الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
اللغة العربية .. هوية مقننة باحتفائية - وليد الحسام
الساعة 15:10 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


في اليوم العالمي للغة العربية .. أشعر بالخجل من هويتي ، هكذا صارت هويتي مجرد مناسبة مستوردة لاتزيد مدتها سويعات أحتفي خلالها بلغتي وانتمائي وفق برنامج مفروض من قبل جهة ما ربما لا أعرف هويتها جيدا .
 

حتى الاحتفاء بهويتي ولغتي صار خاضعا لإشراف دولي ومقننا بالقرارات الدولية وبكل ما ليس له علاقة بالهويات والقوميات، هل سأحتفي بلغتي بطلب من الغرب الذي خصص يوما واحدا إن أردت الاحتفاء بعروبتي؟
 

كيف سأبرر للغتي العربية كذبة اعتزازنا بها المختصر بتلك الاحتفاءات المطاطية .. ما شعوري حين استحضرها لأكتب قصيدة لاتقبل الفعل المضارع بسبب العجز المتفشي بين الأعراب ؟ ما عدت أستطيع أن أفرق بين مهرجانات الترويجات الانتخابية ومهرجانات الاحتفاء باللغة التي تغرقني بتأنيب ضمير يبدو وحيدا في هذا الضجيج المزدحم .
 

لم ولن يأتي العالم الغربي إلى الوطن العربي لينقب عن جمال لغتنا كل ما سأتي من أجله هو البحث والتنقيب عن النفط هذا فقط ما يحتاجه من العرب ورسالتهم تبدو واضحة من خلال الأنظمة الغربية وسياساتها .
 

لقد خدمت اللغة العربية المستشرق الغربي (دي سوسير ) كثيرا إذ لولاها ما ذاع صيته ولاحظي بمساحة واسعة من القراء والمهتمين ، لقد احتوته اللغة كما احتوت ابن جني والسكاكي وغيرهما من علماء العربية دون أن تميز بين هذا أو ذاك من حيث الأصل والعرق .
 

باختصار شديد اللغة العربية تحتاج إلى الباحث الذي يخدمها، والمترجم البديع الذي يمنح الآخر رغبة في اكتشاف كنوزها، لا تحتاج إلى احتفال جامد في قاعة أومسرح لا تتجاوز مدته الساعتين ، إذن الاحتفال يأتي بعد أن تجد الرعاية .. هي محفوظة بكتاب الله والكتب السماوية .

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً