الخميس 28 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024
فمٌ مفخّخٌ قابلٌ للانفجارِ - حامد عبدالحسين حميدي
الساعة 17:01 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


 

كلَّ جُمعةٍ ،
هِي / تقابلُني تحتَ نُصبَ الحريّة
تَحمِلُ عَلماً صَغيراً ،
وهُتافاً .. يَمتدُ بينَ الحشودِ
يُحركُ ألسِنَةَ الغُلواء بالشوارع ِ  ..

 

هِي / تَحملُ مَعَها انساناً
لم يُولدْ بعد ،
هُمْ / اجمعُوا انْ يُصلحُوا الاخَر  
وانْ يجعلُوا حضورَهم يافطات ِ
اصْلاحٍ وتغْيير ..

 

الفَسادُ  يَنهَشُ أجسادَنا المُتخَمة
بالبطالة والخُذْلانِ ،
و التَشردِ والعَوزِ ..
بملوثاتِ حياة ٍ ساخرة ..
ولانّ الفَسَادَ ...

 

حِزبٌ .. لا يَعْرِفُ مَعنى الوَطنيّة
ومقامرُ ، باتَ يضاجعُ عاهراتِ الطريق
وخائنٌ يَحتسي كوؤسَ الدّمِ بتجارةِ
الذّلّ والهَوان ِ ،
وسَمْسَرةُ بيعٍ وشِراء الذّمَم ،

 

اسْوَاقُ السّاسةِ مَزابل فَاسِدة
بِفَسادِ اخْلاقِهم
ولهاثِهم المُفْرِط بقناني الغثيانِ ..
نَحنُ / سنعلنُ : أنّهم ساسَةٌ لا يَصلحُونَ
إلا ،  للرّقصِ في بُيُوتِ الدّعارَة ..
حتّى الدّعارَة تُعلنُ بَراءتَها مِنهم ،
سَاسَةٌ لا يَفهمونَ سِوى اشْبَاعِ غرائزِهم
الحُبلى ..

 

بأطنانٍ مِن المستنقعاتِ والبركِ الآسنة ..
لَمْ ارَ  -  يوماً ما -
أنّ جوادَ سليم يَبكي ،
.. يَبكي ويعلنُ : انّ بكاءَه قُبَلٌ مَمزوجةٌ بالرُّخام ..
وَبطينِ الوطنِ .. تَتدحرجُ حَشرَجاتهِ
وَهي تطوفُ ..

 

مَا بينَ مَسافاتٍ تَقطعُها الانفَاس ،
عُدْنا / نَعدُّ اصابعَنا مِن جَديد ..
كي نحسمَ امرَ القبضةِ الاتية ..
المُولعونَ بلعبةِ الشّطرنجِ و تحريكِ البيادق  ،
لا يَملكونَ خياراتٍ أخْرى ،
سِوى الكَشفِ عمّا خبّأوه ،
عَلى طَاولةِ الشّعب ِ ..

 

هِي / تتنفّسُ مع جنينِها الآتي :
يَلفظانِ نَفَسَاً واحداً
يُطلقانِ أزيزَ   :
فَمٍ مُفخْخٍ قابلٍ للانفجارِ .

 

  شاعر عراقي 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص