الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ماتياس إينار الفائز بجائزة الغونكور لسنة 2015… خيبة الكتاب الفرانكوفونيين المغاربة - عبداالله الساورة
الساعة 15:30 (الرأي برس - أدب وثقافة)

 

في ظل منافسة شديدة أسدل الستار عن جائزة الغونكور، أشهر الجوائز الفرنسية على الإطلاق بين أربعة منافسين ليفوز بها الروائي ماتياس إينار
 

(نيورت/ 1972) عن روايته «البوصلة»، وهي قصة عجائبية من بطولة موسيقي تستهويه الحضارات الشرقية، وخلال ليلة واحدة، من دون أن تغمض عيناه وفيما يشبه «الإسراء» بين اسطنبول، طهران ودمشق يكمل الرحلة بفضل قوة ذكرياته.
 

ليس غريبا على الكاتب الفرنسي أن يستوحي مثل هذه الأفكار، لأنه دارس للثقافة العربية والإسلامية، وهي من مواضعيه المفضلة من خلال أعماله التي يمزج فيها الأدب بالعجائبي بلغة سردية تسافر في أزمنة تاريخية.
 

في «البوصلة» رد الاعتبار للعقل العربي الذي اخترع هذه الآلة الصغيرة والعجيبة في الإبحار بلا خوف وبلا خشية في بحر المتوسط والأطلسي بقوة العقل واستخدامه الجيد له، وهي مراجعة شعرية يسعى من خلالها الكاتب لتفكيك كليشيهات الشرق. 
 

الكاتب ماتياس كاتب لأعمال مهمة «منطقة» (2008) وهي رواية تحكي عن تاريخ تألق البحر الأبيض المتوسط. تأخذ لحظة واضحة من التاريخ لتحكي لبضعة أسابيع، من خلال الشخصيات المركزية ذات الأبعاد الإنسانية، وتعود بطريقة الـ«فلاش باك» إلى الثقافتين اللتين نمتا على الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط. وهي عبارة عن مذكرات رائعة لمخبرة تسمح بسرد تاريخ المتوسط طيلة القرن الأخير.
 

روايته الأولى «كمال النار» (2003)، عن شخصية قناص في بلد يشبه إلى حد ما لبنان. ثم روايته التي نالت شهرة كبيرة «تكلم عن معارك، عن ملوك وفيلة» (2010) ، حيث يتحدث الكاتب الفرنسي من خلال صوت يرى الماضي والمستقبل لفنان، ويمنح الإيمان الأبدي لمجده الأبدي. يبدأ البطل في سماع صوت قديم وقريب في 13 مايو 1506. هي تعرف الحياة وتعرف قلب وأحلام مايكل أنجلو، بما يحيل اسمه إلى الملائكة، لديه نبرة هادئة، متعاطفة، كما لو أنه يحكي قصة في ليلة مرصعة بالنجوم. الرواية ليست سيرة ذاتية وبيوغرافية مطلقة، ولكنها حياة مايكل أنجلو الذي يسمو بشخصيته ويتعالى عن الواقع، ليست رواية تاريخية ولكنها يوميات للحظة بكل ألقها وحضورها ولتاريخ يضيء فترة بكاملها. الرواية ليست مقالات صحافية عن فن الاعتقاد وجذوة الإيمان، بل هي نهج ومقاربة للإلهام، الأرق والتشققات التي تلتف على الفنان وسلطته. إنها سرد حول سفر وجداني لمايكل أنجلو. قبل أن يكون عظيماً، لكنه الطريق إلى أن يكون عظيماً، إعادة خلق الرجل الذي كان والثقافة التي أنتجته مع أحد العناصر الأساسية والمركزية: التقاء الغرب والشرق في وهج نقطة تجمع فيها عالمين: القسطنطينية وعظمتها ورونقها في القرن السادس عشر، والكلمات بنغمة الرغبة والراغبين والحب والعشاق بكل أصنافهم.
 

الرواية الثالثة التي يقبض فيها الكاتب على اللحظة التاريخية بكل توهجها هي رواية «شارع اللصوص» (2012)، وتحكي عن سفر شاب مغربي تائه في إسبانيا أثناء زخم الربيع العربي وحركات الأهالي. الرواية تتحدث عن التزام الكاتب وعن المواكبة والتأمل في اللحظة التاريخية بكل ما تحفل بها. 
 

جائزة الغونكور من أقدم الجوائز الإبداعية، استحدثت سنة 1896، في شدة التنافس الإمبريالي، حينما كان الجميع يعتقد «أن الحرب لا مفر منها». تمنح الجائزة لأحسن تخييل نثري خلال السنة نفسها. 
 

بقي الكاتب ماتياس إينار مع ثلاثة روائيين في التصفيات النهائية، الروائية ناتالي أزولاي، الروائي توبي ناتان، والروائي الجزائري هادي قدور. تحصل الكاتب ماتياس على ستة أصوات من مجموع ثمانية أصوات، برئاسة الناقد الأدبي برنارد بيفو الذي قال إنه «تفاجأ، ولكنه سعيد للغاية». 
قيمة الجائزة رمزية فهي لا تتعدى عشرة يوروات، لكن الرواية ترجمت إلى آلاف النسخ في شتى بقاع العالم. للإشارة ففي السنة الماضية فاز بها الروائي الفرنسي/ الإسباني ليدي سالفيير، حيث حقق بيع 284 ألف نسخة عن روايته «لا تبكي» قبل الفوز بيع منها عشرون ألف نسخة. وهنا البون الشاسع حينما يتحصل كاتب ما على الجائزة وصخبها الإعلامي.

 

نشرت رواية ” البوصلة ” في نهاية شهر أغسطس/ آب 2015، وللكاتب باع طويل ومشبع بالثقافة العربية والفارسية، فهو مجاز في اللغات الشرقية وخاصة العربية والفارسية. وطفل لأسرة تنتمي لأسرة التعليم، تلقى تربية أدبية جيدة من طرف جده الذي أهداه ألاف الكتب، درس في مدرسة اللوفر وعاش طويلا في المشرق العربي قبل أن ينتقل مؤخراً أستاذاً جامعياً في جامعة برشلونة. 
 

يعرف أين يضع موضع أقدامه ويردد دائماً « يجب على المرء أن يعرف دائماً عن أي جثمان يمشي البعض « أعتقد الكتاب المغاربيين الذين يكتبون بالفرنسية ويحلمون أن يحصلوا عليها مرة كما فعل الكاتب المغربي الطاهر بنجلون، ولكن للجوائز نوافذها وأبوابها المغلقة وغرفها السرية.. ذاك هواللغز و السؤال الصعب…
 

كاتب مغربي
 

منقولة من القدس العربي...

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً