الجمعة 29 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024
الميلاد - محمد المهدي
الساعة 21:44 (الرأي برس - أدب وثقافة)


وُلِدتُ في الغابةِ العمياء 
كان أبي يعوي على تلــّةِ الرُّؤيا؛ لُأبْصِـرَهُ
.

 

وكنتُ أعوي أنا أيضاً؛ ليُبصِرَني..
أيضاً 
لأهزمَ إنساني، وأنصُرَهُ
.

 

وفي ضُلـُوعي زئير الجمر 
ألبسُني من داخلي 
كلما مزّقتُ مئزرَهُ
.

 

الـنــّارُ في ضِفــّةٍ للرّعبِ 
شاعرةٌ 
ما أفضعَ اللهب العاريْ، وأشعرَهَ
.

 

لا طينةٌ تشربُ الحُمّى
ويشربُني خوفٌ يُدثــِّرُ ذاتي.. 
لن أُدثــِّرَهُ
.

 

بي رعشةٌ تــُظمىءُ المنفى.. 
وكم ظمأٍ 
أضاعت الرّيحُ في المجهُول أنهُرَهُ
.

 

وللفــُصُــول فــُصُـولٌ نصفُ مُورقةٍ 
دهرين 
يرتجلُ الرُّوحيُّ مُــثــْمِــرَهُ
.

 

والانتظارُ شُــمُــوعٌ 
موعدي قمرٌ في الأسر 
حدّقتُ في الأسرى ولم أرَهُ
.

 

لا وقتَ يُسعِفـُـنـِيْ.. 
الأضواءُ مُزعجةٌ..
إشراقة تحجُبُ المعنى ومصدرَهُ
.

 

نفسيّتي 
ريشةٌ في عينِ مِحبرةٍ 
أنا الذي ضيّعتْ فوضاهُ دفترَهُ
.

 

سريريَ العُشبُ.. 
لم أكتب عن امرأةٍ عُشبيّةٍ..
لم أخُنْ أُفـُـقِيْ وعبقرَهُ
.

 

مخدّتيْ صخرةُ الواديْ 
أنا أرقُ المصباحِ 
أودَعَنيْ المصباحُ مِجْهَرَهُ
.

 

في المهدِ 
أرضعتُ أشجاراً مُسافرةً.. 
المهدُ 
لا غيمةٌ فاقتْ تصوُّرَهُ
.

 

كم صورةٍ 
وهو مسترخ كأمنيةٍ رمليّةٍ..
شربتْ مِلحي وسُكــّرَهُ!
.

 

مُرُّ على ضِفــّةِ النهر الحزين 
دمي مُرٌّ.. 
فشلتُ كثيراً كي أُغيّرَهُ
.

 

الموتُ أبعدُ من قتلى بلا جُثثٍ..
حاكمتُ خاصرتي، 
برّأتُ خِنجرَهُ
.

 

ما كان يُروى عن الصحراء 
تــُخطئهُ النــّاياتُ 
يربحُ أوراقي لأخسرَهُ
.

 

محمولة ناقة الراوي على كتف النجوى 
كوادٍ يُناجيني لأعبُرَهُ
.

 

ليلاً 
على ظهر ديناصور أخيلتي 
أُروّضُ الخوفَ 
كي أُنسيهِ محشرَهُ
.

 

وُلِـدتُ في الغابةِ.. 
المعنى المُخيفُ هو الأفقُ الأليفُ 
أُرَبـّيْ فيك أخطرَهُ
.

 

وُلِدتُ حُزناً كبيراً 
كنتُ أكبرَ من ليلِ المكانِ 
دجىً ما كان أكبَرَهُ
.

 

أمشي على أربعٍ: 
صوتي وصاريتي ودمعتيّ 
مدىً أنهكتُ معبرَهُ
.

 

على ثلاثٍ: 
تآويلي وفلسفتي وحكمتي.. 
أقتفي قلبي وعُنصُرَهُ
.

 

آثارُ أقدامِ قلبي: 
وِحْشَةٌ وجبالٌ في الدّهورِ 
وموتٌ كنتُ مُذعِرَهُ
.

 

وُلِـدتُ أمشي على رأسِ الهواءِ 
كما تمشي السّماءُ على رأسي؛ لتكسِرَهُ

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص