الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
عمار الزريقي ...شر البلية ما يضحك - علوان مهدي الجيلاني
الساعة 13:07 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


هذا الشاعر يشكل ظاهرة خاصة .. فهو نسيج وحده داخل المشهد الابداعي اليمني .. وإذا كان المعنى الجديد الذي قدمه للصعلكة قد لفت الأنظار إليه بقوة خلال السنوات القليلة الماضية ،فإن إنجازه اللافت في مجال السخرية وقدراته على اقتناص المفارقة من وقائع الحياة اليومية يرسخ فرادته ويجعل لنكهته خلطتها السحرية التي يعز على غيره تقديمها كما يقدمها هو ... ما يزيد تجربته جمالاً أنها تقدم نفسها عبر شاعرية نفاذة وموهبة عملاقة تجعل نصوصه دائما في قمة التألق والبهاء .. ثم هو يصر على التقدم من تميز إلى تميز فكل نص لا يغني عن سابقه ولا سابقه يغني عنه.. الغريب أنه يضحكنا من أكثر مبكياتنا إيلاماً .. والأغرب أنه يبدو عكس نصوصه فهو شاب رقيق خجول .. ومواهبه تمتد إلى خارج الكتابة الشعرية إنه عمار الزريقي أحد وجوه اليمن التي نستطيع أن نباهي العالم بها ..فتعالوا نحتفي به اليوم
 

بـــشــــــرى ســــــــــــــــــــارة
…………………… 
لِـعَـيْـنَـيْـكِ هَـــــذَا الـــحِــوَارُ الـمُـلَـغَّـمْ
وَهَــــذَا الــفَـسَـادُ الأَنِــيــقُ الـمُـنَـظَّـمْ
وَهَـذِي الـصَّنَادِيقُ مِـنْ كُـلِّ صَوْتٍ
وَمِــنْ كُــلِّ مَــوْتٍ وَمِــنْ كُــلِّ مَـأْتَمْ
وَهَــذِي الـعِـصَابَاتُ فِــي كُــلِّ شِـبْرٍ
تُــلَـبِّـي.. وَهَــــذَا الـنَّـفِـيـرُ الــعَـرَمْـرَمْ
وَهَـذِي الـدُّمَى فِـي "تَرَاجِيدِيَاهَا"
تُــنَــفِّــذُ أَدْوَارَهَـــــا حَــسْـبَـمَـا.. تَـــــمْ
لِـعَـيْنَيْكِ تَـهْـوَى.. لِـعَيْنَيْكِ تَـغْوَى..
لِـعَـيْـنَيْكِ تَـشْـقَـى.. لِـعَـيْـنَيْكِ تَــأْلَـمْ
تُـعَـبْـرُ عَـــنْ حَـلْـبِـهَا كَــيْـفَ سَــاءَتْ
وَتَـعْـمَـلُ وِفْـــقَ الـحِـسَـابِ الـمُـقَدَّمْ
فَــفِــي ظَــاهِــرِ الأَمْـــرِ تَــهْـوَى نَـبِـيّـاً
وَتُـخْـفِـي وَلاءَاتِــهَـا لابْـــنِ مَـلْـجَـمْ!
وهــــذي الـنـقـابـاتُ أوكــــارُ ســــوءٍ
كـما تـدّعِي زوجـةُ الـشيخِ (أكْثَمْ)
تَـنـافَـسَ أصـحـابُ مـوسـى عـلـيها
وفــــاز بــهـا الـسـامـريّ الـمُـخَـضْرَمْ
وقــد عــاد مــن خُــورِ سـيـناء لـيلًا
لـــيــبــدأ إضــــرابَـــهُ مـــــــن يَــلَــمْــلَـمْ
ودَشّــــــــنَ صــفــحــتَــهُ بــالــتّــهـانـي
لأنـــصــارِ عــبــدِ الــرّصـيـدِ الــمُـفَـدّمْ

****
 

تَـــــــــوَرَّمَ هَـــــــــذَا الأَنَـــــــــا دَائِــــرِيًّــــا
وَلَـــمْ يُــجْـدِ فِـــي شَـأْنِـهِ أَيُّ بَـلْـسَمْ
وَهَــذِي الـمَـتَارِيسُ فِــي كُـلِّ رَأْسٍ
مَـشَارِيعُهَا الـكَسْرُ وَالـفَتْحُ وَالضَّمْ
يَـقُـولُـونَ: إِنْ وَحَّــدَ الـنَّـاسَ جَـهْـلٌ
فَـكُـنْ مِـثْـلَمَا سَـائِـرِ الـنَّاسِ.. تَـغْنَمْ
وَإِنْ كَـانَ مِـنْ حَوْلِ عَيْنَيْكَ شَعْبٌ
مِنَ العُمْيِ.. كُنْ أَنْتَ أَعْمَى وَأَبْكَمْ
وَإِنْ لَــــمْ تُــحِــطْ بِـالأَقَـالِـيمِ خُــبْـراً
فَـــلا تَـلْـتَـمِسْ عِـلْـمَهَا.. بَــلْ تَـأَقْـلَمْ!
وَإِنَّ الـــعَـــصَــا بَــلْــطَــجِـيٌّ قَــــدِيـــمٌ
بِــــــرَأْسٍ جَـــدِيـــدٍ وَعَـــقْــلٍ مُــعَــمَّـمْ
إِذَا شَـــقَّـــهَـــا وَطَـــــــــنٌ فَــــوْضَــــوِيٌ
يُـــشَـــدُّ إِلَــــــى أُمِّــــــهِ ثُـــــمَّ يُـــرْجَــمْ

****
 

حَـبِـيـبَـةَ هَـــذَا الــرَّصَـاصِ الـمُـقَـفَّى
وَهَــــذَا الــكَـلامِ الــبَـذِيءِ الـمُـحَـرَّمْ
تَــفَـاءَلْـتُ جِـــدًا.. فَـــلا تُـحْـبِـطِينِي
وقُــلْـتُ الَّـــذِي قُــلْـتُ.. وَاللهُ أَعْـلَـمْ
وَإِنِّــي رَأَيْــتُ الَّــذِي... عَـنْ يَـقِينٍ..
وَرَبِّــــكِ.. فَـاسْـتَـبْـشِرِي يـــا جَـهَـنّـمْ

******
 

صــــنــــعـــاء -18أكــــتـــوبـــر2013م
 

 

صَبِرٌ.. صَبِرْ
--------------
عمار الزريقي
--------------
وحــــيـــدٌ فـــــــي مُــخَــيّـلـةِ الــحــصــارِ
وآلافُ الـــشــمــوسِ إلــــــى جِــــــواري
ومــئــذنـةُ "الــمُـظَـفّـرِ" فـــــي يـمـيـنـي
وصـــرحُ "الأشْـرَفِـيّـةِ" فـــي يــسـاري
أُؤَثِّـــــثُ فـــــي دَمـــــي وطـــنًــا أمــيـنًـا
وأهـــــــــزأُ بـــالـــحـــروبِ وبـــالـــحـــوارِ
وأهـــــــذي كــالــقـذائـفِ دونَ وعــــــيٍ
وأرتـــجــلُ الــقـصـائـدَ. كــانـتـحـاري!
وأبـــــدي بــعــضَ مــــا أبــــدي مــجــازًا
وبــالــكــتـمـانِ أكــــشــــفُ مـــــــا أواري
كــأنّــي قــــد قــفـزتُ عــلـى ظــروفـي
وحــــاصـــرتُ الــهــزائــمَ بــانــتـصـاري

****
 

تــــقـــولُ وثـــيــقــةُ الإعـــــــدامِ إنّـــــــي
عـــــمـــــيــــلٌ لـــــلـــــظــــلامِ ولــــلـــغـــبـــارِ
وأنّـــــــي أدّعِـــــــي الـــتّــقــوَى مـــســـاءً
وأجـــنـــحُ لـلـخـطـيـئـةِ فــــــي الــنّــهـارِ
وأنّــــــي كـــنـــتُ أرتـــجــل انــتـفـاخـي
ومــسـمـار الـفـضـيـحة فــــي إطـــاري
وأســخـرُ مــن تـحـالُفِ (حُـوثِـفَاشي)
ومــعــجــزةِ الــمــزيــجِ الـخِـنْـفِـشَـاري!
وأضــحــكُ مــــن سـمـاحـتِـهِ خـطـيـبًـا
يُـــهَــلْــوِسُ بــالــبـطـاطـسِ والــخــيــارِ
وأنّــــي لــــم أكــــنْ "كــجُـحَـا" ظـريـفًـا
فــشـعـبـي لا يــكــفّ عــــن احــتـقـاري
وأن قــنـاةَ "بـــي بـــي ســي" بـرأسـي
تَُوشْوِشُ.. والدّسومةُ في "كناري"!
وأنّـــــي حـــيــنَ كـــنــتُ يـــــدًا لِــظِــلّـي
حجبتُ صدى الحقيقةِ عن صِغاري
وأنّــــــــي قــــلــــتُ شــــعـــرًا داعـــشــيّــاً
يــــنـــالُ مـــــــن الـــزوامـــلِ والــشــعــارِ
وأنّــــي قــبــلَ يــــومٍ مــــن ســقـوطـي
حــمـلـتُ "الـبـردقـانَ" عــلـى حــمـاري
وأنّ أصـــابــعــي فَـــرَضَـــتْ رُســـومًـــا
عــلـى بــيـتِ "الـرّمَـيـمةِ" و"الـنّـهاري"
وأن "لــطــاهـشِ الــحــوبـانِ" عــنــدي
مـــفــاجــأةَ الـــشــتــاءِ.. بــــــلا عـــيـــارِ!
وأنّـــــــــي مَـــــــــرّةً أعـــلـــنــتُ كــــفــــري
بـــأخـــبــارِ "الــمــســيــرةِ" و"الـــمــنــارِ"
وأنّـــــي قُـــلــتُ مـــــا مَــعْــنَـاهُ ضِــمــنًـا:
"أبـــــو تــوشــكـا" يــســيـرُ بـــــلا قــــرارِ
وأنّـــــي قـــــد غَــضـبـتُ ولــــم أُسَــبِّــحْ
بـــمــا فــعــلـوهُ.. مـــــن تـفـجـيـرِ داري!
لــــهـــذا أســـتــحــقّ الــــمـــوتَ حـــرقًـــا
وذلــــــك آيــــــةُ الـــوجـــعِ الــحــضــاري

****
 

وحـــيــدٌ يـــــا ديـــــارُ.. كـــــأنّ حـــزنــي
تَــعَــهّــدَ بــالــتّـفَـرّدِ فــــــي احــتــكــاري
أحــــــــــاربُ بــــالـــســـلامِ ولا أبـــــالــــي
بـــــآلــــهــــةِ الـــــحــــرابــــةِ والــــــدمــــــارِ
ومـطـرقـةُ الــعـذابِ تُـجـيـدُ سـحـقي
عــلــى كــيـرِ "الـبـلاغـة" و"الـبـخـاري"
وبـــيـــنَ الـــمــوتِ والــنــيـرانِ مـــــوتٌ
يُـــحَــلِّــي بــالــطـفـولـةِ كــ"الــسـفـاري"
وأشـــهــدُ أنّ رأســـــي فــــوقَ رأســــي
وأنّ الــخــوفَ مـــاتَ عــلـى جِـــداري

****
 

وحــيــدٌ كــ"ابــنِ عــلـوانَ".. اتّــحـادي
بــذاتــي يـسـتـقـيمُ عــلـى انـشـطـاري
أرى فـــــي الــضِّــفـةِ الأخــــرى نــبـيـذًا
هــــنــــاكَ اللهُ.. يـــقـــعــدُ بــانــتــظـاري!
وصــبــري.. مــــن يُـراهِـنُـني بـصـبـري
ســيــســتـبـقُ الــقــيــامـةَ بــانــفــجـاري
لأنّ تَـــسَـــامُــحــي "بـــــــــابٌ كـــبـــيـــرٌ"
ولـــــي فــــي الــحــبّ مــنـزلـةُ الــكـبـارِ
سـلامًا.. حـينَ تدخلُ "بابَ موسى"
أمــــــانَ الـخـائـفـيـنَ مـــــن الـــطــواري

****
 

وحـــيـــدٌ.. والـــكـــلامُ لــ"بــئــرِ بـــاشــا"
وأحــــكـــامُ الــــضـــرورةِ بــاخــتــيـاري
إلـــــى "صَـــبِــرٍ" أُسِـــــرُّ : أتــزدريـهـم؟!
فــصــبــرُكَ لا يَـــنِـــمُّ عــــــن اصــطــبــارِ
كـــأنّـــكَ لا تُـــحِـــسّ لـــهــم وجـــــودًا..
كــــــأنّــــــكَ تُـــسْـــتَـــفَـــزُّ ولا تُــــــبــــــاري
أَلَـــــمْ يــثـنـوا عــنــادَكَ؟! يــــا إلــهــي!!!
أتُـــشْـــعِـــرُكَ الــــزوامــــلُ بــــالــــدّوارِ؟!
أنـــا "صَـبِـرٌ" على الأوغــادِ يــا ابـنـي.. 
عــنــيــدٌ لا أنــــــامُ عـــلـــى انــكــســارِ
ويــمــكـنُ أن تـــهــزّ الـــريــحُ جِــذعــي
إذا لاقـــيـــتَ أطـــيــبَ مـــــن ثِـــمــاري
صـرفـتُ عـلى الـكرامةِ نـصفَ أهـلي
ورصّـــعتُ الــبـطـولـةَ مـــــن حـــجــاري
ألَـــــمْ تَـــــرَ أنّ نـاصِـيَـتـي "عَــــرُوسٌ "
وشَّــــتــــانَ الأمــــيــــرةُ والــــجــــواري!
أنــــا رأسُ الــكـرامـةِ فـاعـتـصِـمْ بــــي
ولا يَــحْــزُنْــكَ فـــئـــرانُ الــمــجـاري!!!
******

 

صــــــنـــــعـــــاء- 3 يـــــنـــــايـــــر 2016م
--------------

 

فرار جمهوري
بَـعْـدَ اطِّـلاعِي عَـلَى... عَـيَّنْتُهَا قَـمَرَا
فَـما سَيَكْتُبُ عَنِّي الإِخْوَةُ الشُّعَرَا؟!
مَــــاذَا سَـيَـحْـدُثُ لَـــوْ أَلَّـفْـتُـهَا وَطَــنًـا
وَعِشْتُ فِي كُلِّ حَرْفٍ أُمْعِنُ النَّظَرَا؟!
وَإِنْ بَــعَـثْـتُ بِــرَأْسِـي فِـــي مُــبَـادَرَةٍ
مِــنِّــي لِـتَـجْـعَـلَهُ لِـلـمُـبْـتَدَا خَــبَــرا؟!
أَدْرِي.. عَطَاءٌ قَلِيلٌ.. تِلْكَ مُشْكِلَتِي..
لَـــكِــنَّ بَــعْــضِـي إِذَا أَنْــفَـقْـتُـهُ كَــثُــرَا
هَـــذَا قَـــرَارِي.. وَإِنْ تَـعْـجَـبْ لِـجُـرْأَتِهِ
قُـولُـوا لَـهَـا: إِنَّ هَــذَا مَـذْهَبُ الـفُقَرَا!
************
عمار الزريقي 2 يناير 2015م.

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً