الاربعاء 25 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
يؤحّى إليَّ - حميد عقبي
الساعة 08:26 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


يهطل الشتاء حبراً
تنمو القيعان في خيالي
ليس لها شكلاً هندسياً واضحاً
أسرف وقتاً كبيراً في محاولات فاشلة لقياس العمق
الضفادع الأنيقة في مظهرها تحتل جزء من المساحة
تُحدث ضجيجاً يفزع ركاب الحافلة العامة المتجهة إلى وسط المدينة
هذه الضفادع تُحضر لإقامة مهرجاناً عبثياً
إتفقت فيما بينها على إختيار أزياء وأقنعة تاريخية
بعضها يحاول إتقان اللغة العربية للظهور في قناة الجزيرة
قالت وأحدة : أخاف أن تغريني صلعة فيصل القاسم ــــ فاحسبها لجة
حذرتها رفيقة لها من عدم الصيد على الأسطح اللامعة
هذه الكائنات تمتلك خيالاً واسعاً
ربما تستغلها القناة للقيام بربيعٍ ثوري في بلاد ما
المهم أن يكون خارج جزيرة العرب وألا يؤثر على البورصة.

***
 

تنمو كلماتي عشباً مبللاً في دفتري الصغير
تهرع الطيور المهاجرة إليها لممارسة رياضة التزلج
المنظر فرائحي يصلح أن يكون لوحة لفصل الصيف
يقترب غراب يلبس بذلة عسكرية بربطة عنق حمراء
يصرخ
يزعق
تتغير ملامح المشهد
يفقد الثلج بياضه
تسقط عباءة الضوء
تذبلُ القصائد في قلبِ جبانٍ تخلى عن عشقه
الشعر لايعترف بخائن باع وطنه من أجل صفحة تاريخية
يتسابق الجائعون لشراء بقايا فتات الأحلام
تنثر الريح بعض نقط حروف كلمات شعراء بني امية
يحسبها الجوعى قمحاً
يجمعونها في جيوبهم
يرجعون إلى بيوتهم لطحنها تكون الصدمة
تصفعهم الريح بقربٍ من الرمل المعتق
يقهقه السكون
تبتلع الظلمة كوؤس الصمت

****
 

أنا على مقربة من الرصيف المؤدي إلى الحانة
أمر بجانب بوابة الكنيسة
أرى المسيح مصلوباً على وجوه المشردين
أسترق نظرة إليه
يبتسم
يشير لي أن أهرول لدخول الحانة
في تلك اللحظة سمعت وشوشة البخور يتسلق فخذ السماء
تذكرتُ أن حبيبتي كانت تغتسل عارية في أمواجي
كانت تُشعل البخور
تتدهن ببعضه وتزرع بعضه على الجدران
كنت أحرص على بقائه سراً ليلياً
هو والحبيبة والعشق والكتابة والخمر
كائنات كنت أعتبرها مقدسات خاصة ولا أصرح بها لمكتب الضرائب
يهطل الشتاء مطراً الآن
الحذاء وحده لا يهزم البرد
ينصحني متسكع مخمور قائلاً
“أنت بحاجة إلى كأس ويسكي
لترقص بنات الملائكة على صدر خيالك
هناك جميلات لكن وأحدة منهن لم تحتفظ بغشاء البكارة في هذه المدينة”
أتدثر في معطفي
أضع وشاحاً أهش به وسوسة الصقيع ولي فيه مآرب أخرى
صورتي حالياً واضحة
قناني الجعة ستزيدها وضوحاً
أمهلوني لحظات كي أدخل باب الحانة
يؤحى إليّ أني أرتعدُ شوقاً إليها
إنه البرد
يجعلني أرتجف.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    كاتب وسينمائي يمني مقيم في فرنسا

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً