الخميس 28 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
إحتفاء مؤجل - عبدالرحمن دغار
الساعة 18:23 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

سأحتفي ذات ربيع قادم بعينيك.
بلحظة البداية ومفتتح اللانهاية .

 

سأحتفي بأغاني العطر التي لم تفارق مسامع القلب وعبير  الحروف الذي أسكرني حد الثمالة.
سأحتفي بالمطر الذي أنقذني ذات جفاف حين كنت على وشك الذبول.
بالضوء الذي غسل كل غبار العتمة وأعاد للروح ضوء صباحها الممتلئ بالبهاء.
بالمدينة التي تحتضن ذاتك وتمنحني تاريخها وجمالها في تراتيل بوحك الصوفي.
بموسيقاك العذب الذي يحلق بنا في عالم لم يصل إليه أحد حتى اﻵن سوانا.

 

سأحتفي بأناملك التي تحترف العزف على قلبي كل ما نبض بالحب.
وبعينيك المضيئات كصباح نقي الملامح .
بصوتك الملائكي حين يهطل بوحا كأغاني فيروز وأم كلثوم.
بأناقة ملامحك وشموخ روحك وطفولة تصرفاتك وبراءتك وعنادك الرقيق وغضبك المفتعل الذي تفضحه ضحكاتك المليئة بالمطبات.

 

سأحتفي بهدوءك ومشاغباتك بجنونك ورزانتك بنظرياتك الحالمة وخيالك المنطقي .
بنظراتك إلى السماء وأنت تلوح بكفك نحو اﻷرض وفي كل اﻹتجاهات شارحا لي شيئا ما قاصدا إقناعي.
بالمناسبة هذا المشهد أكثر ما يعجبني فيك .

 

سأحتفي بالقراءة وأنت تصغي لي وبالروايات التي أثرت كثيرا فيك. بالشعر الذي تردده دائما بدون وعي وبالعبارات التي تكتبها كلما أمسكت قلما وورقة .

سأحتفي بالغريب وإمرأة في الثلاثين وطوق الياسمين والنبي وحديث القمر ودموع على سفوح المجد وليل تشيلي وملائكة وشياطين واﻷخوة كارمازوف والشيخ والبحر وقواعد العشق اﻷربعين وهملت وأحببتك أكثر مما ينبغي و فلتغفري  وذاكرة الجسد وعابر سرير والرهينة وصنعائي وووو...
سأحتفي بأحديثك الكبيرة وأفكارك العبقرية وبلحظاتك الوجدانية التي تهذي فيها بأخلص مشاعرك وأنت تتنزه في أماكنك الهادئة والمفضلة بالنسبة لك .
في تلك اللحظات تتجلى روحانيتك ووجدانك وعلاقتك الحميمية باللغة والحب والجمال.
لكنك تظلمها حين تسميها مجرد ثرثرات.

سأحتفي معك بك.

بك أنت الذي أوحي به إلى قلبي فكان نعم الرسول.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً