- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
-
حصاد العام الأول لحكومة بن مبارك13 قراءة
أرسم حتى إن نضبت الألوان وجفت سأرسم بدمي ...
فوزية بوعنان : فنانة تشكيلية من مواليد " أحفير " ، وتقيم حاليا بمدينة الصويرة ، عاصمة التشكيل المغربية ، تسكن الألوان كما تسكنها الألوان ، هادئة ، منعزلة ، ويكفيها مرسمها وعوالمها التخييلية ، وتلك العيون والمواد المهملة التي تؤثت بها لوحاتها المؤنثة والمذكرة ، لتشعر بأنها بقيمة وجودها .
حاورها : عبدا لله المتقي
1-كيف جئت إلى التشكيل ؟ ولماذا ؟
التشكيل هو الذي جاء إلي، واختارني وقتا ما ومكانا ما ، ربما لأني مفتونة بالألوان والأشكال التي تحيط بي ، ولا تثير فضول معظم الناس ، هذه الأشكال والألوان قد تكون صورة فوتوغرافية ، مشاهد من شريط سينمائي ، صورة شعرية ، رواية ، أو قصة قصيرة .
وأتيت التشكيل كي أعيش عزلتي الذهبية ، كي أقولني وأقول تصوري للعالم ، وكي أعيش مع ألواني تخطيطاتي وشخصياتي التي ابتكرها في عوالمي الخيالية
2- من هو معلمك الأول في التشكيل ؟
معلمي الأول كان والدي الذي أهداني في طفولتي علبة صباغة ومجموعة أدوات للرسم ، وبعدها كان أساتذتي بشعبة الفنون التشكيلية واستحضر الفنان المتميز مصطفى البوجمعاوي ، والفوتوغرافي محمد تغزوت ، وأيضا التشكيلي مصطفى الرواص ، هم من حفزوني على خوض هذه التجربة ، وعبدوا لي الطريق إلى اللوحة ، كما اكتشف مساحات قدراتي
3- وأنت ترسمين ألا تخشين الرقيب؟
حين أختلي بي ولوحاتي بالمرسم ، لا أشعر بأي رقيب خارجي أو داخلي ، بل أجدني كما لو في جزيرة ، حرة أعدو ، وأعبر بكل عفوية وشفافية ، وحين أندغم أكثر في عالمي وحيدة إلا من ألواني وأدواتي ، أحسني في دنيا تشبه طقوس الجذبة .
4- ما الذي يعيدك إلى المرسم بعد انقطاع؟ وهل لديك طقوس معينة ؟
أولا ، مرسمي هو حياتي ومملكتي ، أسكنه ويسكنني ، وغالبا ما أعود إليه كلما انتابني الحنين ، كلما شعرت بحاجتي إلى الهدم والبناء ، هدم البشاعة والقبح ، ويناء البهاء والجمال عبر البحث في المحرم والممنوع ، إعادة الحياة للموت ، والسفر في فضاءات اللوحات ،فأحاور شخصياتها ، تلومني وألومها ، وقد تتحداني وأتحداها.
أما طقوسي فبسيطة ، فنجان قهوة خال من السكر، موسيقى ، كرسي مريح وفوضى عارمة ، وكل هذه الأشياء تكفيني في عزلتي الذهبية .
5- صورة المرأة في لوحاتك غائمة ، تتخللها كوة أمل ؟
أنا أولا امرأة ، وكل العالم مؤنث ، السماء مؤنثة ، والأرض واللوحة والجنة ، وكل من لايؤنث ، لا يعول عليه ، بهذا تكون المرأة سر الإنسانية ، بل عبدها الناس قديما لأنهم شاهدوا الحياة تخرج من جسدها ، وهي تحضر في لوحاتي كروح كتفاؤل وكأمل ، وليس كجسد لأنه فان ومنته ، وأبتغي من وراء ذلك الحلم بعالم يخفف من هذه الغيوم .
6- في أغلب لوحاتك تؤكدين على الحرفين العربي والأمازيغي فحسب ...
الحرف العربي والأمازيغي وجهان لعملة واحدة ، مختلفين في أشياء ، ومؤتلفين في كيان واحد ،واستلهمهما للتعبير عن هويتي وجذوري وثقافتي الخصبة والمتنوعة
7- ماحكاية هذا المزج بين اللون والأشياء المهملة والمادة ؟
الفنان أيا كان ، من الضروري أن يمتلك عينا ذكية يلتقط بها الأشياء المهملة في الظلال ولا ينتبه إليها الناس ، كما أن المهمل يحيل إلى التواريخ المنسية وأيضاإلى الإنسان المنسي والمهمل ، وهذا نوع من التأريخ للإنسان وأدواته وأشيائه ـ لكن بالألوان والفرشاة
8- وماذا عن هذه العيون التي تتأملنا من لوحاتك ؟
لأن العين روح التشكيل ، هي الطريق إلى سحر اللوحة ، وعبرها نتصل بالعالم ، نتأمله ، نتغاضى عنه ، ونتلصص عليه ، كما أن لها القدرة على مشاركتنا الحزن والفرح عبر لغة واحدة هي الدموع ، وللعين سحرها ولغتها أيضا ، والعين قد تفضح مشاعرنا لأنها مرآة الروح.
9- إلى متى تظلين مأسورة لدى المادة والحياكة ؟
الحياكة والمادة والألوان كالترابي والأصفر ، هي مرحلة من مراحل سيرتي التشكيلية لأ عرف متى وكيف أتجه إلى أسلوب آخر ...؟
10- بعد هذه السنوات ألم تنضب ألوانك ؟
ألواني كدمي تنضب حين أموت ، وأظن أنني مادمت على قيد الحياة سوف أرسم حتى إن نضبت الألوان وجفت سأرسم بدمي ...
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
حصاد العام الأول لحكومة بن مبارك13 قراءة