طالبت إيطاليا مصر اليوم الاثنين 8 فبراير/شباط 2016، بإلقاء القبض على المتورّطين في قتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني ومعاقبتهم وذلك بعد العثور على جثته ملقاة نصف عارية على طريق بالقاهرة الأسبوع الماضي وبها آثار تعذيب، كما سرت دعوات تطالب روما باتخاذ موقف أكثر تشدّداً مع القاهرة، فيما نشرت صحف مصرية تسريباتٍ عن التقرير الطبي لتشريح الجثة.

ريجيني (28 عاماً) وهو طالب دراسات عليا بجامعة كمبريدج البريطانية كان يقوم بأبحاث حول النقابات العمالية المستقلة في مصر وكتب مقالات تنتقد حكومة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وأدى الحادث إلى توتر العلاقات بين روما والقاهرة التي لم تلق القبض على أحد حتى الآن، كما تشارك روما في التحقيقات التي تجريها القاهرة حول الحادث.

وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني قال لصحيفة لا ريبوبليكا اليوم الاثنين "نريد الكشف عن الجناة الحقيقيين ومعاقبتهم وفقاً للقانون"، وأضاف أن إيطاليا "لن تقبل بالافتراضات".

وقالت جامعة كمبريدج أنها أرسلت كتاباً إلى السلطات المصرية تطالبها فيه بإجراء تحقيق شامل حول ملابسات وفاة ريجيني.

مسؤولٌ كبير في النيابة العامة المصرية وطبيب في مصلحة الطب الشرعي قالا مشترطين عدم نشر اسميهما إن التشريح المبدئي للجثة أظهر أن ريجيني ضُرب بآلةٍ حادة على مؤخرة الرأس وتعرض للضرب وحروق ناتجة عن إطفاء سجائر في جسده.

وقال وزير الداخلية الإيطالي أنجلينو ألفانو لمحطة سكاي نيوز 24 التلفزيونية أمس الأحد إن تشريحاً ثانياً أُجري في إيطاليا، "وضعنا في مواجهة شيءٍ غير إنساني. شيء حيواني".

وأضاف "كان بمثابة لكمة في المعدة ولم نستعد أنفاسنا تماماً حتى الآن".

وسائل إعلام إيطالية قالت إن التشريح الثاني أكّد وجود كسر في رقبة ريجيني. ولم يتم تأكيد ذلك رسمياً.

وطالبت أحزاب المعارضة حكومة رئيس الوزراء ماتيو رينتسي باتخاذ موقف أكثر تشدداً مع مصر، وقال حزب (خمس نجوم) المعارض "وفاة جوليو ريجيني الذي عُذّب حتى الموت لا تزال مبهمة ويكتنفها الغموض."

تسريبات تقرير الطب الشرعي
بعض المعلومات تسربت حول تقرير الطب الشرعي، وأكدت وفاة الطالب الإيطالي نتيجة التعذيب، وأنه قُضي نتيجة إصابة قاتلة في العنق، ولا يعرف بعد ما إذا كانت ناتجة عن التواء للعنق أو تعرضها لضربة قاتلة، فضلاً عن وجود أكثر من 20 كسراً في العظام وكدمات وآثار تعذيب وإطفاء للسجائر.

تقرير الطب الشرعي حسب بعض الصحف المصرية أكد وجود كسر في جمجمة ريجيني ونزيفٍ حاد داخلي بالمخ، ونفى وجود أيّ آثار لحالات اعتداء أو شذوذ جنسي.

المستشار شعبان الشامي، مساعد وزير العدل كان قد قال في تصريحات صحافية سابقة إن مصلحة الطب الشرعي بدأت السبت فحص عيّنات جثمان ريجيني، وأعلن أن التقارير النهائية ستعلن نهاية الشهر الجاري.