الاربعاء 25 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
رأسي .. وهذا الوطن !! - عيسى العزب
الساعة 08:46 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


كانت الثامنةَ صباح الأول من رمضان.. وكانت الشوارع خاليةً إلا مني والجوُّ ممتلئاً بالصمت إلا من زقزقةِ عصفورين يبدو أنهما ناما مبكرا حينها لعدم اكتراثهما وانشغالهما بتصفح الوتس او اخبار الهلال ليلتها..!! 
سرعان ما دلّاني بغرور ذلك الجوُّ البديع وذلك النسيم المغري لأن أستلقي وسط الشارع على ظهري مُسربلاً ذراعَيَّ كما لو كنتُ مصليا في أحد مساجد الجرافْ ! مُتخذا من إسفلتهِ سريرا ومن أحد مطبّاتهَ مخدَّةً أسنُد بها رأسي..

نعم ..
رأسي الذي وجدتهُ فجأةً عالقآً بين إطارٓي قاطرة بنزين قال صاحبها حينذاك مُهاتفاً صديقَه ( حسب ما أُوحي إليّ )إنّ قاطرتهُ أُفرِجٓ عنها بعد تعـَرضها لقطاع قبلي في ...!!!
وأنه في طريقه الان إلى محطة...!!!

ورغم أنني كنت الأسعد بوصول الناقلة من سائقها إلا أنه لم يكن يعلم أنه يقف بقاطرته على رأسي العالق بين إطاري مقدمتها!!
ولم يكن يعلم أني أضطرب تماما كما تفعل الدجاجة المذبوحة في صندوق موتها بعد فصل رأسها!

فزعت من نومي حينها..
لأجدَ جبيني المتعرق في قبضة كفِّ زوجتي التي قالت أنّ هذيَاني هو من أيقظها وأخبرها بوجعي وأخذ بيدها الى رأسي!!

لم يكونا إطارين إذاً..!!
ولم تكن أصابع الزوجة بحجمهما طبعاً..!!

لكنّه الدبور الذي يحرص على ارتداء قبعة البشرى عند كل زيارةٍ  يُشرفني سمُوُّه بها

ليُذكرني أن رأسي هو أقلُّ ما يمكنُ أن  أقدمه كثمن بخس لقاء ابسط الأشياء في هذا الوطن !!!

فكما كان ثمنا للحظة نقاهةٍ في المنام
فقد كان أيضا ثمنا للحظة حنان في الحقيقة!!!


 

 ٢٠١٤ م

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً