الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
حُب ممنوع صحف عبرية
الساعة 14:42 (الرأي برس - أدب وثقافة)

 

في سنة 2009 نشر الروائي اليمني علي المقري قصة تاريخية بعنوان «اليهودي الحالي». ويتحدث فيها عن حب فاطمة المسلمة إبنة المفتي وسالم اليهودي. هذا الحب الذي واجه كما هو متوقع معارضة الوالدين. إلا أن فاطمة لم تتنازل وفي نهاية القصة تقول لسالم إنها ستتزوجه اذا وافق. وفي السياق يتحدث المقري عن سيرة يهود اليمن في القرن السابع عشر. يتحدث عن التحرش بهم من قبل السلطات والعلاقة بينهم وبين جيرانهم المسلمين.
 

بعد ذلك طلب موقع الأدب العربي «أبجد» من القراء اعطاء رأيهم حول الكتاب. ومن بين المنتقدين كان أحد القراء الذي لقب نفسه بالاسم المستعار «شمس الحق»، حيث تساءل عن الطابع اليهودي الذي يوصف به اليهود في الكتاب وتصويرهم كضحايا. «بناء على ما نعرفه عنهم الآن وجرائمهم في ارضنا المحتلة وفي دول اخرى». في المقابل، الشاعر اللبناني اسكندر حبش، امتدح جرأة الكاتب وقال إن «قلة من الكتاب العرب لديهم هذه الجرأة التي تعيد التفكير في الشعوب والاقليات التي تعيش في بلادنا».
 

بعد ذلك باربع سنوات نشرت الكاتبة التونسية خولة حمدي كتابها «في قلبي امرأة عبرية». قصة تتحدث عن يتيمة مسلمة ترعرعت في عائلة يهودية في تونس. الطفلة ندى كبرت كيهودية وأحبت مسلما وعادت إلى الإسلام.
 

يمكن القول إن هذه الكتب لو كانت مشمولة في قائمة الكتب الموصى بها في جهاز التعليم الإسرائيلي لكانت قد ألغيت ـ كيف يمكن بلبلة العقول الضعيفة للطلاب الشباب الذين اعتادوا على رؤية العرب كعدو، وأن الزواج بين العرب واليهود هو خطأ اخلاقي ـ كما أكدت الزوبعة التي اثارها هنا زواج مورال مالكا ومحمد منصور؟.
 

هذا لا يعني أن هناك كتب ممنوعة في الدول الغربية. فالمئات منها توجد في الرقابة ومنها «مزرعة الحيوانات» لـ أورفيل، «آنا فرانك» و»شيفرة ديفنشي» (في لبنان)، «آيات شيطانية» (في إيران)، «جمهورية عائلة مبارك» (في مصر)، «الحرب القذرة» ـ التي يتحدث فيها الجنرال الجزائري حبيب سويدية عن ذكرياته من فترة الحرب الفظيعة بين النظام الجزائري والحركات الدينية ـ وبالذات كتب تعتبر مسيئة للدين.
 

لم تصل إسرائيل بعد إلى مستوى مصر أو الكويت أو السعودية أو تركيا، حيث أنها حتى 2013 فرضت الرقابة على 23 ألف كتاب ومقال. لكن يبدو أن المسافة الكبيرة بينها وبين جاراتها آخذة في القصر والموقف الذي يعتبر الأدب الذي يضر بالايديولوجيا المسيطرة والذي يجب أن يتلاشى، أصبحت له جذور.
 

وزيرة الثقافة ميري ريغف مثلا تتحدث بشكل يشبه حديث وزراء ثقافة مصريين طلبوا من الكُتاب أن يكتبوا بناء على «القيم المصرية» اذا كانوا يريدون نشر كتبهم عن طريق دور النشر الحكومية. في 2001 قال الكاتب المعروف جمال الريتاني هذه الاقوال ردا على القمع الثقافي في بلاده: «خلال 45 سنة لم أشعر كوني كاتبا أنني مقيد مثلما اشعر الآن بعد أن بدأت ملاحقة الكُتاب الذين يعتبرون مشجعين للتغيير. القاضي الوحيد للأدب هو القاريء والناقد… محظور أن ننسى أنه في 1959 تمت مقاطعة كتاب نجيب محفوظ وفي 1994 كانت هناك محاولة لاغتياله».
 

بعد ذلك بسنتين أثار الكاتب المصري صنع الله ابراهيم زوبعة حينما رفض تسلم جائزة الأدب العربية من وزير الثقافة فاروق حسني. بعد اتهامه الحكومة المصرية بعلاقة صداقة زائدة مع إسرائيل، واهتم بمهاجمة القيود على حرية التعبير: «لم يبق لنا مسرح، سينما، بحث علمي أو تعليم. بقي لنا فقط مهرجانات ومؤتمرات واكاذيب. لم تبق لنا زراعة أو صناعة أو صحة أو عدالة… في هذه الظروف الكاتب لا يمكنه الصمت والتملص من المسؤولية». ورد وزير الثقافة على هذا الانتقاد بقوله: «هذه الاقوال تؤكد على حرية التعبير في مصر»، قال أمام الحاضرين.
 

مرت 12 سنة منذ ذلك الحين. ويبدو أن إسرائيل ستعدي مصر. الآن فقط يمكن وضع الرقابة على الصحف والصحافيين، لكن يجب ـ اعتقالهم ايضا. في تركيا هذا شيء روتيني. وفي مصر قرر مجلس مدينة الصحافة قبل اسبوع، وهو موقع التصوير المتقدم في القاهرة، قرر وقف ظهور الصحافي توفيق عكاشة في البرنامج التلفزيوني مدة ثلاثة اشهر. عكاشة تجرأ على انتقاد وزير الداخلية المصري واعتبر ثورة 2013 التي أسقط فيها عبد الفتاح السيسي، محمد مرسي، «مسرحية». وفي إسرائيل اكتفوا في الوقت الحالي باهانة المسرح.
 

تسفي برئيل
هآرتس 5/1/2016
صحف عبرية

منقولة من صحيفة القدس العربي.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً