الخميس 28 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أشد عباءة الليل لعله - حميد عقبي
الساعة 13:11 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


 

يسعل جبريل
يترنح
يسير بإتجاه قريتي
أرى مبنى أظنه بيتي هناك
النافذة مفتوحة
القرية مقنعة ببقايا وضوء الفجر
هناك الدبابات لا تنام
القذائف تأكل وجوه الحفاة المتجهين إلى الحقول الخائفة

 

هل يفعلها جبريل فيرسم لهم وجوهاً
رسماً تخطيطياً طفوليا على الأقل
هذه أهم مطالبهم بعد قرائة الفاتحة على كل ميت لمعت حذائه قذيفة
لا نعلم مهمة كبير ضباط الملائكة
سمعت أن تلاميذ مدرسة مقصوفة يعدون إسكتش ونشيد لكن المشكلة أن الصاروخ القاصف بعثر اجزاء أجسادهم كان عددهم تسعمائة فقط
عثر رجال الإنقاذ على توقيعاتهم وبصماتهم على عبارة تقول "نحبك يا الله"
ربما إذن جاء جبريل للتاكد من صياغة العبارة وسلامتها من الأخطاء الإملائية والنحوية وأنها حوت القواعد والديباجات القدسية في مخاطبة قداسة الرب العظيم، الرحيم والعادل.

 

ترتجف طاولتي هنا
على الطاولة توجد بعض الكتب والفواتير المتاخرة وقنينة النبيذّ
أنفث دخان سيجارتي
يعطس الجدار المقابل لي منزعجاً
الشمس ربما حبلى
أصابتها الدوخة
فضلت البقاء على سريرها هذا اليوم

 

هذه العواصف الثلجية والهزات الأرضية ربما عوارض الوحم.
الليل هنا أصبح شرهاً
كل يوم يلتهم قطعة من ضوء النهار
احيك من سراويل الليل قمصان النثر
اما هي .. لا أدري إن كانت لها ممارسات جنسية جديدة
النجوم كانت ترقص بحضرتنا
كلاب البحر تحفظ قصائدي الغرامية

 

أرتشف حمرة النبيذ
تطحنني لذعته
كانت تلتصق بي
تهوى صخوري الصدرية
أحياناً كنت خائفاً من وجه الشتاء
أما اليوم فأنا أتوق لتلك المداعبات المحذورة
بيننا مسافات

 

من يأتيني منكم بخريطة تحدد موقعها الجغرافي
موقفها العاطفي
سأظل أشد عباءة الليل لعله
يهتز
أو
لعل قطرة تسقط في روحها
 فينتعش حلم اللقاء.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً