الخميس 28 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
محاولة للكتابة بجناح ذبابة ..- حميد عقبي
الساعة 09:08 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


السماء صافية

يزعق غراب ضال

يحوم بشهوة حول سحابة رمادية

يحاول تكحيل السماء بريشة من جناحه على وشك السقوط

تسير النجوم في قافلتها الشتوية

الطريق متعرج لكن يبدو الضوء كافياً لتجنب حقول الألغام

لا يجرؤ أحد التنبؤ بمدى سلامة هذه الرحلة

القمر مشتت النظرات

يترنح

ليس لديه وجهة نظر محددة

أنا في حالة توتر

في مثل هذا التاريخ قبل سنوات

كان لي عشيقة

كان لي مائدة من الورق والأقلام

لكل ليلة قصيدة ورقصة خاصة

نعم يمكنكم تسميتها عشيقة

هي لم تكن تخجل من هذه الصفة

المهم كنا نراقب السماء

لكن المشهد كان يعج بروائح فرائحية

نهمل التلفاز الذي يبث برامج غبية

البرد لا يقيد العشاق

لا يمنعهم من تبادل القُبلات في الشرفة

أو في الشارع العام

كنا نتحدى البرد

عراة نصفق

عراة نرقص

نصلي من أجل اللات والعزى ونتمنى لهما جنة وأنهاراً من الخمر

عراة ندخن سيجارة حشيش

ونحتسي قصص العشاق

نخادع الليل بمجوننا البدائي.

***

ها هي تباشير سنة جديدة

أنا وحدي أمام مشاهد مختلفة

وجهة نظري متركزة نحو الحائط العاري

الحائط يتحول لشاشة عرض سينمائي

تظهر يد لويس بونويل تدخل الكادر

يفتحها ويقبضها عدة مرات

يسحبها لخارج الكادر

تعود الكف تحمل حبة طماطم كروية، مدورة حمراء

يضغط عليها بقوة

نتيقن أنه يهرسها

يفتح الكف

تكون المفاجأة

يكون فيها كتكوت صغير

يسقط على المنضدة

يبدو مرهقاً، يترنح

نرى ريشه الكثيف مبللاً بحبر أسود

يحاول التخلص من هذا البلل

ينتفض

يفتح فمه

بعد لحظات تخرج ذبابة من منقاره

الذبابة تحاول التحليق بصعوبة كونها بجناح واحد

أنا أجلس بيدي كأس ويسكي

تقترب الذبابة مني

تحوم حول الكأس

تسقط فيه

أنا في حيرة من أمري هل أكمل شرب الويسكي؟

الذبابة بجناح واحد!

هل هو جناح الداء أم الدواء؟

تخرج الذبابة منتفخة البطن

بعد أن شربت كل الويسكي

ترتجف

يشدني المشهد لمعرفة الحدث القادم

تضع الذبابة بيضة كبيرة

تغادر المكان عبر نافذتي التي نسيت إغلاقها

بعد لحظات

تفقس البيضة

تخرج منها نملة تحمل راية وسيفًا

تصرخ بشكلٍ هستيري

حذارِ الألغام والصواريخ البلستية

حذارِ تجار الحرب

تلقي خطبة بليغة سخرت فيها من الحرب والعمالة وبيع الأوطان في سوق النخاسة.

***

 

ثم طفقت لدفاتر أفكاري

بعثرتها

مزقت بعض دفاتر كتاباتي

اختارت عشر قصائد فقط وجعلتها معلقات تزين جدراني العارية

تغادر النملة

تتركني وحدي

لا أقدر فهم ما حدث

يحاول عقلى عجن بعض الأفكار لقصيدة جديدة

الأريكة المتهالكة التي أجلس عليها تخر أرضاً

لعلها سقطت بسبب رأسي الثقيل

بقيت قطرة واحدة من الويسكي

سأشربها قبل أن تأتي ذبابة بثلاثة أجنحة

ربما ما حدث مجرد خيالات جائعة

ربما هي هذه الليلة الأخيرة من العام الماضي

تريد أن تكون خالدة لذلك باضت هذه الصور المرتبكة

أشعر بالارتياح

كنت أخاف أن أتقيأ خنزيراً برياً متوحشاً

في الصباح الباكر ستتجه بعض النساء إلى سوق الورد

ثم سيتجه بعضهن إلى المقابر لقياس ضغط ودقات قلوب الموتى

أنا هنا وحدي

لن تأتي تلك العشيقة لمعرفة لو كان العشب البري المعطر على سطح روحي يُزهر

قطر الندى.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً