبهذا الوعي الذي اكتسبه من خلال السفر علّم أبناءه وبناته في كليات الطب واللغات والطيران.
وإذا كان في السفر دروساً وعلاجاً لكثير من مشاكل اليمن ففي الفن التشكيلي حلاً آخر مضاف وربما أهم. مثل هذا الدرس يمكن استيعابه من خلال تجربة سبأ القوسي التي استطاعت الألوان تحريرها, وهي بذلك تقترح وتدعوا الجميع أن يحذوا حذوها من خلال العنوان اللافت لمعرضها, وكأن التحرر يبدأ من خلال الأفراد, لكنه لا يكتمل إلا بالانعتاق الجماعي.
سبأ فتاة درست الألمانية ودرّستها كمهنة, لكنها تتنفس الألوان كهواية. ومن خلال هذه الهواية تُقدم لمن يعشق الرسم درساً عن إمكانية العودة إلى فطرة الفن وطفولة اللعب بالألوان وتجاوز الدراسة الأكاديمية للفن التشكيلي لكن مع عدم الاستغناء عنها. أما الدرس الأهم في تجربتها التشكيلية فتقدمه لليمنيين جميعاً وتقول من خلاله أن بوسع الفن تحريرنا من قمقم السياسة مثلما استطاع إطلاق سراحها من ضيق أفق القبيلة إلى فضاء المدنية.
أن يحطم المرء قيوده وينطلق نحو الفضاءات الرحبة التي بوسعها توحيد الكل, تجربة ليست فريدة فقد سبقها غيرها ومنهم والدها – عبدالرحمن القوسي - الذي منحه السفر والانتماء للقومية إطاراً أوسع للخروج من حيّز القبيلة. وفي حالة سبأ يمكن القول أن وراء كل فتاة عظيمة أب عظيم يقف معها ويشد موهبتها بالتشجيع.
سلطة القبيلة ليست من الضعف بحيث يسهل على أصحابها التحرر منها أو التخلي عنها نهائياً وطواعية, فلابد من سيادة سلطة الدولة المدنية, كبديل مقنع لتكون المظلة الوحيدة التي يحتمي بها الجميع.
التجربة الفردية لسبأ, ولغيرها من الرسامين والأدباء والكتاب من محافظة واحدة هي ذمار, دليل على إمكانية تحوّل التجارب الفردية إلى حل لجميع مشاكل الوطن, إذا ما أخرجتها رعاية الدولة من طور الحالات الفردية إلى الفضاء الجمعي.
لم أرَ في اللوحات ألواناً ومضامين تخدم عنوان المعرض فقط, بل رأيت فيها عنواناً أشمل وأوسع, حيث يمكن للألوان المتنافرة أن تأتلف في لوحة وللتعددية القبلية والسياسية أن تختلف ضمن إطار وطن.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر