الاثنين 23 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
حوار
حوار مع الفنانة التشكيلية المغربية فوزية بوعنان
الساعة 16:34 (الرأي برس - أدب وثقافة)

 

أرسم حتى إن نضبت الألوان وجفت سأرسم بدمي ...

 

فوزية بوعنان : فنانة تشكيلية من مواليد " أحفير " ، وتقيم حاليا بمدينة الصويرة ، عاصمة التشكيل المغربية ، تسكن الألوان كما تسكنها الألوان ، هادئة ، منعزلة ، ويكفيها مرسمها وعوالمها التخييلية ، وتلك العيون والمواد المهملة التي تؤثت بها لوحاتها المؤنثة والمذكرة ، لتشعر بأنها بقيمة وجودها .

 

حاورها : عبدا لله المتقي

 

 

1-كيف جئت إلى التشكيل ؟ ولماذا ؟


التشكيل هو الذي جاء إلي، واختارني وقتا ما ومكانا ما ، ربما لأني مفتونة بالألوان والأشكال التي تحيط بي ، ولا تثير فضول معظم الناس ، هذه الأشكال والألوان قد تكون صورة فوتوغرافية ، مشاهد من شريط سينمائي ، صورة شعرية ، رواية ، أو قصة قصيرة .
وأتيت التشكيل كي أعيش عزلتي الذهبية ، كي أقولني وأقول تصوري للعالم ، وكي أعيش مع ألواني تخطيطاتي وشخصياتي التي ابتكرها في عوالمي الخيالية

 

2- من هو معلمك الأول في التشكيل ؟

معلمي الأول كان والدي الذي أهداني في طفولتي علبة صباغة ومجموعة أدوات للرسم ، وبعدها كان أساتذتي بشعبة الفنون التشكيلية واستحضر الفنان المتميز مصطفى البوجمعاوي ، والفوتوغرافي محمد تغزوت ، وأيضا التشكيلي مصطفى الرواص ، هم من حفزوني على خوض هذه التجربة ، وعبدوا لي الطريق إلى اللوحة ، كما اكتشف مساحات قدراتي 

 

3- وأنت ترسمين ألا تخشين الرقيب؟


حين أختلي بي ولوحاتي بالمرسم ، لا أشعر بأي رقيب خارجي أو داخلي ، بل أجدني كما لو في جزيرة ، حرة أعدو ، وأعبر بكل عفوية وشفافية ، وحين أندغم أكثر في عالمي وحيدة إلا من ألواني وأدواتي ، أحسني في دنيا تشبه طقوس الجذبة .

 

4- ما الذي يعيدك إلى المرسم بعد انقطاع؟ وهل لديك طقوس معينة ؟

أولا ، مرسمي هو حياتي ومملكتي ، أسكنه ويسكنني ، وغالبا ما أعود إليه كلما انتابني الحنين ، كلما شعرت بحاجتي إلى الهدم والبناء ، هدم البشاعة والقبح ، ويناء البهاء والجمال عبر البحث في المحرم والممنوع ، إعادة الحياة للموت ، والسفر في فضاءات اللوحات ،فأحاور شخصياتها ، تلومني وألومها ، وقد تتحداني وأتحداها.
أما طقوسي فبسيطة ، فنجان قهوة خال من السكر، موسيقى ، كرسي مريح وفوضى عارمة ، وكل هذه الأشياء تكفيني في عزلتي الذهبية .

 

5- صورة المرأة في لوحاتك غائمة ، تتخللها كوة أمل ؟

أنا أولا امرأة ، وكل العالم مؤنث ، السماء مؤنثة ، والأرض واللوحة والجنة ، وكل من لايؤنث ، لا يعول عليه ، بهذا تكون المرأة سر الإنسانية ، بل عبدها الناس قديما لأنهم شاهدوا الحياة تخرج من جسدها ، وهي تحضر في لوحاتي كروح كتفاؤل وكأمل ، وليس كجسد لأنه فان ومنته ، وأبتغي من وراء ذلك الحلم بعالم يخفف من هذه الغيوم .

 

6- في أغلب لوحاتك تؤكدين على الحرفين العربي والأمازيغي فحسب ...

الحرف العربي والأمازيغي وجهان لعملة واحدة ، مختلفين في أشياء ، ومؤتلفين في كيان واحد ،واستلهمهما للتعبير عن هويتي وجذوري وثقافتي الخصبة والمتنوعة

 

7- ماحكاية هذا المزج بين اللون والأشياء المهملة والمادة ؟

الفنان أيا كان ، من الضروري أن يمتلك عينا ذكية يلتقط بها الأشياء المهملة في الظلال ولا ينتبه إليها الناس ، كما أن المهمل يحيل إلى التواريخ المنسية وأيضاإلى الإنسان المنسي والمهمل ، وهذا نوع من التأريخ للإنسان وأدواته وأشيائه ـ لكن بالألوان والفرشاة

 

8- وماذا عن هذه العيون التي تتأملنا من لوحاتك ؟

لأن العين روح التشكيل ، هي الطريق إلى سحر اللوحة  ، وعبرها نتصل بالعالم ، نتأمله ، نتغاضى عنه ، ونتلصص عليه ، كما أن لها القدرة على مشاركتنا الحزن والفرح عبر لغة واحدة هي الدموع ، وللعين سحرها ولغتها أيضا ، والعين قد تفضح مشاعرنا  لأنها مرآة الروح.

 

9- إلى متى تظلين مأسورة لدى المادة والحياكة ؟

الحياكة والمادة والألوان كالترابي والأصفر ، هي مرحلة من مراحل سيرتي التشكيلية لأ عرف متى وكيف أتجه إلى أسلوب آخر ...؟

 

10- بعد هذه السنوات ألم تنضب ألوانك ؟

ألواني كدمي تنضب حين أموت ، وأظن أنني مادمت على قيد الحياة سوف أرسم حتى إن نضبت الألوان وجفت سأرسم بدمي ...

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً