- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
في جولة شارع عشرين مع تقاطع شارع هائل، كانت الأصوات تتعالى والأكتاف تتزاحم في ذلك المطعم والإستراحة المفتوحة التي كانت تحت لافتة ( مطعم وإستراحة الطيار ) ، الشمس تعلن قرصها الأحمر الذي يزين السماء ومكبرات أذان المغرب تنادي للناس أن هلموا لوقت الإذعان .
مع شقيقه الأكبر خالد ، كان يذهب رائد لأداء صلاة المغرب في جامع الحي المجاور ، ليغادرا خلسةً بعد الصلاة عن عيون أستاذ تحفيظ القرآن الكريم ، مسرعين ومهرولين نحو تلك الإستراحة ليندمجا مع تلك الحشود المُتَرقِبة للحدث اليومي المهم عبر شاشة قناة صنعاء الأرضية حيث لم تكن قد أُفتتحت القناة الفضائية بعد .
الشارع في تلك اللحظة كان أشبه بساعات إفطار رمضان ، حيث أن الجميع وخصوصاً الأطفال والشباب حريص على عودته للمنزل في تلك الأثناء ، لينعموا بلحظاتٍ سعيدة وممتعة .
همهمات الجالسين وأصوات أكواب الشاي المنبعثة مع دخاخين خبز الطاوة وصراخ المحاسب من جوار الباب ( باشر الشباب ، ودَخِّل الباقيين للحوش الثاني ) ، هذه الأصوات شكلت كللها إيقاعات إنتظار جميلة أشبه بتباشير العيد ، لكنها كانت في نفس الأخوين لحظات نبضٍ متوترة ، ودقات ثوانٍ تمر سريعاً باتجاه الصلاة التالية .
بعد كل هذا الإستعداد عمَّ ذهول وسكونٌ مطبق على المدينة بنفس اللحظة التي كان يقول فيها المذيع frown رمز تعبيري أعزائي المشاهدين ، وهكذا يطلق الحكم صافرته لتبدأ الأقدام بالكلام .... ) .
إثارة ، تشويق ، حماس ، تنافس ، ومن ثم تصفيق حار وابتسامة ساخرة تزين المكان ، عيون الجميع نحو الشاشة وعيون الأخوين باتجاه عقارب الساعة ، ليتحدثان بعيونهما ويُعبِران عن سعادتهما اللحظية ، وليُفهم أحدهما الآخر بالبدء في صياغة فكرة لتقديم عذر التأخير إن دعيا للإستجواب الذي يسبق العقاب .
وبصوت مدوي كقبقبة الرعد تقطع شتات الأفكار ، ياااااالله جميلة جداً هذه التسديدة التي تصدى لها الحارس ببراعة ، جملة فنية وجماعية تُعبر عن نضج كروي مبكر لدى هؤلاء الشباب .. هكذا قال المذيع .
صوتٌ من الخلف يصرخ من خلف تلك النظارة الرسمية وربطة الرأس اليمنية الأنيقة بالشال الحرازي الجميل ، وبهندام يوحي بمكانة صاحبه الإجتماعية والعلمية ( اللي في الأمام لو سمحتم إجلسوا ، كلنا نشتي نشوف ) .
في بوابة الإستراحة يسأل أحد البائعين المفترشين للرصيف : ليش الشارع فاضي كل يوم بهذي الساعة يا جماعة الخير ! والمطعم زحمة ؟
لم يجبه أحد غير صراخ المشاهدين وصافرة الحكم الطويلة والقوية ، وصوت المذيع جوووووول ، يااااااااااااااالها من ركلة مذهلة مزقت شباك المرمى ، إنها الركلة السريعة والشهيرة .
هتفت رابطة المشجعين باسم فريقهم ، وبثوا فيهم الحماس تتقدمهم فتاة متحمسة جداً لفوز نجمها ونجم محبيه ..
لم يتمالك نفسه من الفرح ولم يصدق عينيه أن الكرة التي سددها تجاوزت خط المرمى وذراعي الحارس الذي لا يُقهر رعد ، وغيرت نتيجة المبارة ليتقدم فريقه .. التفت إلى السماء نحو السحب التي كان يتوارى خلفها حديث مدربه فواز عندما كان يدربه لساعات طويلة ويقول له : ( لا تستسلم ، كن واثقاً مما تقوم به ، كأس العالم ينتظرك في البرازيل يا ماجد ) .. أطرق برأسه نحو قدمه التي يعاني منها بإصابة بالغة وهو يضغط على فكه الأسفل ليستلهم منه الإصرار ، ثم أخذ يحملق في عيون رفاقه الذين يشاركونه فرحة النصر وعناء الماضي عمر وناصر وبشار وأحبته الذين غيبهم السفر هذا الموسم ، أمثال الحارس الفذ وليد في ألمانيا ، ورفيق دربه وعمره ياسين الذي انتقل مع والده إلى إيطاليا .. ثم قال مخاطباً ياسين وهو مغمضاً عينيه تكاد تنهمر منهما دموع الشوق والحنين .. ليتك يا صديقي كنت معي في هذه المباراة .
في مدرجات الملعب يجلس اللاعب العملاق حسن والأخوان شوقي المبهران بحركاتهما البهلوانية ، إلى جوار المتزن ذو القلب المتألم مازن ، كان الكابتن ماجد وبابتسامته الساحره يتلقى التحية من كل هؤلاء الجمهور في داخل الشاشة وخارجها ، حتى أن منافسه اللدود بسام كان يشتاط غضباً حين يسمع كل هذه التحايا موجهة لفريق المجد دون فريقه .. فيصبُّ جام غضبه وحماسه نحو مأمون ورفاقه ، ويرعد كصوت السحاب ليمنح زملاءه التحدي والقوة التي كانوا يستلهمونا من تشميرته وتكشيرته .
توقفت الأنفاس في الأرجاء لمدة نصف ساعة ، وتعطلت الحركة في الشوارع إلا من حركة بسيطة كحركة القطط الضالة ، في نفس اللحظة التي ارتفع فيها صوت مآذن صنعاء العتيقة والياجورية معلنةً صلاة العشاء ، حيث يستجيب للنداء من يسمعه ، أما في حالة الأخوين رائد وخالد فإن حقيقة النداء لم تكن تعنيهم في قرارتهم ، لأنهم مغرمون ببراعة الأسلوب التربوي للمخرج الياباني ، أكثر من براعة أسلوب الأستاذ المُلقن لحروف القران المجردة من مضمونها الحياتي ، كانوا هنا يهيمون بوجدانهم مع متعة الخيال ، وقيم الإنسانية ، ومشاعر الحب النقي والبرئ ، والوفاء للمدرب والصديق ، والعزيمة في تحقيق الأهداف والغايات ، مستمتعين بانسجام السيناريو مع الصورة والحوار في تناغم منساب مع معانٍ كاد المجتمع أن يفقدها تماماً منذ أن برز للمشهد أبطال الديجتال.
وفجأة وإثر تمريرةٍ خاطفة مررها مأمون للكابتن بسام الذي كان يتمركز بالقرب من منطقة مرمى الخصم ، قام برفع رجله إلى الأعلى وبشكل هوائي بتتفيذ ركلة النمر الشهيرة التي تدرب عليها لأيام قاسية على شاطئ البحر الهادر بأمواجه ، والزاخر بعبره ودروسه ..
كانت الكرة تتجه باتجاه حارس المرمى كصاروخٍ يجتث مدينة ، صرخ الجميع لااااااااااا.. عندها أعلنت أغنية الشارة إنتهاء الحلقة .
.
..
...
بعد ثلاث أيام شوهد خالد قاعداً في حلقة التحفيظ مقابل عصا الأستاذ الخضراء ذو التأثير الأسود ، وتزين وجهه لصقة جراح حول عينه وسنٌ مكسورة .
ولم تمض سوى عدة أشهر حتى ضرب صنعاء صاروخ اسكود قادماً من عدن .. ظن بعض الصغار وعلى رأسهم رائد أنها من تأثير ركلة بسام .
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر