الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
قراءة في كتاب.. 25 قاصاُ وقاصة في نادي السرد التونسي - سمير مجيد البياتي
الساعة 13:37 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

في البدء أود أن أرحب بكافة الحضور وعلى رأسهم رئيس جمعية أبن عرفة الثقافية متمثلة بالشاعر التونسي الكبير سوف عبيد الذي فتح ذراعيه ليحتضن الجميع بكل حب وود ، وشكراً للأديب مصطفى المدائني رئيس جمعية نادي السرد في نشاطه الأول، وعلى اتاحته لنا في تدشين وتأثيث محاضرة حول كتاب بعنوان:( 25 قاصاً وقاصة) مشاركة مع الناقد والقاص اليمني محمد محسن الحوثي على تسليط الضوء والتعريف بتلك التجربة القصصية التي كانت بادرة شخصية مشتركة متمثلة بالقاصة انتصار السري والفنان سمير مجيد البياتي، بأن نقوم بتوثيق ذلك الجهد الذي بذل في عالم السرد ولإبداع الذي كان مؤثراً في نفوس تلك الأقلام المبدعة التي لا تجد لها المساحة الواسعة للنشر المتمثلة بالصحف والمجلات .
 

 

حيث كنا نجتمع كل يوم أربعاء من كل اسبوع في نادي القصة الـ مقه ولمدة ثلاث ساعات أو ما يزيد، نقدم ما لدينا من إبداع، يطوف ما بين رحاب القصة والشعر واللون والموسيقى وكانت تتخللها انامل العود وهي تشدو بأعذب الألحان. وكان الحضور يعتبره يوماً مقدساً لأنه المتنفس الوحيد والممتع للمتابعة والتواصل مع ثقافات متنوعة حيث كان يشرف على ذلك النادي القاص والروائي (محمد الغربي عمران) الحاصل على الجائزة الأولى في مسابقة الطيب صالح العالمية  عام2012 عن روايته (ظلمة يائيل)، ونائبه القاص (زيد الفقيه) اللذان كان لهما الدور الكبير في إعطاء وتقييم الأعمال الأدبية الشابة في مجال القصة بالنقد والتحليل وكان ثالثهم الأديب والناقد الدكتور (إبراهيم أبو طالب) الذي لعب دوراً كبيراً بتقديم الدراسات والمقاربات وبعض المحاضرات واقامة ورش لغوية لتقويم القاص أو القاصة بتعريف لغتنا العربية والدخول بين ثناياها، كان رجلا بشوشاً طيب القلب والسريرة، حيث استفاد منه أغلب الأدباء والشباب ومنهم كاتب هذه السطور، لا يتوانى بتقديم النصائح والإرشادات بكل حب وتقدير.
 

 

إذن كان لكل فرداً من أفراد نادي القصة ال مقه التأثير والتأثر، وكنا نشارك معهم بكل صدق وبجو عائلي حميم، أن ذلك النادي له الفضل الأول في تنشئتي وعلى يديهم احببت الحرف والكلمة ومعهم أنطلق لساني يقول الشعر ويكتب القصة، وأتممت القراءات النقدية التشكيلية، وكان هناك التفاعل المشترك ما بين (اللون والكلمة)، ما بين (الحدث والرؤيا)، إذن من هذه الاجواء ومن تلك النفوس الطيبة الطاهرة خرج هذا الكتاب القصصي الجامع لـ (25 قاصاً وقاصه).
 

حيث تم طرح الفكرة على أعضاء النادي وشرح المدلولات والغاية منها وتفاعل معنا الجميع،
وقد خصصنا لكل قاص أو قاصة عشرة صفحات منها صفحة رسم (بورتريه للقاص أو القاصة)، والثانية عرض إصدارات كتبه، والثالثة السيرة الذاتية، وباقي الصفحات الـسبعة عليه أن يقدم أجمل ما كتب، وتم الاتفاق على تلك الفكرة ، وعلى تمويل ميزانية طباعة الكتاب من قبل المشتركين وتوزيع النسخ بالتساوي فيما بيننا.

 

تم جمع النصوص من قبل القاصة انتصار السري وأنا قمت بتصميم الغلاف ورسم بورتريهات المشاركين وتصميم النتاج الأدبي. إضافة لذلك شاركت معهم بثلاث قصص وهي بعناوين:(رحلة إلى المجهول) و(العاب نارية .. وما بينهما) و(...).
 

 

 جمعنا نتاجنا وذهبنا به إلى الدكتور عبد العزيز المقالح ليقرا ويقيم لنا ذلك النتاج الأدبي من النصوص وكي نسمع ونقرا ما اجتهدنا به. فكتب يقول في مقدمة الكتاب:
(لن أحدثكم في هذا التقديم عن هذه المجموعة القصصية الباذخة التي تجمع نماذج لخمسة وعشرين قاصاً وقاصة في كتاب واحد. ساترك لكم الحديث عنها بعد أن تقرؤها مثلي بمتعة واندهاش. أقول لن أحدثكم عن هذه القصص ولا عن الفوارق أو المفارقات التي تقوم بينها من ناحية لغوية أو فنية، ولكني سأحدثكم عن الشعور الذي رافقني في أثناء قراءتي لهذه المجموعة الجامعة، وهو شعور يجمع بين الفرح والاعتزاز فرح بهذا العدد من القاصين والقاصات، واعتزاز بما وصل إليه فن القصة القصيرة في بلادنا من الارتقاء واقتحام عالم الجديد الخالص بعد سنوات من الجدب وسنوات من التقليد والمحاكاة وما فرضته وتفرضه جدلية الحياة من ضرورة استيعاب الأشكال الجديدة في الكتابة الإبداعية بكل أنواعها....) وفي مقطع أخر يقول المقالح:

 

(وفي ختام هذه الإشارات لا أنسى أن أرحب بضيف المجموعة الشاعر الفنان سمير البياتي، وكذلك القاص والروائي السوداني الحسن محمد سعيد اللذان يؤكدان بحضورهما وحدة الإبداع العربي وتقارب المؤثرات بل وتجانسها في الأدب والفنون. كما لا أنسى الإشادة بمن كان له أو لهم، حرية اختيار هذه النماذج البديعة من القصة القصيرة، وإعدادها للنشر في دلالة لن تغيب عن ذهن القارئ بما تشير إليه من أهمية الوحدة في التنوع والتقارب في الاختلاف).
 

ثم جاء دور الدكتور إبراهيم أبو طالب الذي بذل مجهوداً كبيراً بأن قام بقراءة وتحليل كافة النصوص بمنهجية ودراسة أكاديمية معبرا عن عمق أدراكه وقوه ملاحظة النقدية لكل قاصاً وقاصة في فن أدب السرد حيث قال:
(هذه تجربة فريدة تظهر أصواتاً قصصية متنوعة، تعبر عن روح الفريق في ورشة سرد أو عرض قصصي يقدم خمسة وعشرين قاصة وقاصاً في نوع مختلف من الاختيارات التي تحكي عن تجارب أصحابها بدون ادعاء أو زخرفة أو تنميق متكلف، بل هي أشبه بباقة مقتطفة من بساتين أصحابها المختلفة الألوان والرائحة، لتكون شاهداً على عينة من المشهد السردي الحديث في اليمن).

 

 

وفي فقرة أخرى يقول أبو طالب: (وتعد هذه المجموعة المختارة لعدد من الأصوات اليمنية الشابة وللأخرى من الأصوات الناضجة ذات الخبرة ولصوتين عربيين الأول من السودان الشقيق ممثلاً في القاص والروائي الحسن محمد سعيد، والأخر من العراق هو الأديب الفنان التشكيلي سمير مجيد البياتي، تعد من أهم نتاجات التثاقف واللقاء الأربعائي لنادي القصة اليمنية- إل مقه ومنه جاءت فكرة هذه المجموعة، وتم رصدها وجمعها وترتيبها وطبعها، ولذا يبرز في هذا الجهد، وهذا اللقاء السردي الإبداعي نوع من الإبداع الجماعي، والتفكير المثمر، والمشاريع المعبرة عن أهمية اللقاءات الإبداعية وجدواها، والورش السردية ومغزاها، حيث تتحول إلى عطاء وتتجسد في كتاب للقارئ).
 

 

وأخيرا نود التذكير بأسماء المؤثثين لهذا الكتاب:
 

1اسماء المصري 2 الحسن محمد سعيد 3-انتصار السري 4 بشير زندال 5 حامد الفقيه 6حفصة مجلي 7 ريا أحمد 8 زيد الفقيه 9 سامي الشاطبي 10 سلوى الكحلاني 11 سماء الصباحي 12 سمير مجيد البياتي 13 سيرين حسن 14 عبد الله عباس الارياني  15 عفاف شملان 16 علي القوطاري 17 محاسن الحوثي 18 محمد محسن الحوثي 19 محمد الغربي عمران 20 محمد الغرباتي 21 منير طلال 22 نبيلة الشيخ  23 نجاة باحكيم 24 ياسر عبد الباقي 25 ياسمين الجميلي.
وبهذا نسدل ثلاثمئة وستون صفحة من صفحات الـ (25 قاصاً وقاصة) التي قد كتبت، ونفتح نافذة أخرى لصفحات، وأقلام، وبوح جديد.


 5 مارس 2016
تونس.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً