الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
زياد القحم ... الممتلىء - علوان الجيلاني
الساعة 22:11 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


الموهوبون قلة في الأزمنة كلها .. وفي الأجيال الشعرية كافة .. وأقل من ذلك أن تجد موهوباً وممتلئاً في نفس الوقت ... الموهبة نعمة لايد للمبدع فيها إلا أن يعيها، ويعرف قيمتها ، ويحسن تقديمها..

الامتلاء اكتساب ، تعب وكد واشتغال طويل على المعرفة والخبرات .. 
حين تجتمع الموهبة الابداعية مع الامتلاء المعرفي في إنسان فإن طعم تميزه يكون مختلفاً ... وتجليات إبداعه تغاير تماما ما تعرفه من زملائه .. صحيح أن الامتلاء غربة ومعاناة كما يقول شاعرنا اليوم وكما عبر عن هذا التوحيدي أيضاً قبل ألف سنة .. إلا أن للمتلىء سعاداته ومتعه ولذائذه ... له فرادته وابتكاراته ،له فضاؤه الأجمل .. وألوانه الأكثر غنى وتعشيقاً وجوده .... والممتلىء متعدد في الغالب إن لم يكن تعدده ضرورة .. ولهذا يعاني حسد الآخرين وغيرتهم ويقع كثيراً في آبار مكائدهم .. 

 

كل ما سبق ليس كلاماً عاماً إنه حديث عن أجمل درر الشعر في المشهد الابداعي اليمني الشاعر الغريب زياد القحم .. تكاسير القمر على طيف واسع من اشكال الشعر في شقيه الفصيح والغنائي 
أدعوكم لمشاركتي الاحتفاء به

 

انْحَنَى نَسْرُهُ
----------
 

لَيْلُهُ طَاااااالَ .. مَا أَمْرُهُ؟ طالَ .. أيْنَ اختفى فَجْرُهُ؟
الفتى شَـــــاخَ وجــــدانُهُ باكراً، وذوى زَهْـــــــرُهُ
كــان يبني لأحـــــــلامه شـــــــرفةً فهوى قصرُهُ
في بــــــلادٍ بلا مَــــلْمَحٍ تـــــــاهَ في جوِّها صَقْرُهُ
،،،

 

لَـــيْلُهُ الليلُ .. مــا زَارَهُ نَجْمُهُ أو بَـــدا بَــــــــدْرُهُ
بينَ أمسٍ عـــــقيمِ النَّدَى وغــــــدٍ لمْ يَــــحِنْ دَورُهُ
سَـــــلَكَتْهُ طـــــريقٌ إلى قَبْرِها ، وبِــهَا قَـــــــبْرُهُ
كان يشدو: لَقَدْ خَــــانني مَنْ حَلَا لِفَمي ذِكْــــــرُهُ
مـــــتُّ شوقاً إلى وردةٍ عَــــــرْفُهَا آسري سِحْرُهُ
،،،

 

مــــــاتَ إذْ شابَ مَوَّالُهُ وغَــــدا بَــــــارداً جَمْرُهُ
ماتَ أمْ عاشَ أمْ ثُـوِّرَتْ أَزْمَــــــــــــةٌ زادُها فَقْرُهُ
يَعْرِفُ الكُـــــلُّ أنَّ الذي مَرَّ مِنْ عُمْرِهِ .. عُـــمْرُهُ
والبَقـــــــــيَّةُ ليستْ لــهُ ليسَ في آنِها دَهْــــــــــرُهُ
لم يَحُك لَهُ ظَـــــــــهْرَهُ ظفرُ (صنعا) ولا ظُــفْرُهُ
عَظَّمَ اللهُ أجْـــــــري بِهِ فَلَقَدْ هَدَّني أَجْـــــــــــــرُهُ
،،،

 

غيمةٌ حَيَّدَتْ مَــــــاءَها حينَ مَـــــالَ لها بَـــحْرُهُ
شَمَخَتْ حينَ مَرَّتْ على قَــــلْبِهِ، فَانْحَنَى نَــــسْرُهُ
فمضى خَــلْفَ ناموسها يَقْتَفِي فَـــــوزَها خُــسْرُهُ
وعــــلى قــــــلبِهِ وردةٌ لم يَسَعْ عـطرَها عصرُهُ
لو تَأخَّرَ عَـــــــنْ شَمِّهَا هلْ سينفعُهُ عُـــــــــــذْرُهُ
،،،

 

وَرْدَةُ العَفْــــــوِ تَـــــلْويحةٌ مِنْ يَدٍ هَــــــزَّها صَبْرُهُ
كســــــروا قلبَهُ مَــــــــرَّةً فَـــــعَفَا ، واحْتَفَى جَبْرُهُ
غَدَرَتْ هَمْزَةٌ بــــــــاسمِهِ فَــــعَفَا ، وعـــــلا قَدْرُهُ
وعَــــفَا عن أفاعي النوى حينَ ضـــاقَ بها صَدْرُهُ
ليسَ يَحْمِلُ حِــــــقْدَاً على أيِّ شَيئٍ مَــضَى ذِكْـرُهُ
سورةُ الصَّفْحِ قَــدْ أُنْزِلَتْ فَــــــــتَلاها لَهُ عِـــطْرُهُ
لا حساب عــــــلى ذنبِكم ذنـبُكم مُــــكْرَهٌ مَــــكْرُهُ
،،،

 

مَا على الوَرْدِ إلّا الشّذَى وعــــــلى مهجتي نَشْرُهُ
------

 

 

ذهبوا
 

-------
ذَهَبُوا..
لن يعودوا؛
فَقَدْ مَلأَ القَلبُ خاناتهم بابتساماتِ قلبِكِ..
لا عَجَبُ..
أنتِ كونٌ فسيحٌ، وحلمٌ من الغيبِ منتخَبُ..
فلا عجبُ،
ذَهَبُوا..
كُلُّهم.. كلُّ أصفارِهم..
وبقيتِ لي: 
-الرقمُ الصعبُ
-الدمُ والقلبُ
-الوطنُ الرحبُ
-والأملُ الأرحبُ.
***

 

ذَهَبُوا..
ذَهَبُوا، لم يَعُدْ غيرُ فرحةِ هذي النجوم بفقدانهم..
نشوةُ الشمسِ بِك
رقصةُ المهرجانِ الذي يرتبك بك
شرقُكِ المنتشي بالهوى .. الهوى المنتشي بلقاءٍ بدأناهُ في مغربِكْ
***

 

ذَهَبُوا، وأُحِبُّكِ من قبل رحلتهم،
وأحبكِ أكثرَ من بعد أن ذهبوا..
أيتها المرأةُ الذهبُ
***

 

حسبوا أنهم ذَهَبُوا بالمنى؛ 
فبقيتِ
وأنتِ اختصارُ المنى 
بقيتِ هنا؛ ليظل الهنا، ولأبقى أنا..
شارباً كلَّ هذا السلامِ الخرافيِّ..
وحدي
وما شَرِبُوا 
ذَهَبُوا..ذَهَبُوا..ذَهَبُوا..
----------

 

 

المُهْمَل..
----------------
 

جهاتُ الضَّوءِ تَحْجُبُها جهاتُ
وأهلُ الضوءِ مثلُ الوقتِ.. فاتوا
وهذا المهملُ.. الإنسانُ.. يبقى
يحاولُ أن تضيئَ به الحياةُ
يحاولُ أن يُجَمِّعَ شملَ حلمٍ
تــفشى في توحــــــــدهِ الشتاتُ
***

 

هنالكَ حيثُ عُذِّبَ.. ثَمَّ عطرٌ
يفوحُ.. يفوحُ.. ينشرهُ الثباتُ
وخلفَ العطرِ أرملةٌ ودمعٌ
كثيرٌ مثلُ من سرقوا وماتوا
وطفلٌ في مقامِ اليتمِ يذوي
كأرضٍ ما.. بها وقف الغزاة
وجمرٍ ما .. تساقط مشعلوه
وبحرٍ ما.. ؤهُ ملحٌ فراتُ
***

 

نعم يا لُعْبة التخدير.. حينا
سيعجزُ فيه (تمباكٌ) و(قاتُ)
ويسقطُ في دم السكيرِ صحوٌ
كثيفٌ ليس يدركه السباتُ
وينسحبُ التهورُ والتولِّي
ويحتفلُ التمهلُ والأنــــــــاةُ
***

 

هنالك حيثُ أُفْقِرَ ثَمَّ مالٌ
وموالٌ يثورُ، وأغنياتُ
ولكن الظروفَ...
وجاء ظرفٌ
ظريفٌ
والفتى ما قال: هاتوا
***

 

هنالك حيثُ أُعْدِمَ ثَمَّ فجرٌ
تَمَنَّعَ أن يعودَ،
وأحجياتُ
لماذا كلما غرسَ المُـــعاني
بذورَ الفعلِ؛
تنبتُ أمنياتُ؟!
***

 

هنا ماتَ المنادي..
ثَمَّ معنى
تضيقُ إذا ذكرناهُ اللغاتُ

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً