الخميس 28 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
هذيان - حميد عقبي
الساعة 11:51 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


الصفات صفاً
تهشُ بحرابها خيوط ضوء الصباح
تسحبُ مؤخرة الليل لتغطي نافذتنا
أنا وهي نتجرع اللذة من الرمق الأخير لليل
ليس بعيداً من نافذتنا
بفتات خضاب السواد
يتدثر النهر ساكناً
على ضفته ورقة يابسة من إرثِ الخريف
على متنها المسبحات ينشدن تراتيل عاشق مكلوم.

**
 

 

تتلصص نجمة الصبح علي غرفتي
المشهد غير واضح
تتكوم بعض الاوراق هامدة لا حركه فيها في زاوية باردة
عليها شخبطات لقصائد لاتصلح للنشر
كأس النبيذ الفارع مايزال متشحاً ببعض الحمرة
يبحلق الصبح في وجهي الشاحب من كثرة التدخين
يقطر الصبح شعاعة
القطرات الضعيفة لا تنجح في كشف التفاصيل
يظل المشهد قاتماً
لاصورة لها على الحائط
لايوجد دليلاً مادياً ملموساً على وجودها
تتقافز صورها في رأسي
البحيرة الصغيرة التي صنعها النهر عندما تقيأَ
تهرع اليها الضفادع للتنزه في جو عائلي مرح
فجاءة يحدث ضجيجاً لا أحتمله
ربما تحسُّ بالجوعِ
ربما بداية موسم التزاوج والتكاثر
لا أعرف بالضبط سبب هيجانها.

*******

 

 

في المساء اتَجهُ إلى الحانة
لست بحاجة لجرعة من الكحول
أنزوي مع قنينة جعة في الركن
ليس لدي خطة معينة
هناك ربما فتيات يحاولن قراءة وجهي
ذات مرة قالت واحدة أنها وجدت بعض ملامحي في لوحة غير مشهورة لبيكاسو
قد أكذب في وصف حالتي الإجتماعية
هذا ليس مهماً
هنا لا أحد يسالك عن تفاصيل سجلك المدني
لكن أي فتاة تستطيع لمس عشيقة أطبقّ عليها في أجفاني
تحاول هي كسر قضبان حديدية صنعتها من رموشي
يتسرب الصدأ اليها بسبب عوامل الزمن
ماذا أفعل لتجديد قبضتي على حفنة من الذكريات؟

*****
 

 

أهذي
أعلم ذلك
الكتابة عندي هذا الطين والماء
انحت تماثيل متحركة وراقصة
بعضها ركضت هاربة مخافة أن تعبدها القبائل الوثنية
كثيراَ ماتتمرد وتثور
أو تشارك عارية الصدر في مظاهرات مع حركة فيمن للنساء العاريات
هذا التعويض في اللاوعي
يتمزق
يتبعثر
أحاولُ لملمة شظايا المِرآة
كانت تسرح شعرها أمامها
أقترب لأخذ ملامسات حسية
من الصعب إعادة المِرآة إلى الحياة
الورق والمداد لايصنع شطيرة بيتزا مدورة

***
 

 

احصنة الليل لم تعد مباركة
ليست كعهدها السابق
جيدها فارغا وخاليا من نجوم الإغراء
لا تعري صدر الرغبة
أحُّس بظل العشيقة قُرب بابي
هناك من يحاول الضغط على جرس الباب
هناك من يحاول مناداتي
حبالها الصوتية مرتبكة
يابائع الورد في الحانة
أتملك وردة ناطقة؟
أين الحبيبة؟
أين منزلها؟
بائع الورد الهندي لم يفهم كلامي
يريد المال مقابل ورد اخرص
لا يفقه، لايسمع، لايفهم
الليل كله محاولات فاشلة
تشرق الشمس هذه اللحظات
المشهد يتضح أكثر
أنا وحدي
أنا
أ
ه
ذ
ي
.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً