الاثنين 23 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
حوار
سعدية بلكارح لؤلؤة الشعر - انتصار السري
الساعة 20:39 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

حوار مع الكاتبة المغربية سعدية بلكارح....

 

حاورتها  انتصار السري

 

سعدية بلكارح  لؤلؤة الشعر 

هي عطر القصيدة وزهرة القصة, لؤلؤة الشعر المغربي , هي كاتبة تكتب بماء الطهر , تحلق بحروفها الباسقة نحو سماء الوجد فتسلب لب القارئ بمفاتن حروفها وبوحها العذب , هي من تروض القلم فينسج  من شهد المعنى حروفا متراصة كاللؤلؤ المكنون هي من وصفت أحب قصيدة إليها  قصيدة "حبات مطر بقولها: هي النبض المنعش الذي يقِلُّني بعيداً إلى مجرة أخرى أستنشق فيها الشعر ولا شيء غير الشعر" هي الشاعرة والقاصة والناقدة  المغربية القديرة سعدية بلكارح لها العديد من المشاركات في المغرب وخارج المغرب هي فائزة في مسابقة غاليري الأدب في الشعر الفصيح عن قصيدتها "حبات مطر" نشر لها العديد من أعمالها الشعرية والقصصية في العديد من المواقع الأدبية والثقافية في المغرب وخارج المغرب .. سعدية بلكارح هي من تسافر بنا في عوالمها المشعة بنور الأدب فهيا بنا إلى عالمها السحري لنطوف ونحلق في سطور من نور ....

 

1ـ الأستاذة سعدية عرفناها شاعرة وأيضا ناقدة ..هنا في هذه السطور نريد نعرف سعدية الإنسانة ..حدثينا عن سعدية الشاعرة والناقدة والإنسانة؟

 

بعد التحية المضمخة بعطر المحبة والتقدير أقولُ: ليس باليسير على المرْء رَصدَ مسيرته الحياتية أو الأدبية في كلماتٍ ..خصوصا إذا كان هو المتحدث عن نفسه فالخيبة خيبتان..
إذن أتمنى ان أصل إلى ما يشفي السؤال بما يهم:

سعدية الإنسانة لا أستطيع أن أتحدث عنها وهذه إحدى خيباتي.._
سعدية الشاعرة هي إنسانة تتنفس الشعر وتحيى برحيقه: مرِّه وعذْبه..
وأنا مهمومةٌ أجدُني بين أحضان قصيدةٍ أو شذرةٍ محمومةٍ ترجُّ ما بداخلي كي يستقر أخيرا على ورقةٍ أمامي أنبهر احيانا وأتساءلُ حين ينتابني ارتياحٌ عميقٌ بعد نزعةِ "لا إدراكٍ" غريبةٍ : أأنا من كتبتُ هذا؟؟..

وبحكم مهنتي "تدريس اللغة العربية" التي توافق ميولي الأدبي العميق منذ وعيتُ على القلمِ والكتابة وأنا طفلة أجترحُ الشعر والقصة بطريقتي العفوية.. فطبيعي جدا أن يلازمني هذا العشق المدمن إلى النهاية.. ويرافقه أيضا هَوَسي بحب التعمق داخل النصوص الأدبية والتنقيب قدر المستطاع على مكنوناتها الفنية.. من هنا اقتُرن هذا الاهتمام النقدي (إن صح التعبير أو الغوص في النصوص بطريقة ما قد تكون مقنعة وقد لا تكون.. لكنني أجدني فيها.. حيث متعتي..) باهتمامي بالكتابة عامةً.. هو نوع من التذوق الفني الجمالي الأدبي.. وللنقد رواده الكبار ذوو الخبرة العميقة التي منهم نستمد شغف القراءات ونهمها..
ولا أعُدُّني ناقدة بقدر ما أعُدُّني هاوية قراءةٍ.. أو قارئة هاوية..

 

 

2ـ الشاعرة سعدية كان لكِ مشاركتان في إصدارين جماعيين كيف كانت تلك التجربة؟ وهل كانت داخل المغرب أو على مستوى الوطن العربي؟

 

تجربة الكتابة المشترَكة مع أدباء عرب على مستوى الوطن العربي هي فكرة جميلة وجديدة بالنسبة إلي وفيها من المتعة والمغامرة الكثير.. تتجلى في التجربة عينِها.. أن تخضع نصوصك للجنة قائمة بذاتها من أساتذة ودكاترة ذوي اهتمامٍ.. ليس بالأمر بالهيِّن.. وبعد التصنيف تتعرض النصوص لقراءة نقدية تُجَلّي مكوِّناتها الفنية وتبرز مواطن القوة والجمال فيها.. مما يحفز للإبداع أكثر.. وحتى النصوص التي تم إقصاؤها 
تدفع أصحابها إلى بذل مجهود أكبر في تحسين المستوى الفكري والتأسيسي لنصوص ذات قيمة أدبية أكبر..
والجميل في تلك التجربة هو تلك الأسماء التي اشتركت بنصوص قصصية هادفة اتحدتْ في الهمِّ العربي المشترَك بطرق ومضامين مختلفة وإن اقتربتِ الثيماتُ نسبيا..

 

 

3ـ كان لكِ مشاركات أدبية داخل المغرب وخارجها وكرمت فيها، حدثينا عن تلك التجربة؟ وهل اضافت للشاعرة سعدية شيئا؟ 

 

_أصْدُقُكِ القول إن ذكرتُ أن تجربتي داخل المغرب بدأتْ من هنا تقريبا من غاليريهات الأدب حيث أعكسُ هوايتي (الشعر) بصورٍ رائعة جدا.. أضافت لي إشعاعاً آخر بنكهة مختلفة تماماً..
أجمل التكريمات كانت لي مع النخبة الغاليرية القوية.. تحت إشراف روادها : الكاتب الروائي مصطفى لغتيري مؤسسا.. والأستاذة السعدية باحدة رئيسةً.. والأستاذ أيمن منصف مسؤولا فنياً.. والأستاذ محمد لفطيسي والأستاذة انتصارالسري والأستاذة حسنة أولهاشمي ومجموعة أخرى من الإداريين الأكفاء الذين أتشرف بوجودي بقربهم..

من هنا أوجه لهم عميق التحية..

كما لي بعض قصصي في رابطة القصة القصيرة جدا في المغرب.. ونصوصا أخرى في بعض المواقع المغربية بصورة متقطعة جدا...
أما خارج الوطن فكان لي في مواقع مختلفة أخرى.. كموقع قناديل الأدب حيث تم تكريمي بشواهد تقديرية للإشراف الإداري.. لمدة تفوق السنتين.. حيث شحذتُ قلمي كتابة  قصصية وشعرية  ونقداً..
أما التجربة الجميلة الأخرى أيضا، فكانت في المملكة العربية السعودية بدعوة من النادي الأدبي بالرياض حيث تم توقيع إحدى المجموعتين القصصيتين بالاشتراك مع نخبة أدبية عربية..
وعلى إثر هذا التكريم كانت لي دعوة لقاء تلفزي في برنامج "المنتصف" بالثقافية السعودية عن القصة القصيرة جدا في المغرب والوطن العربي..
كما كان لي لقاءات أدبية في أسيوط مصر وأسوان..مع مجموعة من الأدباء..
كما تم نشر نص شعري فائز بمسابقة غاليري الأدب لهذه السنة "حبات مطر" في صحيفة "الثورة" الورقية اليمنية ..وفي مجلات إلكترونية عديدة..
كما تشرفني المتابَعة اليمنية لمنشوراتي بغاليري الأدب ..ومن صفحتي الرئيسية في الفيس بوك..
لا أستطيع حصر المواقع المتابعة التي تقوم بعملية اشتراك منشوراتي ، مشكورةً..

 

 

4ـ لكِ تجربة في النقد متى يستهوي الكاتبة سعدية النص ليخضع لنقدها؟

-النص القوي المكين ما يفرض نفسه على القارئ ولا يستطيع الانفلات منه إلا بعد الاستجابة لداعي القراءة والتخمين.. وإعمال الفكر والتمحيص للوصول إلى كنهه..
تشدني العصِيَّة المنيعة.. هكذا تستفزني لخوض غمارها بعد عدة محاولات تأويلية لأرسوَ على قراءة تقريبية تحليلية لثيمة النص.. أقتنع بها فأنشرها.. قد تصيب وقد تخيب.. ولكنها لاقتناعي تستجيب..

 

 

5ـ من وجهة نظركِ ما مستقبل النقد في المغرب ؟ وأين الناقد المغربي من الأعمال الأدبية المغربية؟

لا يختلف النقد في المغرب عن باقي الدول العربية الأخرى..
قد تختلف المدارس والمناهج التي يتبناها النقاد في تحليل النصوص.. لكن يظل الاهتمام بالنقد في أوجه في هذا الإبَّان بالذات نظرا للانفتاح الإعلامي الإلكتروني الذي يتيح الفرَص لتبادل الخبرات والمهارات على الشبكة العنكبوتية.. مما وسع دائرة المعارف والتعارف بين الدراسات والدارسين..
الناقد المغربي في مكانه السليم.. يبحث ويوجه ويستند على مناهج نقدية أدبية حديثة.. كالبنيوية و الظاهراتية وعلم الدلالة "السيميائية".. وغيرها.. مع مطلع الثمانينيات من القرن الماضي.. على غرار الغرب.. القريب جغرافيا من المغرب..
كما يُعد المغرب الآن مَرْكزاً ثقافيا وأدبيا له إشعاعٌ واضحٌ وواسعٌ.. يصل مداه إلى الشرق العربي بشهادة أدباء مشارقة.. يعتمدون النظريات النقدية المغربية (العربية) والبحوث العلمية العملية في الكليات الشرقية.. مدعومة بكفاءات أساتذة كبار من المغرب ..لهم مكانتهم الأدبية المرموقة على الصعيد العربي..
فالنقد المغربي في مساره الصحيح يستميت لإغناء الخزانة الأدبية العربية عامة والمغربية خاصة ببحوث ودراسات ونظريات عميقة من أجل الأدب وللأدب فقط بجهود خاصة من المثقفين المغاربة، بعصامية صِرفة دون دعم مؤسساتي رسمي..

 

6ـ كما أنك تكتبين الشعر بقوة كذلك نجدكِ في القصة القصيرة جدا ؟متى تستهويكِ كتابتها؟

الشعر موطني.. والقصة القصيرة جدا أو القصيرة تستهويني جدا إلى درجة الانتعاش الفكري.. الذي أجدد به هواء رئتيَّ..
القصة القصيرة جدا أعتبرها مدَلَّلَتي الجميلة.. حين أشتاق التلغيز الأدبي العميق والمُضْمَر فإني أجترحها وأداعبها مداعبة العاشق لمعشوقته..وكلما كان الترميز والتخييل مع تصوير وتكنيز أقوى كان انتشائي أكبر..

 

7ـ هناك اسماء أدبية اثرت علينا في حياتنا الأدبية ترى من اصحاب تلك الاسماء التي اثرت في سعدية سوى في المغرب أو الوطن العربي أو على مستوى الأدب العالمي؟ وما مدى تأثيرهم عليها؟

ربما هذا السؤال سبق وأجبت عليه في حوار صحفي آخر.. عمن أثروا في مسيرتي الأدبية وذكرتُ على سبيل المثال من المدرستين القديمة والحديثة شعراء وقاصين عربا وغربيين..
وأجزمْتُ أني رصصتُ لي أرضيتي مما خَبَرْتُه من قراءاتٍ لهؤلاء الكتاب الكبار باستقلالية كبيرة جدا..
لي بصمتي ربما.. التي تميز حرفي.. دون التقيد بأحد معين.. و ربما خليط من كل الذين سبروا غور الذاكرة يوما.. وتركوا بصمة مميزة.. 

 

8ـ ما هي طقوس الكتابة عند الكاتبة القديرة سعدية؟ 

لا طقوس أختلقها لأكتبَ.. وإنما تتشكَّل ظروفها بشكل عفوي غير متوَقَّعٍ.. أحيانا تراودني الكتابة عن نفسي حين مشهدٍ مؤثر يصادفني.. يجد صدى نائما بداخلي يستفيقه..
_ الصباح الباكر بعد نوم عميق ينظف ما علِق في الفكر من نتوءات عابرة.. يجعلني أتوق للكتابة وبشكل نهمِي..
_الوحدة في مكانٍ ما أجدني فيه رغما عني.. تنقر وجعي المخبوء بداخلي.. فيتفجر حروفا ملفِتةَ  الصَّوغ والضَّوْع..
الطبيعة بجمالها الصاخب تلهمني وتحرك بعمقي تلك الرغبة الجامحة للكتابة..

 

9ـ قصيدة حبات مطر ماذا تعني للشاعرة سعدية؟

آهٍ قد وضعتِ يا أستاذة انتصار يدكِ على لؤلؤتي المَصون التي تشع بفكري وذاتي..
"حبات مطر" هي النبض المنعش الذي يقِلُّني بعيداً إلى مجرة أخرى أستنشق فيها الشعر ولا شيء غير الشعر..
هي فَرَسي التي أمتطيها  كلما شعرتُ أني "ملِكَة"..
"حباتُ مطر" قصيدةٌ تَهْذي  من حُمّى العشق المتَفَرّد..
حمى انتقلت عدواها  إلى حب غاليري الأدب موطن "عروسي" الجميلة..

 

10ـ للغة العربية سحرها ووهجها أنت كمدرسة للغة عربية هل تشعرني بقربها منكِ؟ متى تكون سعدية في حالة غيرة على اللغة العربية وخاصة في المغرب المتعدد اللغات؟


علاقتي باللغة العربية علاقة وطيدة جدا.. منذ الصغر وقد ذكرت في مقال سابقٍ عن ذكرياتي مع الكتابة منذ الطفولة وكيف كان تأثير التربية عميقا داخل أسرة الجَد فيها كان فقيها يدرس العربية في كُتّابٍ "روضةٍ" للأطفال..
عشقي للغة العربية كبُر معي ونشأ حيث نشأتُ.. فاندماجنا خرافيٌّ..

لا علاقة لتأثير تعدد اللهجات أو اللغات كما يحبون تسميتَها في المغرب سِلباً على اللغة العربية.. فالكل أو الجل ينطقها بحكم الدراسة أو الاحتكاك بناطقيها في الأماكن العامة..

ولا مشكلة مطروحة في الأمر.. فالمواطَنة تجمع المغاربة وتؤمهم بكل الفصائل السياسية والاجتماعية والانتمائية.. لا فرق.. ولله المِنَّة..

ربما ستعْجبين إن أخبرتكِ أن أصولي من جهة الوالد أمازيغية.. فلا إشكال إذنْ.. ومن أحبَّ شيئا أبدعَ فيه..

 

11ـ كلمة أخيرة لمن تقوليها؟ وما مضمون تلك الكلمة؟

أقول لمحاوِرتي القديرة ألف شكر يا أستاذة انتصار على هذه  الباقة الرائعة من أسئلتك التي جعلتني أخوض في مجالٍ أعشق الحديث عنه: الأدب..
وكلمة أخرى أتمناها نافذة إلى صاحبها: تقدير كبير ومحبة خالصة إلى غاليري الأدب  القلعة المكينة المتينة التي أتاحت 
لي التعرف على أشخاصٍ بصموا بجدارةٍ  وجودهم  وحضورهم وتأثيرهم البليغ في عمقي.. لهم ولكل القراء باقات ورد أنثر بتلاتها الشَّذيَّة ..

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً