الخميس 28 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
تجديف - ياسين البكالي
الساعة 16:46 (الرأي برس - أدب وثقافة)


يُحرِجُنيْ هذا الوطنُ المُستَلْقِي
فوقَ كتابي
كصبيٍّ مقهورْ

 

دندنةً في وجهِ اليأسِ 
غدتْ أحلامي
وبقايا أشباحِ الليل تَحُكُّ ظفائِرَها
في وجهي

 

هَمَّ بأن يتغَشّاني بالرحمةِ قلبي
لولا ما أبقَتْهُ عصافيرُ النجوى
في جوفي من نورْ

 

ها أنتَ على عُكّازِكَ تتمَشّى يا أملي
وأنا أجري خلفكَ
كالمذعورْ

 

سبحانَ غيابَكَ يا أبتي
كنتُ أُضيءُ به صدرَ الغُربةِ
يوميّاً
ما زلتُ به ازدادُ حضورْ

 

لا بسمةُ صبرٍ في شفتي
أمنحُها لرُعاةِ الفوضى
لا ريحٌ أُخرى 

 

تأتي من شرقِ ظنوني
لِتطيرَ بهذا الوطنِ المكسورْ
تتقافزُ بينَ يديَّ الألفاظُ
فأخرجُ كالمُستثنى من صفحةِ أفراحي
أدخُلُ ذاكرتي

 

أخرجُ منها كالعادةِ
من دونِ شعورْ
بي وطنٌ يسجُدُ للسهوِّ أُلوفاً
بي منفىً يتربعُ فوقَ عروشِ الكُرْهِ
ويقتادُ البُشرى 

 

لطريقٍ أكلَ الخوفُ أصابعَها
بي منفىً
يترَبّصُ بالضحكةِ مُنذُ شهورْ
أنشأني اللهُ سؤالاً 

 

يتغمّدُ ألسنةَ الشكوى بالصبرِ
على مضضٍ أُحرقُ آهاتي الممتدّةَ
من ذاكرتي 
حنى آخر يأسٍ من إعلانِ الدستورْ
وطني مُكتضٌّ بالحُمّى الليليةِ
مُتّسخٌ بالأشباهِ الدينيةِ 
في الطرقاتِ

 

توزّعُ أشلاءَ ضحاياها للحُورْ
قمرٌ أغفى فوقَ ذراع.ِ اللحظة
وجعٌ يتمشّى 
في ذهنِ أمانينا ويدورْ

 

هل كان كما يجبُ الآنَ وقوفي ؟
حتى هذا المنفى
أحتاجُ لكي أدخُلَهُ إذن عبورْ
مُنذُ عراكٍ شبَّ على ناقةِ صالح
ومدينتُنا تقفزُ 

 

فوقَ شبابيكِ سلامٍ مسعور !
وقبائلُنا
تستنسِخُ أبطالاً مشغولينَ 
لكي يحموا الأسوارَ بِدكِّ السورْ
ِ

 

لا حيَّ على موتٍ 
يتسلّلُ كالخيبةِ ما بين الأحزانْ
لا حيَّ على موتٍ
تكتضُّ صحونُ تجاربِه فينا بالفئران

 

لا حيَّ على هذا الآتي بصُراخٍ
لخِداعِ الجمهورْ
حيّ.َ على وطنٍ
يتقاسمَهُ الناسُ رغيفاً
يحملُهُ الأطفالُ صباحاً
باقاتِ زهورْ
....

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً