الخميس 28 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أعماق الخطيئة - فيصل البريهي
الساعة 12:29 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


عجباً!!...تغازلُ مِن وراء حجابِ
كعلامةِ المستفهمِ المتغابي

 

ترنو انحناءاتُ السؤالِ بخصرِها
نحوي كساعيةٍ إلى استجوابي

 

(سينٌ) مُحقِّقةٌ معي ببراعةٍ
من أنت؟..قلتُ:علامةُ استغرابِ

 

تعتادني صِيَغُ التَّعجُبِ حيثُ لا
أعتادُ فيكِ براعةَ الكُتَّابِ

** ** **
 

 

كلُّ الحروفِ السُّندسيةِ لا تفي
غَرَضاً لِكَيْ تستقطبي إعجابي

 

كُوني مُهَيَّئةً لأن تَتَخَلَّلي
لغتي ، فليس بوسعكِ استيعابي

 

فملامحي تبدو مشفَّرةً ولن
تتمكَّني أبداً من استقطابي

** ** **
 

 

هذا التَّماهي لن يُثيرَ غريزتي
بشذوذهِ..أو أن يَسُدَّ رغابي

 

ما في فصولِ المسرحيةِ مشهدٌ
يُغري بنكهتهِ ذوي الألبابِ

** ** **
 

 

لا تَقرأيني جُملةً مبنيّةً
ممنوعةَ التَّصريفِ والإعرابِ

 

وجهي وقاموسي سِجلُّ هويَّتي
والصَّمتُ بينهما رديفُ خِطابي

 

خُطِّي بكفِّ رؤاكِ منهجَ طالبٍ
لكِ في الهوى...أو كنتِ من طُلاَّبي

 

تلميذتي...عفواً !، مُعلِّمتي ألا
يحوي كتابُكِ ما حواهُ كتابي؟

 

ماذا فهمتِ الآن عنكِ هُنا ؟!إذاً 
كُوني سؤالي في الهوى وجوابي

** ** **
 

 

ما زلتِ طامحةً بكلِّ جراءةٍ
بالسَّعيِ بينَ صوامعي وقبابي

 

تَتَقمَّصين ثيابَ راهبةٍ أتَتْ
سعياً تُقيمُ الرَّقصَ في محرابي

** ** **
 

 

يا(أنتِ) بينَ حقيقتي وخُرافتي
سِرّاً رماهُ التَّيهُ في سردابي

 

غُوصي بأعماقِ الخطيئةِ واذرأي
خَطأي رماداً في عُيونِ صوابي

** ** **
 

 

لن تقدري الإبحارَ في لُجَجِ الهوى
بالطَّيشِ بينَ عواصفي وعُبابي

 

ها أنتِ في قلبِ المُحيطِ جزيرةٌ
ترنو بعينِ الحائرِ المُرتابِ

 

لم تدرِ عن بحري وصحرائي إذا
نَظرَتْ...وما مائي ووجهُ سرابي

** ** **
 

 

هِيَ بينَ جنبيها حبيسةُ نفسِها
تهوى التَّنقُّلَ في وسيعِ رحابي

 

جالتْ وما زالتْ تَجولُ بشوقِها
حَولي وما انفتحتْ لها أبوابي

 

طارتْ بأجنحةِ الخيالِ وحلَّقتْ
كالطَّيرِ فوقَ حدائقي وهضابي

 

تعلو وتهبطُ كانسيابِ قصيدةٍ
جاءَتْ بلا قَدَرٍ ولا أسبابِ

** ** **
 

 

تقفرُّ أفياءُ الحياةِ بصدرِها
إلاَّ مِن الآلامِ والأتعابِ

 

وعلى شِفاهِ الرَّيحِ لَعثمةُ الصَّدى
عنها تفوحُ بلهجةِ المُغتابِ

 

من أين يخترقُ الخيالُ مجالَها
بنفوذهِ السِّلبيِّ والإيجابي؟

 

هي نُصْبُ مرمى الفِكْر يرصدُ نبضَها
هجسي...ويودعُها مَلفَّ حِسابي

** ** **
 

 

حيناً تُساورُني الحقيقة خيفةً
من فُرْطِ سِحْرِ جَمالِها الجذّابِ

 

لكنَّ ذبذبةً مكهرَبةً حَوتْـ
ـها أعينٌ شَفقيَّةُ الأهدابِ

 

أوحَتْ إلى قلبي الْتقاطَ لحاظِها
بالدِّلِّ قاصدةً بهِ إرهابي

 

بثَّتْ بكلِّ تردُّدٍ نظراتِها
كي تُجريَ التَّيارَ في أعصابي

 

لكنَّها رغمَ التَّوغُّلِ في دمي
بدهائِها...انقلبتْ على الأعقابِ

** ** **
 

 

وأنا الذي حملَ الطَّبيعةَ مهجةً
بشغافِ روعةِ حُسنِها الخلاّبِ

 

خصبُ السُّهولِ الحالماتِ مرافئي
وحدائقي ومراتعي وشرابي

 

ما زلتُ محتفظاً هُنا بطفولتي
وبراءتي فيها وزهوِ شبابي

 

هذا مُقامي لي حضورٌ دائمٌ
فيهِ وما شَهِدَ الوجودُ غيابي

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً