الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
لماذا أكتب؟: - سعدية بلكارح
الساعة 12:01 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


في مقال جميل استهله الكاتب مصطفى لغتيري بتعريف مقتضب عن الكتابة في غاليري الأدب..ختمه بسؤال كبير جدا.. شديد الشهوق.. شديد العمق..:لماذا تكتب؟...
وأنا سأنطلق من هذا السؤال الذي يختزل إشكالية معقدة وإن تجلت بساطتها في الطرح والتحليل، فالتنظير شيء والتطبيق شيء آخر..سيميائيا الكتابة تشرع داخل الكاتب أبوابا ضخمة، تحجب خلفها مكوناته جميعها..تكشفه تماما لنفسه..

 

فهو لما يرغب في الكتابة يعفس الأقنعة ..يعترض بكل الحجج على ضروب التنكر للحقيقة..لكن عندما يباشر بعض كتاباته، يمارس كذبه بطريقة جميلة صادقة..
ومن هذا المنطلق تعددت الآراء وتباينت...فأثرت الموضوع..أنقل بعضها حيث استهل مدير صفحات غاليري الأدب الكاتب مصطفى لغتيري بمقولة لهنري ميللر: أكتب لأتعرف على نساء جميلات..
كما يستدل برأي الكاتب أورهان باموك الفائز بجائزة نوبل في الآداب : (أكتب لأن تلك رغبتي، أكتب لأنني لا أقدر على القيام بشيء آخر غير الكتابة، أكتب كي أشير أو أناقش بعض الآراء التي وردت في كتبي، أكتب لأنني غاضب منكم جميعا، من العالم كله. أكتب لأنه يروق لي أن أنزوي في غرفتي اليوم كله. أكتب لأنني لا أستطيع تحمل الحقيقة إلا وأنا أغيّرها، أكتب حتى يعرف العالم أجمع أي حياة عشنا، وأي حياة نعيش، أكتب لأنني أحب رائحة الورق والحبر، أكتب لأنني أؤمن فوق ما أؤمن به، بالآداب وبفن الرواية ومن ثم بالصحافة، أكتب لأن الكتابة عادة وشغف)..

 

ليختزل الكاتب لغتيري عصارة تجربته في كلمات عميقة حيث يربط الكتابة بالحياة، فيقول أي لغتيري:
أكتب لأنني لا أستطيع إلا أن أكتب..أصبحت ضرورة حياة..
أكتب لأفهم ذاتي وأفهم العالم من حولي بشكل أفضل..
يدعم هذه الرؤية الحياتية الأديب سفيان البوطي قائلا: أكتب فقط لأتنفس..
تساندهما الرأي الكاتبة زكية الزيناتي بقولة بليغة إذ تقول: رغم أني لم أولد وفي يدي قلم..إلا أني أكتب لأعيش..

 

يسير على منوال ربط الكتابة بالحياة كثيرون كاتبات وكتابا..فيقول الأديب محمد نفاع: أكتب لأجل حياة أخرى..
وللكاتب الساخر الحسين قيسامي رأي آخر في الكتابة إذ يعلن أنه يكتب من أجل التصالح مع أناه.ويضيف: نسارع إلى عالم ثان: جذبة روحية..
في حين يعالج الكاتب علي النجار تعريفه دافع الكتابة لديه قائلا: أكتب لأبقى على قيد التفكير..
وهو بهذا يوافق مقولة ديكارت الشهيرة: أنا أفكر إذن أنا موجود..
في حين يجعل الناقد الفلسطيني أمين دراوشة الكتابة وسيلة مورفينية لتذويب الهموم..فيقول:
أكتب لأنام دون قلق..أكتب لأنسى...

 

وللأديب ميلود فيروشه رأي في الكتابة..إذ يقول: اكتب من اجل افاق ارحب فالكتابة اعتبرها سرة الكون وديمومته بها نخلد اثار الوجود لدلك فهي لعنة تلاحقني ضدا على ضحالة انتفاء القيم .اكتب لاصرخ في وجه عالم ممسوخ ومساندة كل المستضعفين من بني جلدتي واكتب لاحرر انفعالاتي من سديميتها وان اعانق الجمال اينما وجد وهكذا تصبح الكتابة عندي ترياق وبلسم شاف يقيني من كهنوت اللاجدوى.
 

في حين يرى الكاتب زهير الفارسي رأيا آخر أكثر تمردا: أكتب لأتحرش بالقبح..في حياتنا وذواتنا..أكتب استجابة لذلك النداء الإنساني الأول الذي اجترح الكتابة..ليثبت إنسانيته.
ويستدل الشاعر صلاح الدين بشر برأي جيل دولوز في الإبداع إذ يقول: الإبداع هو مقاومة ضد الموت والحياة.

 

ثم يضيف صلاح الدين بشر رأيه قائلا: أكتب عسى أن أشبع رغبة وجودية عميقة في ذاتي وهي مقاومة الإحساس التراجيدي بالفناء والموت والعدم... وأعرف أنني أصارع الطواحين وأعاود حمل الصخرة مع سيزيف إلى النهاية التي سينهار فيها الكون..وأعيد مع ديكارت الكوجيطو الشهيرمع تعديل بسيط "أنا أكتب إذن أنا موجود"...الكتابة في عرفي خلود كلنا نسعى إليه ، وكل وكتابته...
في حين يرى الكاتب زهير الفارسي رأيا آخر أكثر تمردا: أكتب لأتحرش بالقبح..في حياتنا وذواتنا..أكتب استجابة لذلك النداء الإنساني الأول الذي اجترح الكتابة..ليثبت إنسانيته.

 

أما الأديب ادريس أحمد شريف فيعبر تعبيرا شاعريا جميلا إذ يقول: أكتب لأتصنت لصرير قلمي وقد حكمه الجنون..
وللكاتبة زبيدة رأيها الذي يختزل الكتابة في:
أكتب كلما أحسست برغبة في البكاء..
أكتب كي أقتل الواقع.. أكتب كي أبحر إلى عوالم تجعلني أسعد..
وترفرف صاحبة الفراشات الشاعرة حسنة بقولها: أكتب لأحاصر المجهول المخيف، أكتب لأحرر وأتحرر من كل استلاب محتمل، أكتب لأشيد عوالم تتحملني لأتحملها، أكتب لأوقع خلودا بسيطا وممكنا ، أكتب لأحيا حياة لا ترفضني وقتما شاءت وكيفما شاءت.. أكتب لأمارس النور ولأقتات به..

 

كما تحملنا الأديبة رشيدة خيزيوة بين كومة من الأسئلة إذ تقول:
أنا أكتب ،ليس اختياريا،أجد نفسي مرغمة على الكتابة و كأن بركانا بداخلي سينفجر إن لم أفرغ ما بداخلي. هل هو إحساس كبير مرهف فاق حدود طاقتي ؟ هل هو حب كبير يريد الخروج للضياء ليرتشفه معي الآخرون ؟ هل هو حزن دفين تعب من المكوث في الأعماق و احتاج صرخة الانتفاض ؟ هل هي حالة اكتآب مما نراه في عالمنا فاقت طاقةالجسد ليتحملها..فأكتب لأعبر عن سخطي المقموع ،لأطلب التغيير بالكلمة ،فأستنجد بالقلم .كسلاح بديل ،فأحس أنني موجودة،فعالة ؟ أم هو عشق فقط للكلمة الجميلة ،الحرة ،الهادفة ،و ولع بالأدب و غرام دفين بالحروف سكنني منذ الصغر ..؟ قد تكون كل هذه الأشياء ربما مجتمعة ،هي من تجعلني ألجأ بدون إشعار مسبق للكتابة ،لأتحرر من قيودها و أتنفس ،و أحس بالسلام الداخلي..

 

وتربط الكاتبة مليكة رشدي الكتابة بالسلام إذ تقول: اكتب لاني اتمنى من وراء كتابتي ان انثر بعض السلام على عالم يتوهج كالقنبلة الموقوتة, اكتب لاني احينا اود عيش اشياء واحاسيس تمنيت لو عشتها..., اكتب لاروي عن بعض تجاربي في الحياة لعلها تكون نفحة امل لاحدهم, اكتب لاشياء واشياء واشياء...
 

أما الناقد مصطفى مزارى فوثق رأيه برأي العقاد حيث كتب: قال العقاد|: اقرأ لان حياة واحدة لا تكفيني وانا اكتب لاعيش حياة اخرى احلم بها.....
ويقول الكاتب أشرف الفاضلي:
أكتب لأتجدد لأرسم زوايا للعالم الشارد في صورة هلامية تشبهني أكتب كي أحيا كي أقتل العهر الذي يحاصرنا في تفاصيل مملة أكتب كي أوقف الزمن وأفتض ذاكرة موشومة هي تاريخنا امتدادنا في الكتابة نتسرمد نجاوز عتبة الصفر وبرودة الروتين باختصار أكتب كي أصرخ....

 

أما الكاتبة إيمان بنحبيب فتقول عن الكتابة:
اكتب .. لأعيش...لأتنفس...لأكون اكتب .. لاختزل ما مضى و احييه لارفض و اعترض و افرض بصمتي أكتب لاحلم و أبتهج اكتب من أجل من سيأتي و تقديرا لمن رحل انا المرأة... انا الطفولة انا الشعب انا الإنسان اكتب و انتظر أن تقرأ أمة إقرأ..
ويلتقي مع رأي الكاتبة إيمان الكاتب صابر الشرقاوي حيث يوطدان علاقة الكتابة بالقراءة حيث يقول ذ.صابر باختصار شديد: أكتب لكي اقرأ المزيد..ويضيف: غذاء و دواء روحي هي الكتابة..
وعلى نفس النسق يقول الكاتب عبد الله الواحدي: الكتابة اختبار لدرجة وعي القراءة.

 

تقول الكاتبة أمينة فارس باهي: أكتب كي أرسم ما بداخلي في لوحة مقتضبة و جميلة.
باختزال بليغ تقول الأديبة وناس وناس: اكتب حتى لا انمحي...
وأختم المقال الشاسع برأي مختزل جدا لرئيسة غاليري الأدب سعدية بلكارح كاتبة المقال:
الكتابة تجعلني أواجه العالَم وأحاكِمه..

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
1
2016/02/12
زاهر ربيع
لماذا أكتب ؟
أكتب .. لأبقى على قيد الحياة
2
2016/02/12
زاهر ربيع
لماذا أكتب ؟
أكتب .. لأبقى على قيد الحياة
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً