الجمعة 29 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024
حياةٌ مع الخوف - فيصل البريهي
الساعة 13:59 (الرأي برس - أدب وثقافة)



كيف أُخـــفي تأَلُّمي واغتــصاصي
بالتَّناهيدِ الظامـــئاتِ الخِــــماصِ؟!
في زمانٍ يَستنسِخُ الخــوفَ قلبي
مِنـــهُ بالإقتــــــباسِ أو بالتَّـــــناصِ
بينَ جُـــوعي وبينَ خَــوفي كُهوفٌ
وقصــــورٌ أبراجُـــها كالصَّـــــياصي
كلَّما جئـــتُ مُثــــقَلاً بالمـــــآسي
باحــــثاً في دُروبِها عن خَــــلاصي
صُــــوِّبَتْ بندُقِيَّــــةُ الــــدَّهرِ نحوي
مِن جميعِ الجِــهاتِ تَنْوي اقتناصي
كُلَّ يومٍ ولي مع الخــــوفِ وعــــدٌ
ليـــسَ لي مــنهُ إنْ دَنا مِن مَناصِ
وكــــــأنِّي لَــــهُ مُـــــــــــدانٌ بثأرٍ
وهْـــــو منِّي مُــــطالِبٌ بالقصاصِ

 

* ** *
 

والمنايا تَجري أمامي وخلفي
كَجَرادٍ لم يُحْصِها أيُّ حاصِ
كلَّ حينٍ تحومُ حولي فأستو
في نصيبي مِن إرثِها واحتصاصي
كم لها مِن مخالبٍ ناهشاتٍ
لي...ونابٍ مُسْتَظْمِئٍ لِاْمْتصاصي
وكأنَّ اختصاصَها نَهْشُ عُمْري
مِثْلَما الهَمُّ في الحياةِ اختصاصي

 

* ** *
 

يا لِدهري كمْ مِنذُ أنْ كنتُ طفلاً
فيه ناجيتُ مِن شياهٍ قواصِ
عِشْتُ أسْتَطوِعُ الـمَدى وهو أعصى
في التَّمادي عليَّ مِن ألْفِ عاصِ
دُونَ ذَنْبٍ حَمَلْتُ أوزارَ دهري
مِثْلَ حَمْلِ الـمُطِيعِ وُزْرَ الـمَعاصِي
لا مُعِيبٌ في النَّقصِ قبْلَ اكتمالٍ
كمُعيبِ الكمالِ قبلَ انتقاصِ

 

* ** *
 

والثرى مَلَّ لم يَعُدْ مِن فحولٍ
فيهِ يا «ابْنَ الحُسين» أو مِن مَخاصِ
لم يَعُدْ بَينَنَا سُوى كلِّ قُبحٍ
آخذاً بالقلوبِ أو بالنَّواصي
لا مُحِقٌّ أو مُبطِلٌ عاد فينا
أو تناهٍ ما بيننا أو تواصِ
هذهِ الأرضُ ما لِشيءٍ عليها
مِن صفاتٍ ولا لها مِن خواصِ
أصبحَ الكونُ كُلُّهُ مثلَ قبرٍ
يشتكي الفُسْحُ فيهِ ضيقَ «الحواصِ»

 

* ** *
 

يَضحكُ العازفون في حينَ تَبكي
أعيُنُ الصَّخرِ مِن لحونِ الرَّصاصِ
ضِقْتُ بالخوفِ لا نَفَتْهُ الأداني
مِن حياتي...ولا احتوتْهُ الأقاصي


 

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص