الاربعاء 25 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
انتظار - أحمد جابر
الساعة 11:51 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


كعادتها كل مساء تمسح غبار الحنين ، تفرد لخيالها ألبوما من المشاعر المتناثرة ، تحيك وجعها فتمر أنفاسها من ثقب الإبرة تضاريس الزمن تبدو جلية في ذلك الوجه المرقع بالوجع ، وعيونها الطافية تضمر في مرآة الوقت 
 

لم يعد بطلها المتحمس ، لازال حذاؤه القديم ورصاصاته وسيفه المثلوم تقبع داخل صندوقها الخشبي ، حكايات وارفة من الشجن المصبوغ بالشجاعة تحكيها لأولادها قبيل النوم تتذكر ذلك الفارس الذي أقسم ألا يعود إلا بالنصر المؤزر ، طال زمن الانتظار ، اتسعت دائرة الشكوى ، بلغ الحنين منتهاه ، خلع الشباب ثوبه الجميل ، بدأت الشيخوخة تدق أبوابها ، وسيد الوطن لازال في الغياب ، طرقت أبواب الرجاء ، بحثت عن أماكن فتوحاته ، نذرت أن تقتفي أثره ، ظلت تلهث باسمه ، قيل لها أنه يسكن في إحدى المدن ... طرقت المنزل لتفاجأها امرأة في الثلاثين من عمرها
- أين بطلي ؟
- يغتسل من أدران الماضي ومن روائح نساء القرية. 
لم.تنبس بكلمة عادت تبحث عن مقبرة كي تواري سوأته وتدفن رجولته. 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً