الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
عزوف الشباب العربي عن لغة الضاد - هناء عبيد
الساعة 12:32 (الرأي برس - أدب وثقافة)


هناك ظاهرة ثقافية باتت واضحة جدا لنا جميعا وهي ظاهرة عزوف الشباب العربي عن استخدام لغة الضاد..والتي تظهر جلية من خلال توجه الشباب والشابات إلى استخدام لغة مستحدثة أطلقوا عليها لغة العربيزي أو الفرانكوأربيك كما أشير لها في ويكيبيديا. حيث يستخدم الشباب اللغة العربية المدموجة بمصطلحات أجنبية دخيلة، والكتابة باستخدام الأحرف اللاتينية...واستخدام بعض الأرقام عوضا عن الأحرف التي ليس لها مقابل ..مثال ذلك استخدام الرقم 3 باللاتيني عوضا عن العين..ال 7 عوضا عن الحاء، استخدام بعض الكلمات المختصرة بالإنجليزية مثال T B H تو بي آنست..وهكذا...

 


وتعتبر هذه الظاهرة مقلقة جدا، لأن اللغة مرتبطة دوما بالهوية والتراث والأصالة وحضارة البلدان ..فالتخلي عن لغة قومنا سيؤدي حتما إلى اندثار هذه اللغة على المدى البعيد...وبالرغم أنهاا لغة القرآن والحمد لله وأنها محفوظة من رب العالمين إلا أنها تظل محاطة بالخطر خاصة عند الأجيال التي ابتعدت عن القرآن والدين والتراث.
 

وقد يعزى عزوف الشباب عن لغة الضاد إلى الأسباب التالية:
 

1- قد يعود العامل الأكبر إلى الغزو الثقافي الغربي لبلادنا ..ولا يعني هذا أننا ضد الاندماج بثقافات الشعوب الأخرى لكن للأسف لا يأخذ شبابنا من الغرب سوى توافه الأمور التي تبعدهم عن دينهم وتراثهم وجذورهم. فنرى شبابنا بات همه تقليد الغرب في الأزياء التي لا تتماشى مع أخلاقياتنا ومبادئنا وأصبحت الصبايا نسخة عن الفنانات الغربيات خلقا ومظهرا ..وللأسف الشديد كان للبعد عن اللغة العربية والجري وراء اللغات الغربية نصيبه في هذا المجال أيضا.
 

2- التطور التكنولوجي أو الثورة التكنولوجية كان لها دورها الفاعل كذلك، فاستخدام وسائل الاتصال الاجتماعية كان لها دورا كبيرا في انتشار هذه الظاهرة بين الشباب وذلك بسبب الانفتاح على المجتمعات المتعددة التي جعلت من استخدام اللغة الإنجليزية متطلبا ضروريا. وقد يكون الأمر صحيا هنا بشرط أن لا يكون ذلك على حساب اللغة العربية والحد من استعمالها . أيضا عدم توفر الأحرف العربية في معظم الأجهزة كالهاتف والكمبيوتر وغيرها اضطر الشباب الى استخدام الأحرف اللاتينية عوضا عن الأحرف العربية…
 

3- تغير المفاهيم الأخلاقية والمبادئ وأسس التربية التي نشأت نتيجة الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي تعيشها بلادنا بعد مرحلة ما يسمى بالربيع العربي ..بحيث أصبحت المظاهر الاجتماعية هي الشاغل الأكبر لمعظم الأسر العربية، فبات الحديث باللغات الأجنبية كنوع من البرستيج والتقدم والرقي..فنرى مثلا الأسرة تتباهى بأن أبناءها لا يتحدثون إلا الإنجليزية..وأنهم ملتحقون بمدارس أجنبية...
 

4- انحسار دور الأسرة الذي كان يعتبر المؤثر الأول..فجميع الأفراد تقريبا مشغولون بالتواصل عبر المواقع الألكترونية بعيدا عن العلاقات الأسرية المباشرة..مما أدى الى غياب دور المرشد.
5- أيضا حقيقة مرة وهو أن اللغة المسيطرة هي دوما لغة القوة...ونحن الآن كمجتمعات عربية بتنا

في حالة يرثى لها من الضعف..إذن من الطبيعي أن تطغى لغة القوة على الساحة.

 

6- سوق العمل الذي يفضل من يتقن اللغات الأجنبية أيضا كان عاملا مهما في تفشي هذه الظاهرة..
وكما هو معلوم دوما أن ملاحظة المشكلة أسهل بكثير من ايجاد الحلول لها، خاصة في بلادنا العربية إذ أن الحلول دوما تحتاج إلى عمل جماعي وتضافر جهود، وهذا ما تفتقر إليه مجتمعاتنا العربية. لكن دوما لا نفقد الأمل. 

 

 

من الحلول التي يمكنها المساعدة على القضاء على هذه الظاهرة ما يلي:
 

1-يقع الدور الأول على عاتق الأسرة..إذ لا بد أن يعود دورها الفاعل ليكون المؤثر الأول كما كان سابقا ..فاستمرار تنبيه النشئ على أهمية اللغة العربية وأن فقدانها يعني فقدان الهوية من الأمور الهامة التي يجب على الأسرة أن تتشبث بها.
 

2- دور المؤسسات التعليمية في التركيز على أهمية اللغة العربية وإنشاء مناهج ذات أساس لغوي متين.
 

3- دور الجامعات في اعتماد اللغة العربية لغة أساسية في مناهجها، وهذا طبعا من المطالب الصعبة مع أنه استطاعت بعض الجامعات في بعض البلدان العربية تدريس معظم التخصصات باللغة العربية... 
 

4- وجود لجان من خبراء اللغة العربية لايجاد مصطلحات بديلة تقابل المصطلحات الأجنبية المستحدثة، وهذا ليس بالأمر المستحيل كما أكده بعض من لهم باع طويل في اللغة العربية….
 

5- التشجيع على إقامة مسابقات للشباب عمادها اللغة العربية كمسابقات الشعر والأدب …
 

6_ إنشاء صفحات على مواقع التواصل الإجتماعي للتذكير دوما بأهمية اللغة العربية وتداعيات العزوف عنها.
على المستوى الشخصي..سأقوم إن شاء الله بانشاء صفحة بهذا الصدد موجهة إلى الشباب بشكل خاص ..هدفها التذكير دوما بأهمية اللغة العربية...وقد وجدت الكثير من التشجيع ممن لهم باع باللغة العربية..حيث اقترحوا المساعدة قدر استطاعتهم…

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً