- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- تقرير بحثي يحصر الأضرار الاقتصادية للسيول في اليمن
- المبعوث الأممي يتهم الحوثي بتهديد الملاحة وإعاقة جهود السلام
- مقتل طالبتين وإصابة 14 أخريات في انفجار قاعدة عسكرية حوثية في تعز
- فساد الحوثي.. تغريم مواطن مبلغ باهض والسبب!
- طبيب الأسنان مأمون الدلالي ينال درجة الماجستير من جامعة العلوم والتكنولوجيا
- قرية "الوعل" مسلسل درامي يعرض في رمضان
- الجالية اليمنية في مصر ترفض تعيينات السفير بحاح هيئة إدارية ورقابية دون إجراء انتخابات
- سفير اليمن لدى اليابان يبحث مع مسئولي شركة ميتسوبيشي سبل تعزيز الشراكة التجارية
- مبادرة استعادة ترحب بقرارات محكمة الأموال العامة بإدانة عدد من البنوك اليمنية
- مبادرة استعادة تكشف عن عدد من شركات الصرافة الحوثية ضمن الشبكة المالية الإيرانية
فكرت كثيرا فى أول مقال يمكن أن أكتبه فى العام الجديد، كل سنة وكلكم بخير وسعادة، أحببت أن لا يكون مقالا بل هدية، لكن ما الهدية التى يمكن أن أقدمها وأن تكون صالحة لكل الناس؟
بعد طول تفكير تذكرت واحدا من أهم الكتب التى قرأتها منذ أكثر من ربع قرن وأثرت فىّ على المستوى الفكرى والأخلاقى والسلوكى معا، هو كتاب "الوصايا العشر لمن يريد أن يحيا" لخالد محمد خالد.
لقد قدم الكاتب عشر وصايا تتسم بالمثالية والواقعية معا، هى ترقى بالإنسان إذا ما عمل بها، لكنها لا تحلق فى فراغ غير واقعى لأن الكاتب دارس جيد للمجتمع والتاريخ وللنفس الإنسانية، وبالتالى فهو يرسم بأسلوب غاية فى الرقى والعمق حالة كل وصية، وكيف يمكن أن يعمل بها الفرد فى حياته على قدر جهده، مؤكدا أن كل فرد قادر على أن يأخذ من كل وصية بنصيب.
هذا الكتاب مهم جدا، ولعله من الكتب الرائدة ليس فى مجال التنمية البشرية فقط قبل أن يصبح هذا المصطلح عملة رائجة بل فى مجال التنمية الأخلاقية والسلوكية أيضا.
يقول الكاتب عن وصاياه: (إنها لتبدأ، وتنتهى فى خدمة محاولة واحدة- هى انتصارنا على ضعفنا. وتمكيننا من الشد على "دفة" الحياة بأيدينا... ولم أرد لهذه الوصايا أن تكون "مدينة فاضلة" أسوق الناس إليها.. فإن ولاءنا للحرية ينأى بنا عن أن نُخضع "الروح الإنسانى" لأى تخطيط.. وحسب هذه الوصايا إذن أن تكون للقارئ دليلا يستعين به على بناء "مدينته الفاضلة" بنفسه، ولنفسه. كما يريد هو، وكما يختار... وأنت وأنا قد تواتينا القدرة على الأخذ بهذه الوصايا جميعا، وقد نقدر على بعضها، ونعجز عن بعض، ومهما يكن الأمر، فلا ينبغى أن نيأس، أو نتخذ من العجز مرفأ يرسو عليه زورق حياتنا.. بل علينا أن نحاول دوما، ونحقق منها ومن الخير ما نستطيع... فهذا هو السباق الشريف حقا.. النبيل حقا.. العادل حقا!).
أما الوصايا العشر لمن يريد أن يحيا لخالد محمد خالد فهى:
الوصية الأولى: أَهلَّت عصور الحب فودع الكراهية.
الوصية الثانية: لا تدع الخوف يفكر لك، أو يشر عليك، وطهر منه إرادتك، وعش قويا.
الوصية الثالثة: اسبح قريبا من الشاطئ، وارتكب أنظف الأخطاء، ولا تقايض على الفضيلة بشيء.
الوصية الرابعة: احمل روح الرواد، وابحث عن الدروب غير المطروقة، واجعل مناط سعيك: "ما لم يفعله من قبل أحد".
الوصية الخامسة: لا تعش وعلى عينيك عصابة، وامض بصيرا.. فى يمينك: "إلى أين؟"، وفى يسراك: "لماذا؟".
الوصية السادسة: عش صديقا طيبا، وليكن "اسمك" نداء النجدة للمكروبين، وليكن "قلبك" مرفأ الراحة للمتعبين.
الوصية السابعة: اقرأ فى غير خضوع، وفكر فى غير غرور، واقتنع فى غير تعصب، وحين تكون لك كلمة، واجه الدنيا بكلمتك.
الوصية الثامنة: تقبل وجودك وطوره، واختر حياتك وعشها، وابق إلى النهاية حاملا رايتك.
الوصية التاسعة: وَلَّ وجهك شطر الله، فإنه حق. وضع يدك فى يده فإنه نعم النصير.
الوصية العاشرة: وطد مسئوليتك بالحرية، وحصن حياتك بالعدل، واترك للوجود شذاك.
إننا نحتاج لقراءة هذا الكتاب مرات ومرات، حتى تتشرب نفوسنا ما فيه من حكمة يمكن أن ترشد سبلنا، وحتى تتشرب ذائقتنا ما فيه من لغة راقية ندر من يكتب مثلها الآن مثل جزالتها وبساطتها وجمالها معا، وإن كان الكاتب ينهى كتابه بكلمات لو وقرت فى القلب لأغنتنا إذ يقول: (فاستعن بالله ولا تعجز. وفى غبطة تحمل تبعة الوجود. وفى شجاعة تقبل أمانة الحياة) فإننى أشهد الله أن ما رأيته منه هو شخصيا (الكاتب خالد محمد خالد) وما عرفته عنه من آخرين بالسماع أو بالقراءة ليؤكد أنه كان يتمثل تلك الوصايا فى نفسه ويسعى إلى أن يبلغ فى تنفيذها مبلغ الكمال. رحمه الله ونفعنا بعلمه.
منقولة من بوابة الأهرام...
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر