الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
كلمات و رؤى:بحثاً عن الإنسان الكامل.. إنسان الغد!! - حسن احمد اللوزي
الساعة 17:09 (الرأي برس - أدب وثقافة)

 

كل صباح يشرق على الدنيا يصحبه أكثر من ضوء في رحلة النهار وفي حياة الناس وعلاقته معهم.. ويتألق الشروق بمعان متجددة أجملها وأروعها الأمل فضلاً عن حسن الظن.. والثقة بالنفس.. وحب الآخرين!!
 

نقول ذلك ونكتبه برغم ظروف الوحشة والخوف والإقلاق والإرهاب التي تطبق على كل جهات الوطن أمنياً واقتصادياً واجتماعياً.. غير أن حديثنا عن النهار لابد انه حديث عن الأمل.. فكيف نراه؟ أو كيف نحسه..؟ وماهي ثماره الخيرة فينا وفي حياتنا؟ إن الأمل هو صباح كل نفس متفتحة على الحياة؟ مقبلة على تحمل مسؤولياتها.. وأداء الالتزامات والواجبات التي عليها بكل إيمان وصدق ووضوح وجدية؟ انه قوة معنوية متنامية لكن الإنسان هو نفسه وبحد ذاته صانعها لمصلحة أكيدة يجني ثمارها بالجد والمثابرة! وبالكفاح العنيد!! والجهاد الأكبر للنفس!!
 

وإذا كانت قوة الأمل المعنوية لا تشبه بشيء ملموس فان اقرب ما يدل عليها هو النور الذي يصاحبنا طول النهار!! والدفء الذي يداعبنا في جنبات الليل حتى في الأيام المدلهمة!!
فهل نقدر على أن نجعل نور الأمل ودفء التلاحم الحميم يصاحبنا طوال كل لحظات الزمن ومدار الأعوام وان نجعل منها دائماً قوة تنبع من ذاتنا وأعماق نفوسها لنقهر ما قد يتعرض طريق الحياة من هبات الظلام؟ ونكسات النكوص والانهزام!!

 

إن ذلك هو التحدي الكبير والمفتاح الكبير الذي نملكه.. المفتاح الأول الذي يتعين علينا أن نتمسك به هو الأمل.. النور العميق الذي نواجه به كل التحديات؟ ونتذكره مع كل بداية لزمن جديد ونتمسك به كالقابض على الجمر في كل حلقات العمر.
أما اليأس.. وأما القنوط أو خذلان النفس فلا يتعين أن نقع في حبالها.. ولا حتى أن نتحدث عنها خاصة ونحن في وقت اشد ما نكون فيه حاجة للأمل وإشراقة النور.. كالصباح الذي هو اول النهار.. وامتداد الأمل.

 

وليس صعباً او مستحيلاً ان يتحقق ذلك مع توفر الإيمان الذي لا تشوهه الشكوك ولا تطاله الخزعبلات.. ولا تقترب منه الخرافات والأساطير وكما هو دأب الإنسان المعطاء في حياته والتي تتجلى فيها أروع صفاته وملامح شخصيته فهو الإنسان المتوج بالكرامة والمأسور بالبذل والوفاء ونكران الذات.
 

الإنسان صاحب القلب الذي تقوده الآمال وتشعله الطموحات ويغمره الحب ومالك العقل الذي ينضح بالرؤية العاقلة ويتمنى لمدرسة الحوار ولا يرفض الآخر والذي يمتلك النفس المسكونة بالطمأنينة ولاتعرف الحقد والكراهية والجسد المثقف بالرياضة ولا تجرجره المنزلقات والإغراءات!!
وصاحب الروح العصية بالإباء القادرة على الارتقاء مدارج الصفاء.. والتواقة للمحطات النورانية.. نعم ان هذا الإنسان رجلاً كان أو امرأة- وأمثاله في المجتمع هم بناة الحياة التي لا يلوثها العقم ولا التكالب ولا تشوهها الغطرسة وأمراض التعالي والدونية والمجتمع الذي يؤمن بالقسط والميزان الذي يستقيم بالعدل ولا تنحشر فيه المحسوبيات وكل الحسابات المظلمة!

 

لاشك أن هذا هو نوع من الحديث الضائع في المجتمعات التي تفتقد الإيمان الصحيح.. والعلم.. والمعرفة الحقة.. وقبل ذلك تفتقد الإنسان الذي لابد له أن يتثبت بالجوهر الروحي والقدري والإبداعي الكامن في سطوع شمس كل نهار فوق اقاليم الأرض الدوارة حول أكثر من نطاق وكما حول نفسها وحول الشمس وفي عمق كل نفس بشرية متحررة من الجهل.. والفقر.. والعوز والتعصب والكهانة المدمرة كما نعرفها في الشرق.. المكان الذي نبتت فيه الآمال.. وشموس الأديان!!

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً