الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
التعالي النصي الشعري لديوان أوراق خريفي.....أزهرت - الدكتور محمد ازلماط
الساعة 18:12 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


تقديـــم
 

تحاول هذه الدراسة ملاحظة وتتبع مراحل تعال النصي للنص وهو كل ما يجعل النص في تعالق ظاهري أو ضمني مع نصوص أخرى ، وإبراز القيم الجمالية والفنية التي تشكل النصوص الشعرية في وعي ثقافي الذي أخذت تتراجع فيه الأجناس الأدبية وحلت محلها النصوص التي رفضت التجنيس الأدبي وقامت بخرق التجنيس وأصبحت الأجناس متفاعلة في ما بينها ومندمجة ومتداخلة تبلورها الأدبية أو الشاعرية عبر مجموعة من الآليات التي حددها النقد.
 

وتنطوي العلاقة بين النصوص الشعرية والمناهج النقدية على قدر كبير من جذب وتغيير وتخييب وتوتر وتعقيد، ليس فقط لكونها علاقة حركية وجدلية وتفاعلية مضبوططة بقدر كبير من الآليات وتحليلات وتفسيرات التي لا فكاك لها أو لأنها لها صلة تاريخية تمتد في أغوار العصر الجاهلي، وتتجلى عبر الحقب التاريخية التي تتسم بخصوصيات تميزها وتنفرد بها متجلية بالتجديد، ولكن أيضا لها علاقة تفاعلية بين الثقافات المتعددة الجنسيات، وعلى هذا الأساس تتشكل على جدلية القبول والرفض، وجدلية الحوار والصراع وجدلية التوافق والمفارقة.
 

وأمام هذه الجدلية ظهر طرح الاشكاليات من منظور التفاعل والتثاقف بين النصوص الشعرية والناهج النقدية في مرحلة الحداثة وما بعد الحداثة اللتان تولدتا منهما بديل ثالث يكمن في الحداثة الحوارية القائمة على ثلاثية المحاور المتمثلة في الثقافة والمعلوميات والتواصل حيث من خلالها يمكن إدراك النص الشعري والتلقي في علاقة تفاعلية وبينية لبناء رؤية للعالم عميقة وكلية ومنصهرة في العلائق التي تكون شبكة عنكبوتية تؤلف عناصرها على ضوء خلفيات فكرية وفنية وجمالية لتميزه عن اللانص الذي "يذوب في المدلول اللغوي ولا ينظر إليه إلا من هذه الزاوية، أما النص فإنه يتمتع بخاصية إضافية أي بتنظيم فريد يعزله عن اللانص الحكم والأمثال (والومضات الشعرية) و (شعر الأحاسيس) و (الخواطر) لها صياغة تميزها عن غيرها من الأقوال التي لا تعتبر نصوصا هذا لا يعني أن اللانص ليس له تنظيم، إلا أنه تنظيم لغوي ولا يستشف منه و – بخلاف النص – أي مدلول ثقافي" (1).
 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)    عبد الفتاح كليطو: الادب والغرابة دراسة بنيوية في الأدب العربي بتصرف ص 25.
فالنص بناء ثقافي يتركب من علامات سيميائية وأشكال هندسية متآلفة فيما بينها في نسق يحتمل تعدد المعاني انطلاقا من سياقه، ويتأسس على الوظيفة التعبيرية والاخبارية والجمالية والانفعالية، فالنص "جهاز عبر لساني يعيد توزيع نظام اللسان بواسطة الربط بين كلام تواصلي يهدف إلى الاخبار المباشر وبين أنماط عديدة من الملفوظات السابقة عليه والمتزامنة معه، فالنص اذن انتاجية وهو ما يعني:

 

أ‌-    ان علاقته باللسان الذي يتموقع داخله هي علاقة إعادة توزيع (صادمة بناءة) ولذلك فهو قابل للتناول عن المقولات المنطقية لا عبر المقولات اللسانية الخالصة.
ب‌-    نهت رحال للنصوص وتداخل نصي، ففي فضاء نص معين تتقاطع وتتنافى ملفوظات عديدة مقتطعة من نصوص أخرى" (2)

 

ومن طبيعة ماهية النصوص نستنبط سؤال يكمن كيف نحلل النص الشعري المتمثل في الديوان الشعري اوراق خريفي ازهرت.

 

2- الحضور والغياب
النص الشعري يسوغ حياة إنسانية الفياضة بتأمل انفعالي ونشاط سلوكي وال يمكن استنباطها إلا عن طريق الكتابة التلقية التي تتعامل مع النص الشعري من خلال آليات متعددة تتجلى في المحاكاة والتبيين والتعبير والزمزية والتضمين واللاوعي والبنية والعلامة والتأويل.
فالعلاقة القائمة بين الكتابة الابدعية والكتابة التلقية التفاعلية تتموقع في سياق جدلي بين الحضور والغياب. فعلامة الحضور الكامنة في النص الشعري أوراق خريفي أزهرت تكمن في هيمنة قوة خارجية منحت لكلمة والفكر والاحساس والنسق المصداقية لأن اللغة في الديوان الشعري خارجه أو داخل أنساقه الداخلية "تكتسب مصداقيتها من إحالتها إلى هذا المركز أو تلك السلطة الخارجية فإن الكلمات في استخداماتها خارج النص أو داخله تعني حضورا لتلك السلطة الخارجية، وهو حضور لا سلطة له" (3) وإن فكرة وجود مركز المهيمنة في الديوان الشعري تتمثل في التحدي للمشاكل والمعاناة التي كابدتها من أجل أن تولد مرة أخرى مخلفة من ورائها

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(2)    جوليا كريستفا: علم النص ترجمة فريد الزاهي دار توبقال ط1/الدار البيضاء 1991/ص21.
(3)    د.عبد العزيز حمودة : المرايا المحدبة عالم المعرفة عدد 232/1998 ص 378
الحزن والألم لتنبعث من جديد وينشر بريق الضياء من حولها حيث تكسير السلطة المركزية الكامنة في القضاء والقدر لتأسيس شرعية حياة جديدة تبوح لها بالالهام والشك في الاحساسات من خلال محور الألم الذي سيتم تدميره وهدمه عبر استراتيجية ترتبط بالغياب الذي يكمن في ردود الفعل المتجلي في ابعاد الآلم وانبثاق الانعتاق والانبعاث. فالحضور لم يعد حاضرا في أنساق الديوان الشعري إلا بتفاعله مع الغياب. ويتضح أنه "يمكن فقط تصور حضور الحركة بقدر ما تحمل كل لحظة آثارات من الماضي والمستقبل أي أن الحركة يمكن أن تكون حاضرا فقط إذا لم تكن اللحظة الحاضرة معطى given بل نتيجة للعلاقات بين الماضي والمستقبل. يمكن فقط لشيء ما أن يحدث في اللحظة الحاضرة إذا كانت اللحظة منقسمة بالفعل على نفسها، يقيم فيها ما هو حاضر." (4)

 

 

فالحضور والغياب في الديوان  الشعري يتمظهر في علاقة العناصر المكونة للديوان الشعري المنبثق من المعنى الحاضر الذي لا ينفصل عن الغياب في العلامات اللغوية فالأوراق التي استعملتها الشاعرة في ديوانها توحي باللحظة الآنية للكتابة وتغيب المعنى الماضي والاستشراقي اللذان هما حاضران، لأن معاني اللحظة تتحدد بالمعاني الغائبة لدلالتها حين تم استعمالها في زمن ثقافة المجتمع. لأن ذلك "الغياب الحاضر، أو حضور الغياب في الحاضر يفسر ما يسمى بتعدد أصوات النص. وكأن الوحدة اللغوية، أو العلامة مرآة ذات وجهين، وجه منه مرآة فقط مرآة تعكس الحضور أما الوجه الآخر فهو شفاف ينقلنا إلى ممالك أخرى من الغياب إلى حضور ما هو غائب باختصار فإن ازدواجية وظيفة المرآة تحقق غياب الحاضر (الشخص الواقف أمام الوجه الشفاف) وحضور الغائب (كل ما هو موجود خلف الوجه الشفاف) أما الوجه الآخر الذي يبدوة وكأنه ثبت الحاضر في الزمن فإنه الوجه الآخر يؤكد عدم صحة التثبيت. وهكذا تتحقق تعددية الأصوات التي تسمح بالتعدد دون أن نفقد شيئا، فالكل حاضر برغم غيابه". وهذا ما عبر عنه الديوان الشعري فإن أفق غياب المعاني والدلالات هو أفق خلفي للحضور في إدراك لا شعوري وكائن في إدراك الوعي لأن الحاضر يستدعي الغائب. ويمكن إدراك ذلك في النص الموازي.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(4)    ن.م.س.ص 381 مقولة Jonathan culter on deconstruction il hevry and critismafterstructuralism p 94

3- النص الموازي:
تمثل المدونات الشعرية الورقية والرقمية حالة شعرية لافتة واستفزازية حاولت الارتقاء إلى مستوى الظاهرة في سياق الأجناس الثقافية العربية في الألفية الثالثة وبالرغم من ذلك لم تتابعها الدراسات البين معرفية قصد تحليلها والكشف عن انزياحاتها وجماليتها باستثناء دراسات محصورة وعندما تطرقت إليها الدراسات البينية لم تعتبرها تجربة ثقافية متميزة انبثقت من معطف الحداثة وما بعد الحداثة لتوليد بديلا ثالثا وإنما وردت في حمى الاهتمام بالمدونات  الشعرية الآتية من الغرب نتيجة للمثاقفة وحوار الثقافات والانبهار بتشكيلها المعتمد على المعلوميات التي ساهمت في بناء جسر الكتابة التي لم يخضعوها لمقومات الابداع فظهرت أشكالا لا تمث صلة بروح الشعر وخنقته.
وعلى هذا الأساس على الدارسين والمحللين التعامل مع المدونات الشعرية على اعتبارها كتابة écrire وليس الاستكتاب escrire حيث ميز رولانبارت بين المفهومين "ويعني بالأول اختيار الأديب لأسلوب وسلوك معنيين يشير إلى فعل الأدب، ويقيم في اللغة نسقا معينا وقيما محدد. ويعني بالتالي أسلوب من يكتب وهو يعتقد بأن اللغة مجرد آداة، وبأن المسألة مجرد ربط الألفاظ مثلما هو السائد في الأسلوب العلمي، وهو ما أطلق عليه "الكتابة في درجة الصفرLe degré zero de

 

l’écriture" (6).
وعلى الرغم من ذلك فالدارسون لا يميزون بين خصوصيات هذين الصنفين حيث هيمن من الصنف الثاني على الأول فهذا الأخير يستمد خصوياته من نظامه الجمالي والتشكيلي والنظم التمثيلية وليس من مضمون الأحاسيس والمشاعر أو التقارير الواقعية المعيشية وتائه في أجنحه السياسية وأورقة الثقافة الاستهلاكية كما هو الشان للصنف الثاني الذي لم يستطع محاورة وتفاعل وتجاوز الواقع المعيشي وإحداث واقع ممكن.
ولقد أدرك العرب القدامى هذه المسألة فركزوا على الوظيفة الشعرية لاعتبار الكتابة فتنة القول (1). لأن أهدافها ايصال المعاني التي إذا صارت في الصدور عمرتها وأصلحتها من الفساد القديم" (3) أما الكلام الذي لا معنى له كجسد الذي لا روح فيه "(4)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(6)    ن.م.س.ص 383
(1) عبد حافظ دياب: النقد الأدبي وعلم الاجتماع مجلة فصول 1 ص 71.
(2) الجاحظ: البيان ج1 ص 2 تحقيق عبد السلام محمد هارون مكتبة الخانجي ط7/1998
(3) ن.م.س
(4) ابن طبطبا: عيار الشعر تحقيق عبد العزيز بن ناصر المانع ط 1985 ص 23.
ومن هذا المنطلق، تم تحديد الميكنزمات الجمالية للنصوص الشعرية التي منها الثابثة وأخرى دينامية قائمة على الأحوال والمقامات لتشكيل الرؤى. ويرتكز هذا التصور على أن الثبات والحركة قانون كوني يظهر في ثبات المدارات ودوران الكواكب والشمس في إطار المعجزة. ويظهر كذلك في القوانين البيولوجية المتمثة في ثبات عدة الكروموسومات وما تحملها من جينات وتغير الصفات الوراثية.. وهو بالإضافة إلى هذا، قانون فيزيائي يحدد ثبات النترون وحركات الالكترونات، وتظل قوانين الثبات والحركة قابلة لاكتشافات علمية جديدة تعيد صياغة علاقتها الكلية والجزئية على نحو غية في التعقيد والتراكيب. لهذه الأسباب كان لابد أن ينعكس قانون الثبات والحركة في البنية الدلالية للشعر كما ينعكس في أنواع الابداع الأخرى." (5)
ويتضح ذلك في ديوان أوراق خريفي الذي أتوخى معالجة النص الموازي تبيان جماليته وفنيته من خلال المحاور التالية:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(5)    اعتدال عثمان: الشعر والموت في زمن الاستيلاب مجلة فصول ع 1 ص 221
(6)    
6- المظاهر التشكيلية:
إذا كانت مادة الشعر النواتية تكمن في اللغة غير ثابتة تتطور وتتغير فالشعر بدوره يتلقى تحولات وتبدلات وتجديدات لكونها علامة كائنة في مادته.
وان التغير اللغوي في الشعر كان من الاستراتيجيات التي تطرق إليها النقد بكل مناهجه ونظرياته واتجاهاته والارتكاز على الأشكال التي تتناسب عن الشعر التي تمنحه الاستمرارية والحياة والحيوية لاعتمادها على البناء والهيكلة والهندسة التي تستعمل التهجين دون اللجوء إلى احادية اللغة الكامنة في الفصحى التي اعتمد عليها الشعراء الكلاسيكيون أمثال حافظ ابراهيم وأحمد شوقي واستعمال مناطق اظل في اللغة والخليط اللغوي والحدس اللغوي والالمام بالثقافة الشعرية.
مدلول الأشكال الشعرية يكمن في تفجير اللغة وإخراجها من أحاديثها الافتراضية إلى الفضاء الكينوني الوجودي وكشف العلاقة الكامنة بين التفكير والتعبير فالأول يستند إلى الشعور والذاتية وبينما التعبير يقوم على العلامة التي هي من إنتاج الثقافة.
فمجرد اللغة الشعرية في الديوان يكمن في العقل الباطني والوجدان الانفعالي وعلى ضوئها انبثقت المعاجيم الشعرية والحقول الدلالية للذات الراغبة والمرغوب فيه في المتون الشعرية الواردة في  الديون وعبرها ظهرت انفجارات عاطفية وانفعالات تحدد طبيعة ماهية المرغوب فبه وخصوصيته وعلاقته مع الذات الراغبة التي تكون مشكلة من التصور الذهني القائم على التخيل والخيال والرؤيا لأن المرغوب فيه يتعلق بفضائه الدلالي المرتبط بالسلوك الذاتي والثقافة والسياق المرجعي ويتجلى ذلك في:

 

 

1* العتبات
تعتبر العتبات مفتاحا للولوج إلى الديوان الشعري للامساك بنواة الانفعالات وحركية الرغبة في علاقتها بالمرغوب فيه في شعاب الديوان لكونها تكون عتبة لبوح بأسرار مظاهر الجمالية والمعرفية في المتون الشعرية المكونة للديوان الشعري. ويمكن تحديد العتبات الواردة في الديوان إلى العنوان والتقديم والاهداء والتواريخ الواردة في أسفل المتون الشعرية.

1-1* العنوان:
فالعنونة النواتية للديوان الشعري أوراق خريفي أزهرت ذاتية إنجازية إخبارية تعبيرية تحاول إظهار نوايا المتكلم وعواطفه الحالية المستجابة للمقام وموجهة إلى المتكلم في ذات السياق، على اعتبار العنونة ذاتية وتفاعلية في آن واحد حيث أن الذاتية المتمثلة في ياء المتكلم المتصلة باسم نكرة يدل على الزمان الذي حوله ضمير المتكلم من دلالته العمومية إلى الدلالة الخصوصية المرتبطة بالذات المتكلمة التي تعكس علاقتها مع اسم جمع (أوراق) الذي هو مخلوق طبيعي نباتي تتحكم في حياته الدورة الحياتية الزمانية المتمثلة في الولادة والنمو والنضج والموت المرتبط بزمن الخريف. فظهور دلالته ووظيفته تتجسد في عبر التفاعل مع الجملة الفعلية أزهرت التي يدل زمنها على الحاضر بارغم من أن الفعل ماضي لأن الحدث يدل على اخبار على ظاهرة تكمن في أن الأوراق التي شاخت وهرمت أعادت قوتها فأزهرت لتتنتج من جديد.
وما يثار من انتباه في العنونه أنه تم توظيف اللعب اللغوي أو ما يسمى البلاغيون بالمحسنات البديعية حيث أنه" محكوم بقواعد تكوينية وتنظيمية، وهو اضطراري اختياري من قبل المتكلم تأليفا والمخاطب تاويلا." (6)
فالعنوان عبارة عن نظام دلالي علامتي يمنح تصورا كليا للمعاني والدلالة والقيم الواردة في الديوان لأن "هناك عناصر غائبة من النص، ولكنها شديدة الحضور في ذاكرة القراءة الجماعية في فترة معينة إلى درجة أنه يمكن اعتبارها عناصر حاضرة وعلى هذا الأساس فأوراق الخريف تتساقط في هذا الزمن المعلوم من السنة والمراد بها هنا في المدلول العام هو الرحيل وان الموت جنت ثمار ياء المتكلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(7)    محمد مفتاح: المنهاج بين خصوصيتي علم الموضوع والثقافة القومية : كتاب قضايا المنهج في اللغة والأدب دار توبقال للنشر ص 14/ط1/1987.
(8)    صلاح فضل: نظرية البنائية في النقد الأدبي الهيئة المصرية العامة للكتاب 1998 ص 40.

والم يها الحزن لكن أوراقها بالرغم كهولتها وشيخوختها لكنها خصبة وخصوبتها منحت فعل الحركة الكامن في أن أوراقها أزهرت لأن فعل ذاتي وزماني يكمن في ارتباطه بعالم ياء المتكلم الداحلي الباطني المتومج بالانفعالات لأنه وعي لزمن ياء المتكلم يتحالف مع إحساس الذي خلل دورة الزمن الوقتي الذي فيه الثنائية الانتاج والموت فأصبح زمن الولادة والخصوبة وتكسيرا العقم والحزن والوحشة والغربة.
 

 

والعنوان يحمل رمزا دلاليا للأنوثة ففرد أوراق ورقة المرتبطة بياء المتكلم الأنثى والفعل أزهرت تم اسناده للتأنيث حيث يبدوأن ما يتطرق إليه الديوان مخصص لحالة نفسية للمتكلمة الأنثى التي تتمسك بانفجارات عاطفية التي تنزع نحو الخروج من اليأس والمعاناة إلى التحدي والسيرورة في الانتاج.
وللعنوان وظيفة انفعالية وقيما ومواقف عاطفية وانتباهية "فصياغة العنوان في مستواه التركيبي يرافقه توترات أو تناقضات تحمل شيئا من الصراع بين الداخل والخارج. حيث يحاول النص أن يفرض ذاته بكيانه الداخلي المنسجم، بينما يقتحم الخارج أطره ويعبر عن قوة إرادته في اجتياح مفاصل النص ومحاولة إلقاء ظلاله عليه لذلك يبدو العنوان حالة من التوازن التي توافق النص بفكره وجماليته، ورؤاه المحصورة بين سطوره مه ما يمكن ن يمث إليه أو يؤثر فيه من القوى الفكرية والتأويلية والجمالية الخارج نصية" (8)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(9)    باسمة درمش: عثبات النص مجلة علامات في النقد سنة 2007 المجلد 16 الجزء 61 ص 47.

 

 

* المنــــــــاص
وإلى جانب العنوان، نلاحظ أن الديوان الشعري استعمل عناوين فرعية وتكمن في 28 عنوانا والتي أنت بصيغة مفردة وأخرى مركبة ويمكن تفصيلها على الشكل التالي:
الصيغة المفردة أو المركبة من كلمتين    الصيغة المركبة
مصدر    اسم        المركب الاسمي    المركب الفعلي    المركب الاضافة وشبه الجملة    المركب الاستقامي
انبعاث    رفيقي ذكراك مدينتي فصولي        صباح يوم العيد    غادرني صمتي    في منتصف العمر    أي صبح هذا
1    4        سهرة خاصة    غادرني اليوم    على ضفة النهر    1
            حلم ليلي    اعلنت انكساري    غزة العزة أنت    
            فرحة  ليلي    بحثت عنك    زاوية العمر    
            أنا لست أنا    سقط القناع    دار المسنين    
            مشاعر عروبة    عشقت الحرية    5    
            الرغبة في الحب    عشقت الحرف        
            مائدة العشاء    وداعا زهرة أيلول        
                8        

إن هذه العناوين الفرعية تمث صلة بالعنوان الرئيسي وذات وظيفة انفعالية ووصفية إيحائية باعتبارها هي المولدة الفعلية لنسيج متون الديوان ولأبعاده ولرؤاه ولمعانيه.
فالعناوين الفرعية هي تمطيط للعنوان الرئيسي تمده بالحياة والدلالة النابضة حيث عنها تتمخض ولادة المتون وانزياحاتها من حيث الهيكلة والهندسة الدلالية.
كما سبق الاشارة أن هذه العناوين وردت متنوعة الصياغة اما مفردة أو مركب من كلمة واتصالها بالضمير أو مركبة من جملتين وان الصيغة التركيبية هي المهيمنة في العناوين ومتنوعة في ذات الوقت بين الفعلية والاسمية والاستفهامية. فالتركبة الفعلية تدل على حركة وتموجات داخل البنيتين العنونة والنص فحين تسم الشاعرة نصها ب "غادرني صمتي" فهو يعني خروج المتكلمة من الصمت إلى كشف هويتها النطقية أ دعوة على إفصاح عن المسكوت عنه الذي كان سببا في صمت المتكلمة، والمغادرة يعني التخلص من كابوس الصمت الذي ظل جاثما في ذات المتكلمة والتحرر منه لأن الصمت يحيل إلى العقم الذي انسلخت منه المتكلمة لتزهر وتصبح ذات خصوبة.
وكل العناوين الفرعية لها نفس التصور الدلالي المرتبط بالعنوان الرئيسي.

 

وفي ذات السياق، هناك صيغة استفهامية حاضرة في العنونة الفرعية لإثارة تساؤل انطلوجي يتعلق بالزمان التشخيصي ليكشف عن أحداث وقعت في هذا  الوقت الزمني هل هي تمث بالفرح أم الحزن.
كما استعملت الشاعرة صياغة المركب الإضافي وهي "صيغة ذات وظائف دلالية متعددة، إذ عندما تتضاعف وظيفة الكلمة النحوية تتضاعف بالتبعية – وظيفتها الدلالية" (9)
ويمكن القول إن العناوين في الديوان الشعري تعتبر "بمثابة سؤال إشكالي، بينما النص هو بمثابة إجابة عن هذا السؤال، إن العنوان يحيل على مرجعية النص، ويحتوي العمل الأدبي في كليته وعموميته، كما أن العنوان يؤدي وظيفة إيحائية" (10)، لأن العنوان يؤسس لبنة لسلطة المتون الشعرية في الديوان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(10)    باسمة درمش: عتبات النص مجلة علامات جزء 61 ص 51
(11)    جميل الحمداوي: السيميوطيقا والعنونة مجلة عالم الفكر العدد 3 سنة : 1997 ص 108.

الاهـــــداء:
إن العتبات لنصية شبيهة بالتيارات الضوئية التي تتبدل فيها الأشعة بواسطة تسليم شعاع إلى آخر لتتعانق لتكشف كلية الاضاءة دون حدوث عتمة. فاستعمال الاهداء في الديوان باعتباره شعاع من أشعة العتبات  النصية يساهم في احداث ايصال علاقات نفسية المنبعثة من الذاتية الشاعرة لكونه أحد المداخل الأولية لكل قراءة ممكنة للنص" (11).
فعتبة الاهداء في الديوان الشعري تتميز على انها رد فعل ازاء فعل سببي أثر في الذات المتكلمة في الديوان حيث يتحدد محورها في الألم والحزن الصادر عن التكوين الثقافي الاجتماعي المتفاعل مع الأفعال المجردة الكامنة في القضاء والقدر التي كانت سببا في دردود الأفعال.
فالفعل الذي كان وراء إحداث إحساس حزين يتجلى في موت لبنة الشاعرة التي كانت وراء هذه المشاعر التي ينتابها في دواخلها ويغمر عقلها ويكتسح تمثلاتها نظرا لما لهما من وصال المشارة في الديوان.

 

 

4- الواصف النصي
اهتم التقديم بتعريف الديوان وبيان خصوصياته ونوعيته وغايته وماله من حضور فعال في الساحة الأدبية والثقافية، لأن الإبداع في تواصل دائم مع مرجعيات المجتمع التي تتضمن مؤثرات ومحفزات للقراءة والمتابعة مما يتطلب إلى التعريف بهذه الإبداعات ولاسيما في مجال الشو.
وللتقديم فعالية باعتباره فعالية قرائية لا يظهر ولا ينسجم إلا بمهارات التلقيات التي تتمظهر في أربعة أنواع التي تكمن في تقديمات انطباعية وتقديمات تاريخية وتقديمات إبداعية وتقديمات تحليلية تقوم على المناهج.

 

والتقديم الوارد في الديوان فهو من صياغة قارئة مبدعة شاعرة قامت بالإطلاع على الديوان ونال إعجابها واثنت عليه وزكت من منظور إنساني في شكل إبداعي منفلتة من قيود اللغة الواصفة الباحثة على أدبية الديوان مجردة من مصطلحات المناهج النقدية ومنظوراتها بل راحت القارئة تقرأ العملية الشعرية للديوان بلغة إبداعية تكشف رموزا التي تعبر عن انفعالات وعواطف المتكلمة في الديوان لإيصال تجربتها حول التجربة الشعرية المعتمدة على الذوق والخبرة دون الخوض في تحديد الاتجاه الذي ساهم في تشكيل منظورات الديوان.
 

فالتقديم الذي قدمته القارئة ليس أكاديميا وكليا بينما إبداعي بذر بذور الكتابات التي تتموقع في النظرية النسوية التي تؤكد على أن الكتابة من الجسد وما يولد من مشاعر إنسانية وهو سلوك إنساني غايته تكمن في إبراز إيجابيات العمل الإبداعي وتقصي خصوصيته الانفعالية الوجدانية الإنسانية وتوضيح دلالتها. فالتقديم يصور على أن تجربة الشاعرة في الديوان كانت عصيبة من حيث معاناتها من هجوم الموت الذي سرق منها زهرتها والرغبة في الحياة.
 

فالتقديم يعتمد في عمله على سرد المقولات الانفعالية والحالية التي ولدتها المقولات السببية والتركيز على الوصف بلغة إبداعية بعيدة كل البعد عن اللغة الواصفة النقدية حيث ربطت تشكيل الديوان بسياق الذات الشاعرة باعتباره صورة للعالم حيث أن كل الدوال التي استقتها القارئة من الديوان فهي تعبير عن هويتها لكونها نشأت لنفسها خصوصية ظهر انعكاسها في هوية السياق العام داخل المعجم الشعري المكون الأساسي للديوان وما تطرحه من مقولات وحقول دلالية وردت افراز لهوية السياق العام.
 

 

5- التنــــاص
ان التناص بدأت على اعتبار أن العمل الفني يدرك من خلال علاقته بالأعمال الفنية الأخرى والاستشهاد إلى الترابطات التي تقيمها فيما بينها عبر التداخل والحوارية ثم أصبح "لوحة فسيفسائية من الاقتباسات وكل نص هو تشرب وتحويل للنصوص الأخرى" وان موضوع التناص وارد في الديوان الشعري لكونه يكون علاقة حضور تزامنية بين أفعال وعادات بواسطة الاستحضار فالنص ودعا زهرة أيلول يستحضر طقوس التي يتعبد بها الرهبان في المعبد وذلك عبر الحضور الفعلي القائد على تراتيل التي هي من طقوسها التي تميزها عنهم. وإن سياق هذا الطقس مرتبط بزمن تزامني الذي أقهر المتكلمة "ظلم أيلول" وإن هذه الصورة استلهمتها من الآية القرآنية "وماأهلكنا الا الدهر". والمتكلمة ترثي هرقها التي يد المنون مستوحاة من رثاءي الخنساء وابن الرومي. فالنص ليس تشكيلا مغلقا أو نهائيا، "ولكنه يحمل أثار traces نصوص سابقة، إنه يحمل رمادا ثقافيا. وحيث إنه غير مغلق ومحمل بآثار نصوص أخرى"، وإذا التفتنا إلى انبعاث التي تعد فعلا بدون زمن في الواقع الثقافي حيث أفرغته المتكلمة في النص من مدلوله الذي كان مرتبطا بالنهضة ولاسيما مدرسة الاحياء وأيضا من مدلوله الحداثس  ولاسيما عند التموزيين وشحنته باشارات دلالية مستوحاة من خصوصيات ثقافتها ومجتمعها ومتفقا ضمنيا على التوجه الدلالي الجديد للشفرة في النص، لأن "الكلمة وهي تتجه نحو هدفها تدخل بيئة حوار مضطرب مليئة بالتوترات، بيئة من كلمات غريبة من أحكام القيمة والتأكيدات، وتتداخل مع علاقات معقة وتتملص من أخرى، تختلط بالبعض وتنفر من البعض الآخر وتتقاطع مع مجموعة ثالثة"، ومن هنا فالكلمات الواردة في الديوان الشعري توحي بصدى نصوص وثقافات أخرى في النصوص الشعرية، وكما تم توظيف تلميح  بملفوظ إلى علامات احساسية حزينة ولا يتمكن تحديد علاقته بملفوظ آخر إلا عن طريق التخيل ويمكن إشارة إلى الملفوظات مثل أي صباح هذا مدينتي فالصور المجسدة من خلال الكلمات الواردة في النصين متداولة لكنها في صياغة تركيبية مستفزة تحتوي على متناقضات وتعتبر الطرف من المتناقض ولادة الطرف الآخر فالصباح ينبثق من الليل وهذه الصورة الاستعارية تتولد منها استعارات مستلهمة من علامات الواقع وإن هذه الصور المستنبطة من الثقافات الإنسانية التي توحي إلى المعاناة الانسانية دون التأنق المتكلف في البناء الصياغي لإدراك تقاليد الظلم وإدراك تلميح إلى استمراريته كشاهد لحضوره بالرغم من التغيرات الثقافية يولد مرجعا تخييليا للظلم الذي هو هنا الليل أي أن نسق الظلم المعاد كتبته بشفرة الليل مولد علامات الرفض الفردي الصادر عن المظلوم الذي يحلم بالفجر وليس كفجر التموزيين وانما فجر المتكلمة مستوحاة من فجر الخنساء التي تتحدى سموم الهجر بدون مخلفات الأحزان.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د. عبد العزيز حمودة: ن.م.س ص 362
مقولة باختين مأخوذة من ن.م.س ص 362.
أحمد بلبداوي: حاشية على بيان الكتابة المحرر الثقافي 19 أبريل 1981.

 

 

6- الهندسة المعمارية:
تقوم الهندسة المعمارية لنص الشعري على المقومات التالية:
1-    الخط في هذا الديوان بالرغم من أن وسيطه طباعي فهو ينبض بحركات الشاعر الذي ينقل معاناة المتكلم في النصوص الشعرية الواردة في الديوان، لأن الخط بنوعيه اليدوي والطباعي يحمل ذاكرة النص الذي يكتب به، ويشرب من مائه وعلى طريقة الصوفي ابن عربي أقول: إن الخط أنثى عاشة تستقبل بكل لذة العاشقين ما ينضح به النص في روحها...." فخط الشاعرة خط عاشق الحرية يتنفس معاناة المتكلمة في النصوص الشعرية التي أهزمت الحزن والآلام وأفصحت للخط بطابوهاتها وبمكتوباتها في حدود القابلية التي يختزنها الخط المنغرس في البنية اللغوية والشكل الهندسي.
فالخط في النصوص الشعرية في الديوان يجسد علامات الاحساسات تتموح بين الهدوء والانفعال لتشخيص الحالة النفسية لذات المتكلمة في النصوص والتي هي مفاجئة وصادمة لكونها خرقت بلاغة دلالة الخط من حيث وجوديتها ومرفولوجيتها وتركيبها على المستوى النحوي العميق ومستوى التحويل عبر السياق. ويجسد أيضا البعد البصري الملموس للنصوص الشعرية لاعتباره الأثر الذي هو بمثابة علامة دالة على اللغة لضبط اللغة لأنه" بخصوصياته الجمالية / التشكيلية لا يخاطب العين وحدها بقدر ما يخاطب الروح أيضا ويدفعها إلى الغوص في أغوار مضمونه الفني التشكيلي، ومن ثمة يصبح التعامل معه يتم من خلال إيحاء الكلمة التي تنقل العين من الصورة المجردة إلى الصورة المعرفية الاشرافية العميقة."

 

 

فالخط في النصوص الشعرية اتخذت شكل Arial corp الذي يشبه إلى حد ما إلى الخط اليدوي المغربي في جماليته وأنه يميل إلى الذوق المسترفد من المخزون الثقافي فهو يختلف عن الخطوط الأخرى المتداولة والشائعة مثل  Transparent الشفاف. كما أنه يقوم بعملية الخرق وتقطيع مسار السطر الذي يقصر والذي بعده يطول والثالث يقصر جد من الأول حيث عند طوئها تتمظهر الوحدة المعجمية التي تنفصل عن التي تليها وهذا المظهر الأخير يترتب عنه فراغات بيضاء أكثر بين الوحدات الخطية الأمر الذي يؤثر في بناء الشكل الهندسي للنص، إذ كلما كثر الانفصال بين الوحدات كلما أخذت البنية مظهرا انفعاليا من حيث المستوى الزفضائي. وعلى أساس الخط يتشكل الشكل الهندسي للنصوص الشعرية.
 

 

ب‌-    الشكل الهندسي:
تشكل الهندسة الشكلية المعمارية أهمية استراتيجية في عملية إبداع النصوص الشعر فعبر العلامة اللغوية تتم صياغة الهندسية الشكلية التي تعد مركز استقطاب وقناة تتشكا عبرها الدلالات وجال جوهر جمالية النص الشعري هندسة لاعتبارها علامة ثقافية لأنها توظف محيلا على عالم ممكن من خلال كلية النص وكذلك تسمح بخرق الأشكال السابقة وولادة أشكال جديدة وتدويلها وتبادلها ونقلها فمن خلالها يتحول النص من الشيء إلى قيمة متبادلة فالهندسة المعمارية في النصوص تقوم على الإغراء بصريا وتغيير أفق الانتظار أو تخييبه من حيث أنظمة المعجم الشعري اللغوي ووظائفه فالنصوص الشعرية في الديوان تهندست في هندستين مختلفتين يمكن العثور عنهما في نص واحد وهما المثلث الجسور والمستطيل غريب الأطوار. فلاأول يتمثل في النص عشقت الخريف والذي من خلاله يتبين أن المتكلمة التي شكلت صورتها النفسية في شكل مثلث جسور التي تعيش تحت ضغط وأسوء من الآخرين مما جعلها أن تكون متوترة ومن داخل هذا التوتر خلقت لنفسها حياة فعالية ولم تستسلم للحزن واليأس ويتضح ذلك في الشكل الهندسي المثلث الجسور في النص عشقت الخريف حيث تقول:
        حضنني
ضمني لصدره
بقبلات جمرت خذي              ص 29
حفيف الأوراق لازم سمعي
يموسقني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد الأديب السلاوي: الحروف والحروفيونالبوكيلي للطباعة والنشر ط1 1998 ص 7.
ومن خلال هندسة الشكل المثلث الجسور الشعري نستخلص بعض السمات السلوكية التي سلكتها المتكلمة في النصوص الشعرية المتمثلة في:
-    فقد الاحساس لأن قهر الموت أفقدها ذلك.
-    رغم المعاناة والحزن فإنها تكافح من أجل الجديد والتحدي.
-    تغيير قواعد المأساة بالتحدي والانتفاضة عليها.
-    استحكام العادات التي ذكرتها في النص عشقت الخريف.
-    رفض إدراك وجود ضغط واختناق.
-    توجيه اللوم للموت.

 

 

كما نجد الشكل الهندسي المستطيل الغريب الأطوار وبعد الأحيان يتناوب مع الشكل المثلث الجسور وفي هذا الإطار يفقد المثلث السيطرة وينتقل إلى المستطيل وخاصة في الحالات المؤلمة، لأن شكل المستطيل يوحي بانعدام التوازن ووقوع تغيير كبير في حياة المتكلمة في النصوص الشعرية ولاسيما في إطار الشكل المستطيل الذي يحدد بعض السمات الانفعالية لها والمتمثلة في الحيرة والارتباك التي تحاول تجاوزها عبر خلق وإحداث سبلا من أجل أن تولد من جديد (أزهرت) وهذا الشكل يتضمن معجما فيه الشك وعدم اليقين كقولها:
كان من رمال
حملته الرياح                    19
اندثر مع الأيام
والتفسير والتحليل والانتظار كقولها:

وذاك الضوء، انبعث من قلوبكم            ص15
ينشر بريق الضياء من حولي
فتمومح

 

 

كما يجسد الشكل المستطيل التقدير المتدني للذات كما هو الشأن في النص مدينتي التي هيمنها عليها دون حضور أشكال أخرى كما في هذا الشكل نستنبط التقلبات المزاجية للمتكلمة في النص وقابلية التغيير وعدم الا...بالأمس والإعلان عن بديل كامن في انبعاث حلم الفجر.

خلاصة:
خلاصة نستخلص من النصوص الشعرية الواردة في الديوان الشعري انها تتكئ على الذاتية والتفكير في الاحساس وتطويقه بهندسة فكرية واعية دون ان تترك للانفعالات ان تطفح لتكون انسيابية عبارة عن انفجارات عاطفية وتوترات انفعالية واحداث معجم شعري خنسائي جديد برؤيا انسانية ونغمات ابن رومية الرثائية.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً